وليد المعلم يتوعد إدلب من موسكو.. وروسيا تحذر الغرب من التدخل

معركة ادلب القادمة ... صراع البقاء للمعارضة السورية

 

الانباط - مامون العمري

 

شيئا فشيئا تستعد ادلب في الشمال السوري الى معركة البقاء للمعارضة السورية ،كاخر حصون للمعارضة السورية ،التي بقيت قرابة الثماني سنوات بين مد وجزر وكر وفر مع جيش النظام وحلفاءه الايرانيين وحزب الله وروسيا ، ووسط حالة من الترقب والاستعداد من السكان لمزيد من الموت والدمار والسلب والنهب الذي ستخلفه المعركة المنتظرة .

معركة إدلب ستكون حاسمة وستستمر حتى النهاية، فلن يستسلم "الثوار" باعتبار أنه لم يتبقى مكان آخر في سوريا يمكنهم الانتقال إليه كما كان الحال في العمليات التي شهدتها مناطق أخرى في البلاد وما يقوم به الجيش السوري في عملياته هو فرض حصار على المناطق التي تأوي الثوار قبل أن يعطوهم فرصة للانتقال إلى مناطق أخرى، وكانت إدلب هي المنطقة بالغالب، الآن العملية في إدلب فليس هناك مكان آخر ينتقلون إليه.

المواقف من المعركة في موازين الاحلاف في سوريا ايضا متباينة ومتطورة في كل لحظة ، وان كان الموقف التركي هو الاحدث في تصنيف هيئة تحرير الشام  المعارضة منظمة ارهابية ، يؤشر على رغبة تركيا في انهاء جبهة ادلب لصالح النظام ،او مناكفة للموقف الامريكي الذي يحذر من المعركة القادمة ،اما الموقف الاممي فهو ذات الموقف الذي كان في معظم المعارك سواء في حلب او درعا او الغوطة والمتمثل في محاولات حماية السكان المحليين عبر تأمين ممرات انسانية امنة ومن خلال دعوات المبعوث الاممي ديمستورا .

الانباط ومن خلال ما تقدم من ملخص المشهد السابق ،تقدم قراءة المشهد تفصيليا على الصعيدين السياسي والعسكري ، ونحن في الانباط ايضا نستشرف سيناريوهات المعركة ، مع قاعدة بيانات عن ادلب والمعركة القادمة

تحشد روسيا والنظام السوري قواتهما لبدء عملية عسكرية في آخر قلاع المعارضة، التي خسرت مؤخراً العديد من المناطق الاستراتيجية، في حين تؤكّد الأخيرة أن هذه المعركة لن تكون كسابقاتها فيما يخصّ الجدّية والاستعداد للمواجهة.

التصريحات الروسية بوجوب استئصال ما أسمته "الإرهاب" في إدلب شجّعت قوات النظام السوري فعلياً على البدء بإطلاق المعركة وبدء حشد القوات من كافة المناطق إلى طول خط الجبهة الممتدّ من ريف اللاذقية حتى ريف حلب.

وفي حال بدأت المعركة فمن المتوقّع أن يبدأ النظام معركته للسيطرة على مدينة جسر الشغور والقرى التي تقع في ريف اللاذقية، في حين لا يهدأ التمهيد بالقصف على قرى وبلدات ريف حماة، التي تلقى قصفاً يومياً بمختلف الأسلحة، وتعتبر مدخلاً لريف إدلب في حال انهيار جبهاتها.

وكان المبعوث الأممي إلى سوريا، ستافان دي مستورا، صرّح بمؤتمر صحفي، الخميس، باستعداده لفتح ممرات آمنة لخروج المدنيين من مناطق الشمال، في إشارة واضحة على حرب قادمة.

ونبهت الأمم المتحدة، يوم الأربعاء، إلى أن الهجوم المرتقب لقوات النظام السوري على محافظة إدلب السورية في شمال غرب البلاد، قد يفضي إلى تهجير ما لا يقل عن 800 ألف شخص يعيشون أصلا في وضع إنساني مأساوي.

وقالت المتحدثة باسم مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة في دمشق، ليندا توم، إن الهجوم قد تكون له نتائج "كارثية"، وفق ما نقلت فرانس برس.

