الفتاة العارية

قبل أيام، نشر الإعلام خبرا عن فتاة عارية، تسير في شوارع عمان، وقال: إن الأمن قام بضبطها.. وتوديعها أحد المراكز
الأمنية.. لم أفتح موقعا إخباريا أو صحيفة، أو حتى صفحة على الفيس بوك.. إلا وشاهدت الخبر. .مرفقة معه الصورة.

البارحة، مشيت في شوارع عبدون، مرتديا كامل ملابسي.. لكن أحدا لم يكتب عني، لم يشر لي .. لم تقل الصحافة كلمة واحدة، هل مطلوب مني أن أكون عاريا حتى يكتب عني..؟

عمان الغربية, تعرت تماما من أشجار اللوز.. من الشجر الحرجي , من الزراعة.. وصارت مجرد أكوام من الأسمنت ولم يتحدث أحد عن عري المدينة.. لم يتم القبض على قطعة أرض واحدة..

والطريق الصحراوي، من المطار وحتى العقبة، لاتجد على ميمنته أو ميسرته شجرة سرو واحدة، ويسمونه الصحراوي علما بأن أراضيه صالحة للزراعة ويوجد فيها مياه جوفية ويأتيه المطر... من عراه من اللون الأخضر؟ لاتعرف!.. لكن أحدا لم ينتبه لهذه الظاهرة.

والزرقاء، تدخلها وتخرج منها باحثا عن مساحة خضراء ولا تجد.. كل ما فيها، أكوام من الأزمات.. وكتل من الحديد والإسمنت.. وصبر الطبيعة على الإنسان، وشقاء المشهد.. وتسأل عن مدينة كان السيل شريانها الرئيسي، وكانت تسمى بالزرقاء لأن شدة خضرتها تجعل اللون يميل للأزرق من بعيد.. تسأل بكل ما في القلب من قلق، من
جعلها عارية من الاشجار؟.. ولا تجد إجابة..

عري الجسد، يعالج في ثانية واحدة.. وتستطيع ستر أي جسد.. لكن عري الأرض من يعالجه؟.. ومن تسبب به؟.. والغريب أن أحدا لم يكتب للان عن عري المدن!..

Hadi.ejjbed@hotmail.com

الرأي