المسؤولية الاجتماعية اتجاه الارهاب !!!

 

المسؤولية الاجتماعية اتجاه الارهاب !!!

المهندس هاشم نايل المجالي

 

ان سلوك الارهابيين هو سلوك عدواني واجرامي ولا رحمة فيه ولا شفقة ويحتاج دوماً الى فهمه من خلال التحليل النفسي والاجتماعي لطبيعة شخصية الشخص الارهابي .

ان عملية تغيير المعتقدات الخاطئة التي يؤمن بها الارهابي هي من اصعب عمليات التغيير الاجتماعي لانها تولدت نتيجة التلقين والترسيخ وغسل الدماغ بالافكار المضللة العدوانية واصبحت تتحكم في كثير من سلوكيات الارهابيين ونظرتهم للمجتمع وللاجهزة الامنية ، فالارهابي يصل الى مرحلة تحليل قتل الابرياء وترويع الناس حتى من دون سبب كذلك انتهاك حرمات الاخرين .

وكثير من المواطنين تتولد لديهم افكار مبنية على وجهات نظر او احكام اطلقها الاخرون على ظواهر سلبية معينة سواء كانت  ظواهر فساد او تجاوزات وغيرها ويتحول هذا الادراك والفهم لتوليد صورة ذهنية قاتمة تمتلىء بالحقد والضغينة والكره تجعله يفكر في عملية الانتقام بأي شكل من الاشكال ، خاصة ان وجد من يمول ويغذي هذه الافكار السوداوية العدوانية فهذه الافكار المضللة هي نتاج مجموعة من المؤثرات خاصة من شبكات  التواصل الاجتماعي باشكالها وانواعها والتكنولوجيا الحديثة والتي وفرت وسائل الفيديو المرئي كذلك المسموع وما يحمله من فبركات اعلامية واعلانية تشوه الصورة وتستفز المواطنين وتتلاعب في افكارهم .

كل ذلك يترجم للسلوك الذي يقوم به الفرد وهناك تكمن خطورة الافكار الارهابية في غرس القيم الخاصة بهم فما اصعب ان يكون ابن الوطن من يحمل هذه الافكار وهذه السلوكيات الاجرامية والارهابية اتجاه ابناء وطنه خاصة من يقوم بحماية ابنائه في المدرسة والجامعة والشارع وفي مكان سكناه وفي كل موقع من اي دخيل معتدٍ يشكل خطراً عليهم .

ان محاربة مختلف الافكار الارهابية تحتاج الى تضافر جميع الجهود في جميع القطاعات الرسمية والاجتماعية والخاصة وكل الطاقات الوطنية الحية كذلك الاعلام بوسائله المختلفة ، لقدرتها على التأثير والاقناع والتي تشكل الرأي العام والتاريخ اليومي لذاكرة المجتمع .

ولا ننسى دور الاسرة في هذا الصدد لما لها من تأثير كبير على الفرد لانها هي البيئة الحاضنة للتربية وحمايته وتوعيته والفرد يقتنع بأسرته اكثر من الاخرين وبأفكارهم وسلوكهم التي تتسم بالاعتدال والحكمة والفهم الصحيح والتسامح ونبذ العنف وحب التعاون مما يجعل منها سداً منيعاً ضد الافكار الضالة والدخيلة وحتى لا تكون الاسرة اداة هدم في هذا الوطن .

الامر الثاني دور مختلف النوادي الثقافية والرياضية والاجتماعية التي يلتقي فيها الشباب لتبادل الافكار ويشارك بالفعاليات المختلفة يبني من خلالها علاقات اجتماعية مستقرة وهو المكان المفضل للشباب الهارب من البطالة وقساوة الظروف المعيشية وغياب البرامج التنموية ، وحتى لا يحس بالتهميش فهذه الاندية والمراكز اذا ما تم توظيفها بشكل جيد فانها مؤسسات اجتماعية ذات تأثير بالافكار والسلوكيات .

اننا لا يمكن ان نتصور بأننا سنقضي على الارهاب وافكاره الارهابية فقط بالخطط الامنية والقانونية ، بل يحتاج الامر الى جهد لتوفير بيئات ايجابية آمنة تستطيع احتضان الشباب وتحصينهم وتوجيههم لخدمة مصلحتهم والمصالح العامة الوطنية والمجتمع .

فمفهوم التغير الاجتماعي يدعو لانشاء مجتمع اكثر تجانساً والتأثير على السلوك الفردي الايجابي والجماعي وعلى العلاقات المختلفة لتحقيق مجتمع التكامل والتضامن وبأسلوب الاقناع ولمحاربة ظاهرة الارهاب .

ولا ننسى ان الاسلام في جوهره يرفض رفضاً قاطعاً قتل الابرياء وترويع الناس وانتهاك حرمات الاخرين ويحترم الحياة والممتلكات وسلامة الافراد واستخدام الحكمة والموعظة ، فهناك دور للمؤسسات الدينية والمساجد والخطباء والصالحين والتوعية بحقيقة المخاطر .

وما السلوك الارهابي والاجرامي الذي لا رحمة فيه ولا شفقة الذي اتبعه الارهابيون ينم عن مدى الانحراف الفكري والسلوكي لهذه الجماعات وهو سلوك غير سوي لا يعكس الشخصية الطبيعية للمواطن الاردني الذي ينتمي لهذا الوطن ولقيادته الهاشمية ولاسرته ومجتمعه الذي احتضنه بكل حب ووفاء وسلام ، ونال احترام ابناء مجتمعه فكان الأحرى به ان يغير افكاره ومعتقداته الاجرامية والارهابية والاقصائية وان يبني افكاراً جديدة تنبذ العنف وتؤمن بالوئام والمحبة ويرفض اي فكر تحريضي مهما كانت دوافعه ومواقفه وان لا ينضم الى الجماعات الارهابية التي تتبنى خططاً اجرامية .

ان محاربة ظاهرة الارهاب بكافة اشكالها مسؤولية كبيرة تقع على عاتق الجميع لانها تستهدف الابرياء من ابناء هذا الوطن .//

  

 

hashemmajali_56@yahoo.com