وصرحت توم "نحن نخشى من تهجير ما لا يقل عن 800 ألف شخص وتزايد عدد الأشخاص المحتاجين إلى المساعدات الإنسانية بشكل كبير، مع العلم أن أعدادهم مرتفعة أصلا، وذلك في حال حدوث تصعيد في الأعمال القتالية في هذه المنطقة".

وأضحت إدلب، التي تقع في شمال غرب سوريا على طول الحدود مع تركيا، آخر معقل للفصائل المعارضة بعد طردها تدريجياً من مناطق عدة في البلاد. وأكدت دمشق في الآونة الأخيرة أن المحافظة على قائمة أولوياتها العسكرية.

ويعيش في محافظة إدلب حالياً نحو 2.3 مليون شخص بينهم أكثر من مليون شخص نزحوا من مناطق أخرى مع أعداد كبيرة من المقاتلين الذين رفضوا اتفاقات التسوية التي أبرمتها السلطات السورية مع الفصائل المقاتلة.

ويعتمد معظم السكان بشكل كبير على الغذاء والأدوية والمساعدات الإنسانية الأخرى التي تؤمنها الأمم المتحدة والجمعيات الخيرية عبر الحدود التركية.

وأبدت توم خشيتها من أن "تتعرض المساعدات للخطر" بسبب الاقتتال وهو ما سيهدد المدنيين الذين يقطنون في مناطق ذات كثافة سكانية عالية.

وأضافت توم أن "عمال الإغاثة الذين يعملون في هذه المنطقة قد يتعرضون للتهجير أيضا وهذا من شأنه أن يضر كذلك بالخدمة المقدمة إلى المحتاجين". وأوردت أن مستوى الكارثة الإنسانية سيكون هائلا في منطقة إدلب".

ويسعى الرئيس السوري بشار الأسد إلى السيطرة على إدلب، بعد أن استعاد الجيش السوري من الفصائل المعارضة مناطق أخرى واسعة خلال الأشهر الأخيرة، مما جعله يسيطر على حوالي ثلثي البلاد.

مخاوف دولية

 

زعم المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا ستيفان دي مستورا أن محافظة إدلب تحتضن نحو 10 آلاف مقاتل من “جبهة النصرة” و”تنظيم القاعدة”، ورجح في الوقت ذاته بدء هجوم للنظام على المحافظة.

وقال دي ميستورا خلال مؤتمر صحافي في جنيف إن “هناك رسائل متبادلة بين أطراف دولية حول احتمال بدء معارك في إدلب”.

وأضاف المسؤول الأممي إن “إدلب بها تركيز عالٍ من المقاتلين الأجانب وأعلى عدد من مقاتلي النصرة والقاعدة (نحو 10آلاف مقاتل)، بالإضافة لعائلاتهم”. وتابع “لا أحد يشكك في الحق في محاربة وهزيمة الإرهابيين – حسب تعبيره – كالنصرة والقاعدة “.

وأشار دي ميستورا إلى استعداده للمساهمة في تأمين “ممر إنساني” يتيح للسكان المدنيين الخروج إلى منطقة أكثر أمانا (لم يحددها)”، وقال “أنا مستعد للمساهمة شخصياً وجسدياً” في ذلك.

وتتوافق تصريحات دي ميستورا مع حديث للمتحدث باسم الرئاسة الروسي دميتري بيسكوف، الذي قال اليوم الخميس إن “التقاعس حول الوضع في إدلب لا يبشر بالخير”. ووصف المحافظة بـ “بؤرة للإرهاب”.

ورداً على سؤال حول الرابط بين حشد بوارج روسية في المتوسط ومعركة إدلب قال بيسكوف: “دون أدنى شك، الوضع في سوريا قابل للتفاقم. إن الوضع في إدلب ليس في أفضل حالاته. بالفعل”.

وفي السياق ذاته قال وزير الدفاع التركي، خلوصي أكار، إن بلاده تواصل مشاوراتها مع الدول المعنية للحفاظ على وقف إطلاق النار في محافظة إدلب، وذلك بعد مباحثات هاتفية أجراها مع نظيره الروسي.

