بعيداً عن آيفون . شركة آبل تتجه نحو تصنيع منتجات مختلفة!
تعمل شركة آبل الأميركية ليلاً ونهاراً في مقراتها الرئيسة ومختبرات الأبحاث الخاصة بها من أجل إطلاق منتجاتها الجديدة يوم 12 سبتمبر/أيلول الجاري.
ومن المنطقي أن الشركة لن تحقق تلك النجاحات الهائلة التي وصلت إليها لو لم يخطط الرئيس التنفيذي لشركة آبل، تيم كوك، وفريقه التنفيذي باستمرار لفترات قد تصل إلى 3 و5 أعوام في المستقبل.
حيث يسألون أنفسهم كيف ستبدو أجهزة الحاسب الآلي حينها؟.
وبحسب موقع Business Insider، يبدو أن الشركة قررت أن منتجها المقبل سيكون زوجاً من النظارات الذكية، التي يمكنها عرض معلومات رقمية في العالم الحقيقي من خلال عدساتها المتقدمة.
الأدلة التي تثبت أن آبل تتجه نحو إطلاق نظارات ذكية!
بحسب وكالة رويترز استحوذت شركة آبل مؤخراً على شركة ناشئة تتخذ من ولاية كولورادو مقراً لها، تسمى شركة Akonia Holographics.
لم تكن الشركة معروفة جيداً من قبل، وعلى الرغم من عدم الإعلان عن التفاصيل المالية للصفقة، فقد كانت عملية الشراء صغيرة.
بيد أن تلك الصفقة لا تزال تكشف أن شركة آبل تعمل على نوع من أجهزة الرؤية التي توضع على الرأس.
وهذا ليس الموضع الوحيد الذي صرحت فيه الشركة بأنها تركز على نظارات الواقع المعزز.
إذ إن الشركة تتحدث عن صناعة عدسات للنظارات الذكية في القسم الخاص بمنتجاتها.
وعادة ما تقوم آبل بشراء الشركات الأخرى من أجل الاستحواذ على المواهب والتكنولوجيا التي تعمل عليها.
ويبدو أن هذه الشركة كانت تركز على التطورات الجديدة في أحد عناصر النظارات الذكية التي لا توجد في الهواتف الذكية: ألا وهي العدسات
لم يكن ذلك مفاجئاً!
لا ينبغي أن تمثل الحقيقة القائلة إن شركة آبل تعمل على إنتاج النظارات الذكية مفاجأةً لأي من المستثمرين.
فقد أوضح الرئيس التنفيذي لشركة آبل، تيم كوك، في السابق قائمة المخططات الخاصة بالشركة في مجال التكنولوجيا في عام 2016، قبل أن تطلق الشركة أياً من برامج الواقع المعزز.
وقال في عام 2016: «أعتقد أن جزءاً كبيراً من سكان البلدان المتقدمة، وفي نهاية المطاف جميع البلدان، سيشهدون تجارب الواقع المعزز كل يوم، تماماً مثل تناول ثلاث وجبات يومياً».
وكالة أنباء Bloomberg صرّحت على موقعها الإلكتروني حول حقيقة أن شركة آبل تعمل على إنتاج النظارات.
وأن الشركة لديها فريق متخصص في البحث والتطوير يتكون من مئات المبدعين الذين يعملون على إنتاج نماذج أولية وتقنيات يمكن أن تستخدمها النظارات في نهاية المطاف.
كل هذه الأمور معروفة، كما أنه من المعلن عنه أيضاً أن الشركات المنافسة مثل جوجل Google وفيسبوك Facebook وأمازون Amazon، تعمل على إصدار تقنيات الواقع المعزز الخاصة بها.
كما بدأت شركة Magic Leap الناشئة التي تبلغ قيمتها مليار دولار للتوّ في شحن نظارتها الخاصة، لكن الأشياء التي لا تزال مجهولة حول نظارات آبل الخاصة بالواقع المعزز تعد أكثر إثارة للاهتمام بكثير.
