رامه العساف حلقة إبداع وعنوان تميز
يُعرف عن الأردنيين حبهم للحياة وتعلّقهم بها بالرغم من الأوضاع المتأزمة، فمن رحم المعاناة يولد الإبداع.
هذه تجربة سيدة أردنية واجهت الحياة بطريقتها الخاصة، وكانت لها أعمال في مجالات مختلفة، ابدعت وانتجت، وحصدت العديد من التألق.
راما العساف خبيرة عالمية في مجال الإتيكيت، قادها حبها لهذا المجال وشغفها بالعمل فيه إلى النجاح والشهرة، واستطاعت في فترة قصيرة نسبياً ترك بصمة في مجال التدريب على فن الايتيكيت.
لم تبذل رامه جهداً أو تسعى للترشح لجوائز عربية أو عالمية، وهي ترى أن وصولها إلى ما هي عليه ونجاحها لم يكونا فقط بسبب رغبتها في الحصول على الجوائز أو الظهور الإعلامي ، بل لانها كانت تعمل منذ سنوات على نفسها. فهي المؤسس المشارك والمسؤول التنفيذي الأول لبيت الايتيكيت، وهي حاصلة على الدبلوم الدولي والمراسم الدولية من اكاديميه الايتيكيت الدولية والمراسم في رومانيا، وحاصلة علي درجه البكالوريوس في التوجيه والصحة العقلية من الجامعة الاردنيه شهادة مدرب في إنقاذ الأطفال، وهي اخصائيه اجتماعيه في أداره حماية الاسره (مديريه الأمن العام)، وخبير لغة الاشاره المعتمدة وتحمل شهادة المخالفات المعتمدة على العامل الجنسي، بالإضافة لكونها مدير الإنتاج في منظمه دروسوس الدولية.
حبها لعملها وشغفها به قاداها نحو التميز ، وكانت بداياتها مع الإتيكيت بمثابة مفتاح لما هو قادم، فبيت الإتيكيت أصبح أمرا واقعا، وقد فتح أبوابه نحو تقديم خدماته لكل الطامحين بالتدريب على هذا النوع من الفنون.
تشعر رامه اليوم بالمسؤولية وبالثقة أكثر من اي وقت مضى، لانها باتت تعرف وتقدر في منابر أكبر، ومن قبل اشخاص لا يعرفونها، وهذا يعطيها دافعاً أكبر للعمل.
ورغم أن النجاح أحياناً يؤدي إلى الكسل، لانه يعطي شعوراً بالراحة والاطمئنان، إلا إن هذا الأمر غير صحيح وغير محفز للعمل في حياة بنت البلقاء التي تعتبر نفسها قطعت مسافة لا بأس بها في طريق النجاح، وهي في موقع جيد يشعرها بالراحة والثقة ورغم ذلك تواجهها، صعوبات حياتية ليس لكونها امرأة، بل لانها تعيش في بلد لا فرص فيه ولا محفزات إيجابية
تركز رامه العساف في حياتها على الامور الايجابية كي تستمر وتعطي، وهي حالياً تعكف على استكمال دراستها لتحصل على دكتوراه، كما تستمر في كونها إحدى أهم خبيرات التدريب في فن الإتيكيت في العالم ، لأنها تطمح دائماً نحو الأفضل.
رامه العساف طموحة وفي الوقت نفسه تعيش واقعها ، وتطمح إلى العالمية، ولكنها لست رهينة الحلم لانها تؤمن بأن الحياة فرص، والجدارة ليست دائما معياراً للنجاح».
أنّ ما يميز رامه العساف هو مدى قوتها الداخلية وتقديرها للذات والنعم المحيطة بها ومقدرتها على مواجهة التحديات والصعوبات التي تواجهها وبالتالي التغلب عليها، بالإضافة إلى ضرورة تقبلها لعيوبها وتناغمها مع البيئة المحيطة.
ومن أبرز التحديات التي تواجهها والمتمثلة بكيفية تحقيق التوازن ما بين العمل وعائلتها التي استطاعت تجاوزها عبر وضع خطة توزان في المسؤوليات، ذلك أن تحقيق التوازن يحتاج لقرارات وتضحية في بعض الأحيان.
تعلمت رامه من الحياة ثلاث أفكار هي أن تكون لطيفة وقوية بنفس الوقت، وأن الاعتذار لا ينتقص من أهميتها اذا أخطأت، وأن القوة في الصداقة والعائلة والمحبة هي أساس الحياة.
لقد كانت رامه العساف تتحدى نفسها باستمرار من خلال تعلّم ما هو جديد في مجال عملها ولاسيما في مجال الريادة والقيادة إلى أن وصلت إلى مرحلة العطاء.
لقد أدركت رامه العساف أهمية العطاء وتحقيق المساواة والعدالة لتحقيق النجاح، ولعل الأهم هو أن قصة نجاحها بدأت مع الاسرة ودعمها لها لإكمال مسيرتها العلمية والعملية ومواجهة التحديات والصعوبات كي تستطيع إثبات نفسها وإكمال المسيرة مع الأخذ بعين الاعتبار أهمية التخطيط الجيد للخروج بنتائج جيدة