هدم الخان الاحمر … !!!

زاوية سناء فارس شرعان

 

بعد ايام من قرار محكمة اسرائيلية باقامة صلوات تلمودية بالمسجد الاقصى وهو الحكم الذي رفضته الاوقاف الاردنية رفضا قاطعا مؤكدة عدم صلاحية المحاكم الاسرائيلية بالنظر بشؤون اولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين ترفض المحاكم الاسرائيلية العليا امس بالتماسا قدمه اهالي تجمع الخان الاحمر شرق القدس بالغاء عزم السلطات الاسرائيلية بهدم التجمع وتشريد سكانه ونقلهم تعسفيا الى منطقة ابي ديس بجوار القدس الشريف.

التماس اهالي الخان الأحمر الى المحكمة الاسرائيلية العليا بالحيلولة دون هدم تجمعهم المقام من بيوت الصفيح والخيم وبيوت الشعر ينطبق عليه المثل القائل كمن استعان من الرمضاء بالنار … فأهالي الخان الاحمر الذين عانوا طوال سنوات من التشرد بعد ان رحلتهم سلطات الاحتلال من اراضيهم وقراهم في منطقة النقب جنوب فلسطين منذ سنوات طويلة وذهبوا الى منطقة الخان الاحمر واقاموا فيها بيوتا من الصفيح والخيش تتناسب مع تقاليدهم بتربية الماشية.

الا ان سلطات الاحتلال لم تسمح لهذه العائلات البدوية ببناء مساكن لهم تقيهم حر الصيف وبرودة الشتاء باعتبار ان الاراضي التي يقيمون عليها ليست ملكا لهم وانما اراض اميرية يحق لسلطات الاحتلال التصرف بها كيفما تشاء والاستيلاء عليها وتحويلها الى مستوطنات لشذاذ الافاق من اليهود القادمين من الشرق والغرب الى «ارض الميعاد».

وبقيت سلطات الاحتلال الاسرائيلي تهدد اهالي الخان الاحمر بالترحيل والسجن وابعادهم عن المنطقة … واخيرا قررت ابعادهم عن المنطقة وترحيلهم عنها باعتبارها اراض تابعة لوزارة الدفاع المسؤولة عن الاستيطان ومصادرة الاراضي اللازمة لهذه الغاية …

وعندما ضاقت الارض على اهالي الخان الاحمر بما رحبت تحت التهديد بهدم منازلهم وترحيلم منها … حيث لا تسمح لهم سلطات الاحتلال بالعودة الى ارضهم في منطقة النقب التي رحلتهم منها قبل عشرات الاعوام لجأوا الى المحكمة العليا الاسرائيلية وقدموا لها التماسا بمنع سلطات الاحتلال من هدم منازلهم وترحيلهم منها وكأن الكيان الصهيوني يعرف الرحمة او العدل وهو الذي قام على اجتثاث شعب باسره وتهجيره قسريا من ارضه لاقامة وطن لشعب بلا ارض بالتعاون مع الحكومة البريطانية التي كانت تمثل سلطة الانتداب على فلسطين مقابل اربعة ملايين جنيه استرليني قدمها الملياردير اليهودي البارون روتشيلد الى الحكومة البريطانية التي كانت تعاني من مصاعب مالية جراء مشاركتها في الحرب العالمية الاولى ضد دول المحور فيما عرف بالتاريخ بجريمة وعد بلفور التي مر عليها قرن من الزمن.

الحكومة البريطانية التي كانت اقوى دولة في العالم شاركت العصابات الصهيونية جرائمها في احتلال مدن فلسطين وقراها واقتلاع اهلها منها وتشريدهم في مختلف انحاء العالم يستوي في ذلك مدن وقرى شمال فلسطين مثل دير ياسين وكفر قاسم والطوره والطنطورة وجنوب فلسطين التي هجرت اهلها وشردتهم بمن فيهم اهالي بيوت الصفيح في الخان الاحمر …

المحكمة الاسرائيلية العليا التي رفضت بوقاحة تظلم اهالي الخان الاحمر والتماسهم بعدم هدم منازلهم امهلت سكان الخان الاحمر مدة اسبوع لاخلاء منازلهم ومغادرة المنطقة ما يعيدهم الى المربع الاول عندما هجرتهم سلطات الاحتلال من مناطقهم وقراهم في صحراء النقب جنوب فلسطين للاستيلاء عليها وتحويلها الى مناطق زراعية وسياحية غناء بعد ان حولت اليها مياه نهر الاردن وحرمت الاردن وفلسطين من مياه النهر المقدس…!!!