وكشف مسؤولان في الوزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) تحريك نظام الأسد مروحيات قرب محافظة إدلب التي تسيطر عليها فصائل المعارضة، بهدف تنفيذ هجوم بالأسلحة الكيماوية أو التقليدية، وفق شبكة “سي إن إن” الأميركية.

وبدأ النظام بحشد قواته العسكرية والميليشيات المساندة له على مشارف إدلب، كما أعلنت فصائل عسكرية معارضة استعداها لصد الهجوم على المحافظة التي تعتبر من مناطق خفض التصعيد المتفق عليها في أستانا برعاية روسية تركية إيرانية، حيث نشرت القوات التركية 12 نقطة مراقبة في إدلب وريف حلب لمراقبة وقف إطلاق النار.

في غضون ذلك، أعربت الدول الغربية الأعضاء في مجلس الأمن الدولي،عن قلق متزايد على مصير ملايين المدنيين في إدلب.

وقال مساعد السفير السويدي في المجلس، كارل سكاو، خلال جلسة عقدها المجلس أمس الثلاثاء حول الوضع الإنساني في سوريا، (قال) إن العملية العسكرية المتوقعة في إدلب قد تسفر عن "تداعيات كارثية" وربما تنجم عنها "كارثة إنسانية".

ويرجح متابعون إمكانية تنفيذ الحكومة السورية بدعم من موسكو عملية لاستعادة إدلب، وهي من مناطق "خفض التصعيد" التي أقيمت العام الماضي بموجب محادثات جرت بين روسيا وتركيا وإيران.

في حين أعلن مندوب روسيا لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا، أن موسكو تعتبر مهمة الفصل بين الإرهابيين والمعارضة في محافظة إدلب السورية مهمة أولوية،وقال نيبينزيا خلال اجتماع مجلس الأمن الدولي "نحن متفقون على أن الوضع في إدلب يحتاج لاهتمام دقيق، ومهمة الفصل بين المعارضة المعتدلة والإرهابيين تبقى مهمة رئيسية، وتتواجد هناك قوات كبيرة تابعة لتنظيم "جبهة النصرة" الإرهابي، التي تحاول فرض نفسها على المجموعات الأخرى، بما في ذلك التي تهتم في التسوية الوطنية.    

ويرتقب تقتصر العملية العسكرية لدمشق في مرحلة أولى على مناطق في أطراف إدلب، مع الاخذ بعين الاعتبار أن مصير المنطقة مرتبط بتوافق بين روسيا حليفة دمشق وتركيا الداعمة للمعارضة.

في خضمّ ذلك ترفض المعارضة المسلّحة التفاوض مع الروس والنظام على دخولهم إلى المناطق التي يسيطرون عليها وتسليم قوات النظام زمام الأمور فيها وتسوية أوضاع السكان فيها، وذكرت صحيفة "كوميرسانت" الروسية إذا استعادت دمشق السيطرة على محافظة إدلب فلن تستطيع الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وفرنسا أن تغير حقيقة أن الأسد استعاد السيطرة على الجزء الأكبر من أراضي سوريا، ولكنها لا تريد التسليم بأن الأسد يحتفظ بمقاليد السلطة.

ولا تستطيع الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وفرنسا أن تؤثر على الوضع سياسياً، ولكن بإمكانها تلويث سمعة النظام السوري بإطلاق تهمة استخدام السلاح الكيميائي كما جاء في صحيفة "كوميرسانت".

من موسكو وليد المعلم يتوعد إدلب وروسيا تحذر الغرب من التدخل

أكد وزير خارجية النظام السوري وليد المعلم أن النظام سيهاجم إدلب لتحريرها من “الإرهاب”، نافيا امتلاك النظام أسلحة كيميائية، وذلك تزامنا مع قصف لإدلب بالفوسفور، بينما تطالب الأمم المتحدة بإجلاء المدنيين.

وفي مؤتمر صحفي مع نظيره الروسي سيرغي لافروف في موسكو، قال المعلم إن “سوريا في المرحلة الأخيرة لتحرير كامل أراضيها من الإرهاب – حسب تعبيره – ، ولهذا تريد الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا الاعتداء عليها بهدف عرقلة عملية التسوية السياسية ومساعدة تنظيم جبهة النصرة الإرهابي”.

