لماذا أسعدني توضيح"الجمارك"؟
وليد حسني
لم يكن في واردي العودة هذا اليوم للتعليق على ما ورد في مقالتي التي نشرتها الانباط امس حول تفتيش حافلات الحجاج العائدين من مكة المكرمة في حدود المدورة، فقد خلت ان المسألة برمتها ستنتهي عند هذا الحد من تسليط الضوء على تلك القضية، وستتولى ادارة الجمارك التعامل مع الملاحظات التي اوردتها في مقالتي أمس لتنتهي المسألة بالنتيجة الى وضع كل امكانيات دائرة الجمارك لخدمة الحجيج وهي الأقدر على خلق الحلول وتجاوز العقبات.
اقول ذلك وكلي ثقة بأن ما كتبته في مقالتي هنا أمس كانت صورة حقيقية رايتها وعايشتها عن قرب فقد كنت قريبا من حافلة تم تفتيشها، لكنني لم اكن على اطلاع بحيثيات العملية تلك حتى تولى ــ مشكورا ــ الناطق الاعلامي لدائرة الجمارك في اتصال هاتفي معي ظهر امس أوضح لي فيه كامل ملابسات وحيثيات عملية التفتيش.
والقصة ليست في وارد الحديث فيها على الملأ هنا، لكن ما لفت انتباهي هو سرعة استجابة دائرة الجمارك لما ورد في مقالتي، وابداءها الاهتمام الأوفى في متابعة سيرورة العمل فيما يختص بدور رجالاتها وموظفيها في معبر المدورة، وهو ما اثار اهتمامي فقد كنت اظن ان الموظف العمومي عندنا لم يعد يأبه بما تقوله الصحافة وما تنشره وتكشفه، لكن ما حدث بالأمس من اهتمام بدا لي مغايرا تماما لظنوني، وأدركت ان الموظف العمومي في إدارته لا يزال أكثر التصاقا بما تتناوله الصحافة من قضايا تمس عمله مباشرة، بل ويعمل فورا على حلها، وهو امر يعيد لكل مهتم الثقة باجهزة الدولة ومؤسساتها.
بالأمس تلقيت اتصالين هاتفيين متتاليين من اعلام دائرة الجمارك لتوضيح ما تناولته في مقالتي، وبدا التوضيح في غاية الأهمية، ولكن الأكثر اهمية بالنسبة لي هو التاكيد على ان حافلات الحجيج وقوافلهم لن تخضع للتفتيش إلا في حالات نادرة جدا وتحسب بالقطارة، وان دور رجالات الجمارك في معبر المدورة يتكامل تماما مع دور رجالات ادارة الحدود في الامن العام للتسهيل على الحجاج الاردنيين وتسريع اجراءات دخولهم لوطنهم.
قال محدثي الكثير عن الدور الذي يقوم به رجالات الجمارك وافاض في شرح حيثيات القضية التي رأيتها أمامي مؤكدا على انها كانت حالة استثنائية وتم التعامل معها وفقا لمعطياتها في حينه ولا تمثل بالمطلق سياسة او نهجا لادارة الجمارك بتفتيش امتعة الحجاج الاردنيين بالرغم من انه حق لدائرة الجمارك إلا أنها تعمل على تسهيل عودتهم وتيسير اجراءات دخولهم لوطنهم وهو ما بدا جليا في استقبال الحجاج الأردنيين منذ يوم امس.
سعدت بتوضيح دائرة الجمارك واسعدني اكثر هذا الاهتمام وتلك المتابعة، فقد اشعرني ذلك بحقيقة ومدى المتابعة التي تحظى بها صحافتنا من بعض المسؤولين في مواقعهم وهو امر يحسب لهم ولا يحسب عليهم.
بالأمس كان الحجيج يمرون مرورا سريعا وناعما من حدود المدورة وسط ترحيب رجالات الأمن، ورجالات الجمارك بعودتهم الى وطنهم دون أي تأخير، وهي السياسة التي لم تنقطع منذ سنوات مديدة، وهو امر أسعدني جدا، كما أسعد الحجيج أنفسهم...//