عندما يكون العمل وفق منظومة احترافية عملية تراعي المصلحة وتلغي اية اجتهادات انفعالية أخرى ..تصبح القرارات المهمة وليدة  المنطق والاصول وبعد النظر ومصلحة الجميع ووفق عمل مؤسسي صحيح يشارك فيه الجميع  ..ولهذا كانت ادارة نادي الوحدات تتخذ القرار السليم بتجديد الثقة بمدرب فريق الكرة جمال محمود بعد الهجمة الشرسة وغير المبررة التي واجهها مع نجوم الفريق ..عكسا على الخسارة الاولى للفريق الاخضر في الدوري امام السلط والتي ساهمت بالاحتقان الذي ساد مواقع التواصل من قبل الجماهير المطالبة برأس المدرب ...وكانه وحده المسؤول عن الاداء المترهل الذي قدمه الفريق وساهم بتلك الهزيمة ...!!

الادارة الواعية لنادي الوحدات عالجت تداعيات الخسارة بتعقل ..بعيدا عن الانفعال والتهويش ونحن الذين اعتدنا على ركوب الموجة عند اية خسارة حتى لو كانت طارئة وفي بداية المشوار ..فهي بهذا القرار منحت ثقتها الكاملة بالمدرب وجهازة الفني ...واعطتهم الفرصة لمواصلة المشوار من جديد لا سيما وان نفس المدرب سبق وان حقق خلال فترة قصيرة ثلاثة القاب مع الفريق ...الى جانب ان تجديد الثقة يمنح الاستقرار داخل منظومة الفريق ويعالج السلبيات التي وقع بها الفريق دون ان تؤثر على مسيرته فيما لو تم تغيير الادارة الفنية في هذا الوقت الصعب ..ونحن ما زلنا في بداية مشوار الدوري .

قرار الوحدات ينسجم أيضا مع حكمة التصرف لادارة نادي شباب العقبة التي لم تكترث هي الاخرى للاصوات غير المتعقلة التي صدرت عن بعض الانفعاليين .. الذين طالبوا هم كذلك باقالة المدرب بعد الخسارة امام الفيصلي اعتقادا منهم ان فريقهم كان الاكثر قربا من الفوز لولا اخطاء التشكيلة التي خاض بها المدرب المباراة تلك وافضت الى الخسارة حسب اعتقادهم ...والطريف ان البعض من جمهور العقبة نصبوا من انفسهم خبراء وفنيين ودخلوا على خط التشكيلة التي خاض بها المدرب المباراة انتقادا وتجريحا ..!!

ما نود الوصول اليه هو ان الموسم الكروي في بداياته ..وان الانسجام بين اللاعبين لم يصل الى مرحلة الحكم على مستواهم الفني ومدى الفائدة التي اكتسبوها من فترة الاعداد من خلال المدراء الفنيين ..وهو ما يعني اهمية التأني وترك المدربين يعملون وفق اجواء نظيفة ومريحة قبل ان نمارس مسلسل جلد الذات ونبدأ التجريح والاساءة والتقريع !!

في ملاعب أوروبا تخسر الفرق الكبيرة هناك ...وتصل الى مراحل الانهيار ورغم ذلك يواصل المدرب عمله براحة وظروف جيدة حتى يعود بفريقه الى ضعه الطبيعي ..فمتى يا ترى نصل الى ما وصلوا اليه أفيدونا...؟!!//