هل ستحل نظارات الواقع المعزز محل أجهزة الآيفون؟
لا يزال الشكل الذي ستتخذه النظارات غير معروف حتى الآن، بيد أن Bloomberg ذكرت سابقاً أنها ستكون جهازاً مساعداً لجهاز الآيفون، مثلما تحتاج ساعة آبل إلى وجود جهاز آيفون الآن.
ولكن ما المميزات الأساسية التي ستطرحها شركة آبل في تلك النظارات؟
هل سيكون الجهاز خفيف الوزن مخصصاً لتلقي الإشعارات؟
أم أنه سيتمتع بالمزيد من الخصائص التي تركز على الألعاب والرسومات، مثل نظارات الواقع المعزز Magic Leap One التي صدرت حديثاً
هل ستركز شركة آبل على الوزن، أم الطاقة، أم الاستخدامات؟
يعتقد أحد المحللين أن شركة آبل تنظر إلى الواقع المعزز على أنه واجهة المستخدم الكبيرة القادمة الخاصة بها، مثلما قدمت أجهزة الآيفون شاشات اللمس المتقدمة من قبل.
لذلك، قد لا تحتاج شركة آبل إلى إصدار ما يسمى «التطبيق القاتل» الذي يعتبر وجوده أساسياً لشراء الجهاز.
بل ستكون التجربة برمتها هي ما ستحدث الفرق.
وقال المحلل مينغ شي كو: «نتوقع أن يكون الواقع المعزز هو الجيل الثوري القادم من واجهات المستخدم؛ لذا نعتقد أن الواقع المعزز لن يحتاج إلى أي تطبيقات قاتلة؛ نظراً لأنه يعد تطبيقاً قاتلاً بالفعل».
في حين أن الكثير من الشركات يمكنها البحث عن تقنيات جديدة، وطرح منتجاتها في الأسواق
تشتهر شركة آبل بمعالمها التصميمية الخاصة، ولذلك من غير المحتمل أن تركز الشركات الأخرى على تصميم واجهات قد تحدث تقدماً كبيراً.
على سبيل المثال، فقد أعرب مؤسس شركة أوكيلوس Oculus بالمر لوكي عن شعوره بخيبة الأمل إزاء واجهة المستخدم في نظارة الواقع الافتراضي Magic Leap One.
وكتب لوكي قائلاً: «أتمنى أن تقوم Magic Leap بعمل أشياء رائعة في المستقبل، لكن واجهة المستخدم الحالية التي تظهر أمامك ما هي سوى قائمة تعمل في الأساس على نظام أندرويد وير Android Wear الذي صُمِم خصيصاً لتشغيل الساعات الذكية».
وتابع قائلاً: «تعد واحدة من أسوأ أجزاء واجهات المستخدم الخاصة بالهواتف الموجودة في بعض الأجزاء الأكثر اعتماداً على الحداثة والإبداع في واجهات المستخدم الخاصة بنظارات الواقع الافتراضي».
من المرجح أن تتفادى شركة آبل الوقوع في هذه المشاكل. فقد وظفت مصممين متخصصين في واجهات المستخدم.
وأشارت قائمة الوظائف المطلوبة بقوة إلى أن بعض الأشخاص الموهوبين داخل شركة آبل يحاولون معرفة كيفية التفاعل مع العالم من خلال النظارات أو الهواتف.
ولديها بالفعل مكتبة تضم أكثر من 3 آلاف تطبيق خاص بالواقع المعزز تعمل على أجهزة الآيفون الخاصة بها.
كما هو الحال مع أجهزة الآيفون ومنتجات شركة آبل الأخرى، إذا تمكنت الشركة العملاقة التي تتخذ من مدينة كوبيرتينو مقراً لها، من ابتكار طريقة أفضل للقيام بشيء ما في تقنيات الواقع المعزز.
يمكنك أن تتوقع من بقية الشركات العاملة في هذه الصناعة أن تحذو حذوها وأن تبتكر إصدارات خاصة بها.
وتعدُّ شركة آبل أول شركة أميركية تطرح أسهمها في طرح عام لتقدّر قيمتها نحو تريليون دولار.
بعد أن كانت على حافة الإفلاس في تسعينيات القرن الماضي.