تقليص المساعدات للفلسطينيين … !!!

زاوية سناء فارس شرعان

 

في خطوة مباشرة ومكشوفة اعلنت الادارة الامريكية عن تقليص مساعداتها للفلسطينيين بمقدار مائتي مليون دولاركانت اعلنت عن تقديمها عام ٢٠١٧ الا ان الرئيس الامريكي دونالد ترامب اوعز بانفاق هذا المبلغ في وجه آخر وعدم تسليمه للسلطة الفلسطينية …

القرار الامريكي الذي يهدف لممارسة المزيد من الضغوط على الشعب الفلسطيني والسلطة ومنظمات المقاومة في قطاع غزة يأتي اثر الرفض الفلسطيني لمشروع صفقة العصر بين الكيان الصهيوني وعدد من الدول العربية القادرة سياسيا واقتصاديا الذي ينطلق من مشروع ترامب باعتبار القدس عاصمة لاسرائيل وليهود العالم.

ويتحدث مشروع ترامب عن بعض اجزاء من القدس مثل ابو ديس لضمها الى القدس العربية التي ستكون عاصمة الدولة الفلسطينية المقترحة … اما القدس القديمة فستكون جزءا لا يتجزأ من الكيان الصهيوني…

الادارة الامريكية غالبا ما تستخدم الضغوط المالية كوسيلة ضغط على الدول التي تختلف معها في المواقف والاراء فوقف المساعدات مثلها مثل العقوبات التي تفرض على الدول الاخرى مثل ايران وتركيا وروسيا التي تختلف عنها في الاراء والمواقف …

وطالما ان الوقت قد حان لتنفيذ مشروع صفقة العصر فمن المتوقع ان تستخدم الادارة الامريكية هذا السلاح ضد الفلسطينيين في الايام القليلة القادمة … فسبق ان استخدمت الاونروا كوسيلة ضغط ضد الفلسطينيين كما قلصت بعض المساعدات للفلسطينيين …

واذا كانت الادارة الامريكية تمارس الضغوط المالية بوضوح عن الفلسطينيين فان اسرائيل تعلن عليهم حربا شعواء اقتصادية تتمثل بالاستيلاء على الرسوم التي تحصلها للفلسطينيين والاستيلاء عليها ومصادرة المزيد من الاراضي والمنازل والمياه الصالحة للشرب والزراعة ومنع الفلسطينيين من الاستفادة منها وخاصة في منطقة الاغوار التي تعتمد على تربية المواشي والزراعة …

الا ان الكيان الصهيوني قد منع الفلسطينيي من استخدام المياه لغايات الزراعة لحملهم على ترك مزارعهم والعمل في المستوطنات الاسرائيلية فماتت الاشجار المثمرة واضحت عالة على الفلسطينيين بدلا من ان تكون وسيلة رزق يعتمدون عليها …

السلطة بدورها تفرض المزيد من الحصار على قطاع غزة وتفرض عليه العقوبات بالاضافة الى قطع الرواتب عن موظفي السلطة في قطاع غزة بحيث اضحت حياة ابناء غزة جحيما لا يطاق وامرا غير محتمل …

الغريب في الامر ان السلطة تخشى ان تقوم دولة في غزة لا تستطيع منع قيامها وتقابل ذلك بمزيد من الاجراءات الانتقامية والعقابية على غزة رافعة شعار لا دولة في غزة .. رغم ان كل ما يمكن ان تحققه منظمات المقاومة الفلسطينية من خلال المسيرات والصدامات مع قوات الاحتلال في محيط غزة والاستمرار في مسيرات العودة يتمثل بتخفيف الحصار عن القطاع وتوفير متطلبات الحد الادنى من العيش الكريم لسكان القطاع البالغ عددهم زهاء مليوني نسمة يتضورون جوعا وقسم كبير منهم بلا مأوى بعد ان دمرت الغارات الاسرائيلية منازلهم وبيوتهم ومدارسهم ومساجدهم واضحوا في العراء …

كما ان تقليص الادارة الامريكية ٦٥ مليون دولار من مخصصات الاونروا اثر كثيرا وانعكس على سكان القطاع من حيث مستوى المعيشة وازدياد الفقر والبطالة والحرمان وانعدام الدواء والعلاج بعد ان توقف العديد من مستشفيات القطاع عن العمل بسبب حاجتها للاجهزة الطبية …

السلطة واجراءات تآمرها على قطاع غزة ومنظمات المقاومة فيه من شأنه دعم مشروع ترامب ومساعدة امريكا واسرائيل على تنفيذ صفة العصر … !!!