وأضاف أن قرار النظام هو مكافحة جبهة فتح الشام (جبهة النصرة سابقا) في إدلب، وأن النظام سيبذل جهده لتفادي الإصابات بين المدنيين، كما اعتبر أن النظام لا يملك أسلحة كيميائية وأنه لا يمكن أن يستخدمها.

ويأتي موقف المعلم بعدما حذرت الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا الأسبوع الماضي رئيس النظام بشار الأسد من أنها لن تتسامح مع استخدامه لأسلحة كيميائية في إدلب.

أما لافروف فاعتبر أن “الإرهابيين” يتحصنون في إدلب لمهاجمة النظام والقاعدة العسكرية الروسية في حميميم بريف اللاذقية عبر طائرات مسيرة، متوعدا بالقضاء عليهم.

كما جدد لافروف اتهامه للمعارضة المسلحة بأنها ستستخدم أسلحة كيميائية بهدف “تعقيد عملية مكافحة الإرهاب”، وقال “لقد حذرنا شركاءنا الغربيين بوضوح من مغبة اللعب بالنار”، وذلك بعد يوم من إعرابه عن أمله بألا “تعرقل” الدول الغربية هجوم النظام المدعوم من روسيا ضد ما يسميه الإرهاب.

وأعلنت روسيا أن 25 سفينة حربية وثلاثين طائرة ستشارك في مناورات شرق المتوسط السبت القادم، كما حذرت الخارجية الروسية الولايات المتحدة من قصف مواقع النظام.

وكانت وكالة "سبوتنيك" الروسية، نقلت عن وزارة الخارجية الروسية، تأكيده أن نائب وزير الخارجية الروسي بحث مسألة التوصل لتسوية سلمية في سوريا مع نصر الحريري، رئيس هيئة التفاوض بالمعارضة السورية، مشيرة إلى أن مبعوث الرئيس الروسي الخاص إلى الشرق الأوسط، نائب وزير الخارجية الروسي، ميخائيل بوجدانوف، بحث التسوية السورية هاتفيا مع رئيس الهيئة السورية للمفاوضات، نصر الحريري، كما نقلت الوكالة الروسية، عن السفير الروسي في أمريكا أناتولي أنطونوف، قوله إن روسيا حذرت الولايات المتحدة الأمريكية من عدوان غير قانوني ولا أساس له على سوريا، قائلا : أبلغنا واشنطن بقلق موسكو إزاء إشارة أمريكا إلى أنها تعد لضربات جديدة على سوريا، فالتصعيد الجديد في سوريا لن يصب في المصلحة الوطنية لأي طرف، ولن يربح منه سوى الإرهابيون.

الموقف التركي المفاجئ!!

 

قال مصدر دبلوماسي  أن روسيا طلبت اليوم من أنقرة حسم موقفها لأن الوقت ليس في صالح الجميع مع استمرار وصول الحشود الامريكية إلى المنطقةوأضاف المصدر أن تركيا ابلغت الجانب الروسي موافقتها على المرحلة الأولى من العملية العسكرية التي لم يتم تحديد ساعة الصفر لها حتى الآن.

كشفت مصادر دبلوماسية تفاصيل اتفاق تصفية الإرهابيين في ادلب و الموقف التركي من هذا الاتفاق والعملية العسكرية هناك، وقال مصدر دبلوماسي رفيع أن اتفاق ادلب لتصفية الإرهابيين قد تم فعلا أمس الاول الجمعة بعد موافقة تركيا على العملية العسكرية التي ستتم على مراحل، وستنطلق في مرحلتها الاولى من ريف اللاذقية وجسر الشغور وسراقب إلى سهل الغاب بريف حماه، وأضاف المصدر أن تركيا نقلت للجانب الروسي موافقة “هيئة تحرير الشام” (النصرة)على حل نفسها وطلبت مهلة قصيرة للإعلان عن ذلك.

ولم يتحدث المصدر عن رد روسي حول هذا الأمر، لكنه أكد أن تركيا وافقت على ترتيبات تخص اللاجئين المدنيين من إدلب.

