لازالت المؤامرات على الاردن مستمرة ١ / ٣

لازالت المؤامرات على الاردن مستمرة 
                            ١ / ٣
             لقد تعرض الاردن خلال الاشهر القليلة الماضية الى حملة من الاشاعات والأتهامات وحملات التشكيك واثارة الفتن الداخلية بهدف نزع استقرارة وخلخلة امنة السياسي والاقتصادي والاجتماعي  وذلك من مصادر متعددة بعضها خارجي وبعضها داخلي وذلك بهدف فرض خيارات علية كان ولا يزال يرفضها . 
              
      ولكن وبعد عودة جلالة الملك من زيارته الخاصة للولايات المتحدة الاميركيه وثبوت عدم صحة الكثير من الاشاعات والفبركات التي كانت تنشر وخاصة ما كان منها يتعلق به شخصياً فقد نحت المؤامرات الى منحى جديد من خلال قول كلام حق ولكن يراد به باطل ، والبعض ردد هذه الاقوال بحسن نيه والبعض بسوئها  . ولما كان الحديث حول هذا الموضوع متشعباً ويتناول حالات كثيرة لا يتسع  مقال واحد لها  ، لذا سأتحدث عنها تباعاً وبسقف عالٍ  ومتجاوزاً كل الخطوط الحمراء والملونة وواضعاً النقاط على الحروف .  وربما باسلوب يختلف عن المعهود عني لإني اصبحت ارى انه لابد من مواجهه الحقيقة والتحدث عنها بصراحة . 
                    وسوف ابدأ الكلام بالعملية الارهابية التي طالت سيارة الدورية الامنية في الفحيص وما تبعها في اليوم التالي من مهاجمة مقر الخلية الارهابية في منطقة نقب الدبور بالسلط وما  رافق الحادثتان من سقوط العديد من اشاوس اجهزتنا الأمنية ما بين شهيد وجريح . 
       ورغم انها ليست المرة الاولى التي تقدم اجهزتنا الامنية الشهداء دفاعاً عن امن الاردن وشعب الاردن ، ورغم اننا كنا دائماً نترحم على ارواح شهدائنا ونعزي ذويهم وانفسنا بهم ونشيد ببطولاتهم جميعنا مسؤولين وافراد ، فأنة وعلى اثر هذه العملية برزت ظاهرة جديدة غير معهودة ،  فألى جانب الترحم على ارواح الشهداء فقد اخذت بعض الاصوات التي تحاول ايجاد شرخ ما بين الوطن واجهزتة الامنية من خلال زرع روح المظلومية في نفوسهم وان الوطن لا يقدم لهم مقابل تضحياتهم وان هذا الوطن اصبح لا يستحق تضحياتهم تلك . وذلك من خلال  القول   انهم هم الوحيدون الذين يخدمون الوطن متناسين ان خدمة الوطن تكون في كل المواقع . فأذا كانت الاجهزة الامنيه تتحمل مسؤولية حماية الامن الداخلي والخارجي  فأن المدرس في مدرسته والموظف في دائرته والعامل في مصنعة والتاجر في متجرة واصحاب المهن في مهنهم وحتى عمال الوطن في الشوارع يقدمون خدماتهم للوطن وكثيراً ما دفع البعض منهم حياتة وهم يقومون بواجبات مسؤولياتهم . ( الا تلك الفئة القلية ولكن النافذة  والفاسده التي تعيش على نهب وامتصاص خيرات الوطن )   .
     واذا كانت رواتب العاملين في الاجهزة الامنية متدنية فأن اغلب العاملين في اجهزة الدولة رواتبهم متدنيه ايضاً  . فلماذا اصبح الحديث كلة الآن عن تدني رواتب العاملين بالاجهزة الامنية دون غيرهم وكأنهم هم الفئه الوحيدة التي تعبش ضنك الحياة على عظمة ما تقوم بة من واجب   وتصحيات  . وكأن المراد القول لهم ان ما تحصلون علية من الوطن لا يستحق تضحياتكم في سبيلة . 
       ولماذا وقبل اليوم لم تثار قضية التعويضات والرواتب التقاعدية لشهداء الاجهزة الامنية  ولماذا هذا الاستخفاف بقضية ترفيع الشهيد رتبه والمتبع في اغلبيه دول العالم ؟ . ولماذا هذا التبخيس فيما يحصل علية ذويهم  من رواتب تقاعدية مع تجاهل ما يتضمنه قانون التقاعد العسكري  والطريقة التي يحسب بها التقاعد  الذي يحصل علية ورثة الشهداء .    وما يحصل علية ذويهم    من تعويضات مالية  ومنح امتيازات  لأبنائهم   في مجال الدراسه والتعيين . 
     انا اعترف  واقر ان ما يحصل علية ذوي الشهداء اقل بكثير مما يستحقون وانهم يستحقون اكثر من ذلك . وان ما يحصل علية العاملون في الاجهزة الامنية من رواتب  لا يتناسب مع عملهم وتضحياتهم وانة لابد من انصافهم وانصاف كل العاملين في اجهزة الدولة المختلفة ولعل في مشروع قانون صندوق شهداء القوات المسلحة والأجهزة الأمنية لسنة ٢٠١٨ والمطروح على الدورة الاستثنائية لمجلس النواب الذي صدرت الارادة الملكيه بعقدها اليوم الموافق ٢٩ /٨ / ٢٠١٨ ما ينصف شهداء الوطن وذويهم  رغم اني لا ازال لا عرف بنودة   . ولكن الملفت للأنتباة انة لماذا لم يثار هذا الموضوع الا   الآن وفي الوقت الذي يتعرض فيه الوطن لهذا  الكم الهائل من الاخطار الامنية والضغوطات السياسية والاقتصادية  بالرغم من ان هذة الاجهزة كانت قد  قدمت  المئات من الشهداء واكثر قبل ذلك  ولم تثار مثل تلك التساؤلات حينها  ؟ . 
   اليس الهدف من ذلك  هو زرع حالة من الشك والتردد في نفوس اجهزتنا الامنية الى درجة قد تدفع بعضهم الى الشك بجدوى 

دفاعهم عن وطنهم  في هذة الظروف الحرجة التي يتعرض لها الوطن واحتمال تكرار مثل تلك الحوادث الارهابية  ؟ 
        قد يكون الغالبية العظمى من الناس اللذين تتناولوا هذا الموضوع  تناولوه بحسن نية وتعاطف مع الشهداء وذويهم  ولكن بعد ان  زرع  البعض هذة الفكرة  في ادمغتهم والذين لا  يريدون ان يروا الامن والامان في بلادنا ،  وان لا يروا من هم على استعداد للدفاع عن الوطن بدمائم يقومون بذلك .
     والى جوار ذلك فقد تم الحديث عن تقصير الجهات الرسمية مع الشهداء وذويهم وعدم مشاركاتهم في عزائهم الامر الذي نفتة  الوقائع من خلال قيام  كبار المسؤولين المدنيين والعسكريين بهذا الواجب  وقيام جلالة الملك شخصياً بزيارة بيوت العزاء لهذة الغاية  .