عام دراسي عاصف للانروا … !!!

زاوية سناء فارس شرعان

 

 

رغم الاخطار المحدقة بمنظمة الغوث الدولية (الاونروا) خاصة بعد تقليص المساعدات الامريكية عنها بمبالغ كبيرة ما يهدد بوقف مواردها المالية ما يجعلها عاجزة عن تنفيذ برامجها وخططها التعليمية والاغاثية والصحية تمكنت الاونروا من بدء العام الدراسي الجديد في مناطق عملياتها الخمس (الضفة الغربية وقطاع غزة وسوريا ولبنان والاردن.

العام الدراسي بدأ رغم الحاجة الماسة للأموال للاستمرار في الدراسة ما يتطلب المزيد من التبرعات من المجتمع الدولي وخاصة الدول العربية الغنية القادرة على التبرع بعد ان استغلت الادارة الامريكية ثروتها وغناها وسيلة للضغط على المنظمة الاممية من جهة وعلى ابناء اللاجئين الفلسطينيين من جهة اخرى لحمل السلطة الفلسطينية على الانصياع للادارة الامريكية مسايرتها في المشاريع التي تخطط لتنفيذها وخاصة مشروع قضية العصر لتحقيق تسوية للقضية الفلسطينية تنسجم مع الاهداف الاسرائيلية …

افتتاح العام الدراسي الجديد للانروا جاء بعد جهود كبيرة بذلتها الانروا لجمع تبرعات اضافية من بعض دول العالم ما مكن المنظمة الدولية من القيام بهذه الخطوة التي نرجو ان تستمر وتتواصل طوال العام الدراسي ما يتطلب مواجهة النقص في موارد الاونروا التي تقدم الخدمات التعليمية والصحية والاغاثية لنحو ٦ ملايين لاجئ يتركزون في مناطق عمليات الاونروا الخمس.

من الواضح ان الادارة الامريكية تضغط على الفلسطينيين بشتى الوسائل لاخضاعهم للرغبات الاسرائيلية واستكمال مخططاتها في الاراضي الفلسطينية وتعتبر الاونروا في مقدمة هذه الوسائل التي تقدم خدمات الاغاثة والخدمات الصحية لنحو ٦ ملايين لاجئ فلسطيني يعيشون في دول الشتات.

في العام الماضي قلصت الادارة الامريكية ٦٥ مليون دولار من تبرعاتها للانروا وفي العام الحالي تخطط لالغاء الاونروا ووقف اعمالها وانشطته لتتحول من وسيلة لاغاثة اللاجئين الفلسطينيين الى وسيلة لتدميرهم واستمرار معاناتهم.

لابعاد الاونروا عن ضغوط الدول الكبرى وفي مقدمتها الادارة الامريكية وابقائها في منأى عن الخلافات السياسية فكرت الدول العربية في ايجاد موارد دائمة لهذه المنظمة لتحقيق استقلاليتها ووضعها في منأى عن الصراعات والضغوط من خلال توفير موازنة دائمة لها من بعض الدول الصديقة التي لا غايات سياسية لها مثل الصين وبعض الدول الاسلامية بالاضافة الى اقامة المشاريع الوقفية التي تدر دخلا يتم تخصيصه للانروا بالاضافة الى حمل بعض الدول العربية الى رصد مبالغ كبيرة للانروا وقد قطع هذا المشروع شوطا طويلا على صعيد تخصيص وقفيات للاونروا على بعض الدول الاسلامية مثل اندونيسيا وماليزيا وتركيا واقناع بعض الدول العربية الغنية بالتبرع بمبالغ مجزية للاونروا لتعزيز الاموال اللازمة لها لتلبية برامجها التعليمية والاغاثية والصحية لابناء اللاجئين.

ان توفير القدرة المالية للاونروا يمكنها من تنفيذ مخططاتها وبرامجها والوفاء باحتياجات اللاجئين دون الاعتماد على دولة بعينها ودون الوقوع تحت رحمة بعض الدول الكبرى وتحديدا الادارة الامريكية التي تستخدم الاموال وسيلة للضغط لتحقيق غايات سياسية واقتصادية واجتماعية …

بدء العام الدراسي للاونروا في قطاع غزة اشبه بالمغامرة غير مضمونة النتائج خاصة وان جزءا بسيطا من القرطاسية ثم تم توزيعه على الطلبة وان بقية القرطاسية سيتم توزيعها لاحقا عندما توفر الموارد المالية اللازمة.

العام الدراسي في قطاع غزة غير مضمون النتائج وغير معلوم اذا ما كان سيستمر ام سيتوقف بعد شهرين او ثلاثة في ضوء عزم الادارة الامريكية على عرقلة عمل الاونروا ووقف نشاطاتها وحرمان الفلسطينيين من خدماتها… !!!