كما أشار المصدر إلى أن الوحدات العسكرية سوف تتلقى أوامر خلال الساعات المقبلة بالاستعداد للمعركة هناك.

ديلي تلغراف البريطانية: معركة إدلب تقترب و روسيا تحشد بوارجها في المتوسط

كشفت صحيفة “ديلي تلغراف” البريطانية،عن تقرير لها، عن حشد روسيا  لبوارجها وسفنها الحربية بكثافة في البحر الأبيض المتوسط، استعداداً للمشاركة في العملية العسكرية الرامية إلى تحرير إدلب من الإرهابيين.

وذكرت نفس الصحيفة في تقريرها، أن هذه التحركات العسكرية الروسية تأتي في وقت وجه فيه الجيش العربي السوري اهتمامه إلى المعقل الأخير للإرهابيين في سورية والمتمثل في إدلب، معلقةً أن “الحشد البحري الروسي لا يهدف فقط إلى دعم الجيش السوري في هجومه على إدلب، لكنه يهدف أيضاً إلى منع تدخل الولايات المتحدة الأميركية عسكرياً”.

وبحسب التقرير، فإن موسكو حذرت الغرب من أن “المعارضة” ستحاول استخدام السلاح الكيمائي في إدلب، وإلقاء اللوم على الدولة السورية؛ لدفع الغرب للهجوم على دمشق وشن عمليات انتقامية مشيرة إلى أن وزارة الدفاع الروسية قالت إن “لديها أدلة على امتلاك التنظيمات الإرهابية في إدلب أسلحة كيميائية وإنها تخطط لاستخدامها”.

و رأت الصحيفة البريطانية أن السيطرة على إدلب ستكون المرحلة الأخيرة في الحرب، وستمثل مرحلة نهائية حاسمة لوضع حد للتمرد الذي اندلع عام 2011، لافتة إلى أن روسيا حريصة على الحفاظ على علاقتها مع تركيا، التي تخشى من أن تؤدي عملية عسكرية لنزوح الملايين نحو حدودها، فيما قالت وزارة الدفاع الروسية إنها على اتصال مع ما تسمى “جماعات المعارضة” في إدلب لمناقشة إمكانية استسلامها من خلال التفاوض.

قال وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، الجمعة، إن أي هجوم يشنه النظام السوري وحليفته روسيا على محافظة إدلب، يعتبر "تصعيد خطيرا للصراع" في سوريا الغارقة في الحرب الأهلية منذ 2011.

وقال بومبيو في تغريدة على تويتر  :"الولايات المتحدة تعتبر هذا (الهجوم المرتقب) تصعيدا لصراع خطير بالفعل".

ووجه أيضا انتقادات إلى نظيره الروسي، سيرغي لافروف "لدفاعه عن الهجوم السوري والروسي".

وكان مستشار الأمن القومي الأميركي، جون بولتون، حذر الأسبوع الماضي، من أن بلاده سترد بقوة في حال جرى استخدام الأسلحة الكيماوية في الهجوم على إدلب.

ويشدد المسؤولون الأميركيون على عدم وجود  "تفاهم" مع روسيا بشأن الهجوم المتوقع للنظام السوري على محافظة إدلب، آخر معاقل الفصائل المسلحة في سوريا.

وأضحت إدلب، تطل على الحدود مع تركيا، آخر معقل للفصائل المعارضة بعد طردها تدريجيا من مناطق عدة في البلاد.

وأكدت دمشق في الآونة الأخيرة أن تلك المحافظة على قائمة أولوياتها العسكرية.

ويرجح متابعون إمكانية تنفيذ الحكومة السورية بدعم من موسكو عملية لاستعادة إدلب، وهي من مناطق "خفض التصعيد"، التي أقيمت العام الماضي بموجب محادثات جرت بين روسيا وتركيا وإيران.

ويرتقب أن تقتصر العملية العسكرية لدمشق في مرحلة أولى على مناطق في أطراف إدلب، مع الأخذ بعين الاعتبار أن مصير المنطقة مرتبط بتوافق بين روسيا حليفة دمشق وتركيا الداعمة للمعارضة.

