الاعلام الرسمي ... واعلام الازمات !!!

 المهندس هاشم نايل المجالي

 

الازمة حدث مفاجيء او موقف مفاجيء قد يؤدي الى تهديد ( مثل اي عمل ارهابي ) او تغيير في البيئة الداخلية او الخارجية للدولة بحيث يظهر اثر هذه الازمة على المجتعات سلباً او ايجاباً .

وهنا يجب ان يلعب الاعلام المتخصص بكل نوع ازمة دوراً هاماً في تزويد المواطنين بالحقائق وأية اجراءات اتخذت بهذا الخصوص وعن ماهية الازمة وطبيعتها وكيفية التصرف فيها واية ارشادات موجهة للمواطنين لأخذ الحيطة والحذر .

حيث من الممكن ان يكون لهذه الازمة امتدادات يخشى ان يكون لها اثر سلبي ومن المهم في هذه الحالة ان يكون الخطاب الاعلامي الموجه للجمهور موحد من كافة الجهات المعنية بالازمة واداراتها ومن قبل اصحاب الاختصاص اصحاب الخبرة والشأن والمدربين على هذه الازمات اي يجب ان يكون هناك ( اعلام الازمات ) متوافقاً مع الحدث وحسب مرحلة الازمة وما بعد الازمة ، خاصة وان الاعلام الحالي حديث ومتطور لما يتوفر له من قدرات فنية ومرونة عالية وتخطيه للمعلوقات سواء كان الاعلام مسموعاً او مقروءاً او مرئياً .

وحتى الخطاب الجماهيري لما له من قدرات هائلة على التأثير النفسي على الافراد والتوجيه الفكري للجمهور والتحكم في سلوكياتهم خاصة عبر وسائل التواصل الاجتماعي المتنوعة ، اذن لكل ازمة اعلام متخصص خاص بها واعلاميين من ذوي الاخصاص والخبرة والمدربين ، وتكون الرسالة الاعلامية واضحة ومن مصدر واحد وصوت واحد ممثل عن مؤسسات الدولة المعنية بالازمة وحتى يبعث الطمأنينة والهدوء بين المواطنين ، وآلية مدروسة لبث رسائل التوعية والارشاد للمواطنين خاصة ممن يتواجدون في منطقة الازمة واشعارهم بالتحضيرات المأخوذة بهذا الخصوص في تلك المنطقة حتى لا يزداد حجم الخسائر او تستغلها اطراف اخرى .

اي ان هناك وسائل وقائية لحماية المواطنين وحتى تكون العلاقة تعاونية وودية بين كافة الاطراف لمواجهة الازمة او الكارثة آخذين بعين الاعتبار ان هناك اعلام اصفر المثبط للجهود الايجابية التي تبذلها الجهات المعنية وتحمل رسائل تشكيك بالقدرات والاجراءات المتخذة اتجاه الازمة والنقد السلبي للأجراءات التي تقوم بها الجهات المعنية .

اي ان هناك اعلام متخصص لديه وسائل تحضيرية خاصة بنوع كل ازمة وهناك اعلاميين مدربين على ادارة هذه الازمة ميدانياً او بغرفة الازمات وهذا اعلام حيوي متخصص باعطاء المعلومة بصورة فنية تقنية ويقلل من فرص التأويلات والتخمينات بين المواطنين ويحمل اجابات شافية لتساؤلات المواطنين والصحفيين .

فهناك قواعد وأصول للعمل الصحفي الرسمي واعلام الازمات والذي يجب ان يميز بين كلاهما فالناطق الاعلامي باسم الحكومة يكون متخصص بالاعلام الرسمي لعمل ونشاط الحكومة وكل ما يتعلق بشؤون الدولة ، اما الازمات مثل الاعمال الارهابية والتخريبية او الكوارث بانواعها او الازمات البيئية والغذائية والطبية وغيرها فيجب ان يكون هناك ناطق اعلامي متخصص متمكن متدرب مؤهل وله استعدادات مسبقة وتحضير مسبق لكل نوع أزمة بعيداً حتى في تحضير المؤتمرات الخاصة بذلك ونوعية الحضور .

لكن من الملاحظ ان هناك اكثر من ناطق اعلامي وغير متخصص بنوعية الازمة والكل يحلل ويفسر حسب رؤية وسيلة الاعلام الخاص به ، اليس لدينا ادارة ازمات فيها ممثلين عن كافة الجهات المعنية اليس فيها اعلام متخصص بادارة الازمات مدربين مؤهلين ويتناسب الاعلام الموجه مع مستوى الحدث الم نصل بعد الى درجة الحرفية والتقنية والاستعداد لهذه المرحلة ، ام انه لا يعطى المجال للجهات المعنية بالازمة للتحدث بهذا الاختصاص ليبقى الاعلام الرسمي الحكومي هو من يدير الازمة حتى ولو لم يكن صاحب اختصاص وغير مؤهل للاجابة على اسئلة الصحفيين والمواطنين وتساؤلاتهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي ، كذلك هناك قنوات فضائية متعددة ومختلفة تقدم كما ترى الازمة والحدث من جانبها اي انه ليس هناك اعلام موحد متفق عليه لادارة الازمة .

كما وان ادارة الازمة تحتاج الى ناطق اعلامي باستمرار يواكب الحدث ويدلي بالمعلومات والارشادات وغيرها حيث ان الانقطاع باعطاء المعلومة يعطي الاخرين البحث عن معلومات من مصادر اخرى من الممكن ان تكون مضللة ومشككة يتناقلها المواطنين والصحفيين .

hashemmajali_56@yahoo.com