شاب اردني يرتدي بدلات مزركشة من بقايا اقمشة التنجيد ويرعى 100 قطة

 يرتدي علي وليد، بدلات مزركشة ومذهبة بقصات مبتكرة، حيكت من قماش الكنبايات، ويقتني منها اكثر من 60 طقما، ويجد الوقت الكافي لرعاية وتربية اكثر من 100 قطة ينقذها من الشوارع. يحب وليد ، كما يروي لـ(بترا)، بدلاته غريبة التصميم لدرجة انه كان يرتديها الى المدرسة، منذ ان كان في الرابعة عشرة من عمره، وهو تاريخ بداية عمله في تنجيد الكنب ، والاستفادة من بقايا اقمشته، الامر الذي اثار حفيظة الادارة حينذاك فنبهته غير مرة لضرورة ارتداء الزي المدرسي، الا انه اصر على المجيء ببدلاته ،فحالت اسباب كثيرة دون اكماله لدراسته وعلى رأسها اصراره على الخروج عن قواعد اللباس المدرسي . ظل وليد الذي يسكن في اللويبدة، وفيا لحرفته ولكنه عاشقا لخياطة الاطقم الغريبة ، الامر الذي لفت اليه الانظار خاصة ان عدد متابعيه على صفحات التواصل الاجتماعي اقترب من 19 الفا، ما وسّع دائرة العارفين به فكان حديث الناس والمجتمع ،فيما قصدته الصحافة وشبكات التلفزة المحلية والعالمية للحديث عن تجربته الفريدة، على حد وصفه . جبل اللويبدة وتحديدا شارع الخيام منه، شاهد على حركته ونشاطه، فتراه وسط مرتادي المقاهي والمارة، يعرفونه جيدا، فهو ليس اجتماعيا فحسب ، بل انه يرأف بالحيوانات الاليفة، فتراه غالبا برفقة " كلبة " يعطف عليها، فيما يربي ويرعي اكثر من 100 قطة، استأجر لها كما يوضح بيتا مُتبع بحديقة، حتى يعتني بهم اكثر ، مطلقا مبادرة" الرفق بقطط وكلاب الشوارع" عبر" السوشيال ميديا"، والتي اسهمت في تعزيز الوعي بهذا المجال، مقدما الشكر لوالدته التي تُعينه على تلك المهمة .

يعشق وليد جبل اللويبدة ويشعر انه جزء من وجدانه ، ويحب ان يراه دائما باحسن حال،, حيث قام بمبادرة لتنظيف الشوارع وصيانتها انطلاقا من حرصه على جمالية المكان المتميز بطابعه التراثي، مايشكل نقطة جذب للسياح،حيث يبرع بالتواصل معهم، فيما يسعوا والمارة الى التقاط الصور معه جراء اعجابهم بما يرتدي من اطقم غير مألوفة ، " وهذا مصدر سعادتي وفخري ، حب الناس "، يقول وليد . وتتخطى مواهب وليد، التصميم والابداع الى التمثيل ضمن "اسكتشات" كوميدية تبث عبر قناة اليوتيوب، وهو يُمثّل وفريق من الشباب، الذين يتابعهم 145 مليون انسان، كما يشير. يحلم بغد افضل وتوسيع محله الصغير في اللويبدة، وهو عبارة عن صالة عرض البدلات اضافة الى ملابس نسائية،ويتطلع لمحل منفصل لتنجيد الكنبايات حيث شغفه الاول، وبان يمن الل عليه بشراء بيت ، بل ليتمكن اكثر من العطف على القطط والكلاب، ورعايتهم بشكل أفضل، فهو ورغم عمله الذي يشكر الله عليه، لا زال يقطن ببيتين بالاجرة، احدهما له , والثاني للقطط . يقول : لا تعنيني الشهرة، ولكنها مؤشر لبعض الشباب المحبط ، بان اتبع حبك لحرفتك، ولا تتخلى عن حلمك، ولا تلتفت لاي انتقاد، بل مارس قناعاتك المشروعة، واتكل على رب العالمين وستصل الى هدفك ،منوها انه واجه صعوبات لكنه لم يستسلم ،معلقا "كنت انهل من اصرار القطط على انتظاري لاطعامهم صبرا ذاتيا". ويحرص وليد اطعام قططه فيوفر لها ما تيسر من اطعمة مناسبة من المراكز التجارية التي تجري عروضا عليها ، كما ينتظر انتهاء بعض المطاعم من التنظيف ولو بعد منتصف الليل، ليجمع البقايا الصالحة منها لاكل القطط التي تكون بانتظاره شاعرة بوقت عودته ، " وهذه اجمل لحظات حياتي ،حين اطعم جائعا ولو كان قطا ".

يومي حافل بالتغيير والتجديد ومحبة الناس، يردف وليد ، "اعرف كل محال بيع الاقمشة في وسط البلد وبقية مناطق عمان،أبحث لاكتشف جديدها .. أصحابها يعرفونني جميعا، ويفضلوا التعامل معي، ذلك ان الصدق عندي عنوان، لا اركض خلف الربح المادي ، بقدر حبي لرضى الزبائن سواء من يريدون تنجيد الكنب او من يطلبون اطقما وملابس بانواعها" . " ان الثقة بالنفس هي اساس اي نجاح , والاستمرارية هي التحدي الحقيقي الذي يواجه اي انسان وصولا الى الابداع " هكذا يرى استاذ علم النفس التربوي في جامعة اليرموك الدكتور فيصل الربيع حكاية علي، محللا حالته بانها ابداعية تغلبت على المألوف باطار جديد لا يشبه احدا. ويوضح ان رأفته بالحيوان لا تنفصل عن ذكائه الاجتماعي الذي ينحسب على كل تعاملاته اليومية، اذ ان من يتمتعون بصفاته يملكون من العاطفة الجياشة الكثير لتوزع ضمن اطر الكرم والعطاء وتربية الحيوان والاحساس بالاخر."وفق بترا"