 

8 معلومات تلخص وضع إدلب

 

1-            معلومات عن المحافظة: تقع إدلب في شمال غرب سورية، يقطنها نحو ثلاثة ملايين نسمة، منهم 1،2 مليون نزحوا إليها بسبب الحرب.

2-            المحافظة منذ بداية الثورة: شهدت إدلب منذ أيلول 2011 اشتباكات بين الجيش الحر الذي كان قد تشكل حديثا آنذاك وبين القوات النظامية، إلا أن قوات النظام استطاعت في عام 2012 استعادة مركز المحافظة وعاصمتها مدينة إدلب.

 وبين حزيران 2012 ونيسان 2013 وقعت سلسلة من المعارك أسفرت عن سيطرة الجيش الحر على بعض المناطق، لكن في آذار 2015 تمكنت جبهة النصرة المعارضة من السيطرة على مدينة إدلب وطرد قوات حزب الله المتمركزة هناك، وفي 3 نيسان 2017، شهدت مدينة خان شيخون بالمحافظة إحدى أكبر الهجمات الكيماوية المميتة في سورية، إذ أسفرت عن مقتل 74 شخصا وإصابة 557.

3-            المعركة وأطرافها: بدأ النظام السوري إلقاء المنشورات على أجزاء من محافظة إدلب تسيطر عليها المعارضة في بداية آب يدعو فيها الأهالي للتعاون مع الجيش النظامي حفاظا على أمنهم.

ويشن النظام السوري هجوما على إدلب بدعم من إيران وروسيا، من أجل إنهاء تواجد المعارضة المتمثلة في هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقا) المدعومة من تركيا.

4-            خطة الهجوم: تستعد القوات النظامية للهجوم على مراحل في محافظة إدلب والمناطق المحيطة بها في شمال غرب البلاد.

وبحسب مصادر حكومية سورية فإن الهجوم سيستهدف في البداية الأجزاء الجنوبية والغربية من الأراضي التي تسيطر عليها المعارضة، وليس مدينة إدلب نفسها.

5-            موقف تركيا: تشعر تركيا بالقلق إزاء الهجوم على إدلب، أولا لأن خسارة حلفاء تركيا لإدلب تـُعد تهديدا للمناطق التي سيطرت عليها خلال عمليتي غصن الزيتون ودرع الفرات.

أما الأمر الآخر، فهو في حالة سيطرة النظام السوري على المدينة، فستستقبل تركيا موجة جديدة من النازحين تقدر بمئات الآلاف، في الوقت الذي تخطط فيه أنقرة لإعادة آلاف اللاجئين السوريين إلى المناطق الأمنة داخل سورية.

6-            موقف الأكراد: أعلنت "قوات سورية الديمقراطية" التي يغلب عليها الطابع الكردي، نيتها المشاركة في معركة إدلب بجانب النظام السوري، إلا أنها تراجعت لتنفي ذلك، مع تأكيدها الالتزام ببرامجها وخططها لاستكمال العمليات العسكرية التي بدأتها للسيطرة على الريف الشمالي لمحافظة دير الزور.

7-            موقف روسيا: وصف الكرملين محافظة إدلب بأنها بؤرة للإرهابيين وقال إن استمرار هذا الوضع لن يكون جيدا.

وقال ديمتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين إن التدريبات البحرية الروسية المقررة في البحر المتوسط يبررها الوضع في إدلب ، أما وزير الخارجية الروسي سيرغيه لافروف فقد قال قبل أيام إن من الضروري التخلص من "الجرح المتقيح" في إدلب، ويتزامن الهجوم على إدلب مع مناورات بحرية تشارك فيها أكثر من 25 سفينة حربية وغواصة و30 طائرة تشمل مقاتلات وقاذفات استراتيجية، وتجرى في الفترة من الأول حتى الثامن من أيلول وستتضمن تدريبات مضادة للطائرات والغواصات وإزالة الألغام.

8-            موقف الولايات المتحدة: أعلنت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية هيذر ناورت الخميس، قلق الولايات المتحدة إزاء هجوم نظامي محتمل بأسلحة كيماوية على إدلب، وتصاعد العنف هناك مما يعرض حياة المدنيين والبنية التحتية المدنية للخطر.