هنا الأردن.. هنا أمن يصنعه رجال

 

حسين الجغبير

 

منذ نشأتنا، ونحن نعيش في عز وفخر أننا نملك جهازا للمخابرات يتفوق على نظرائه من مختلف دول العالم، لما يتمتع به من حرفية في التعامل مع مختلف الملفات، الأمر الذي وجه بوصلة أنظار كافة البلدان نحو الأداء الأمني للأجهزة الأمنية الأردنية.

ويوما بعد يوم، وفي كل حادثة تحاول المساس بأمن واستقرار المملكة، تثبت لنا هذه الأجهزة، أنها عيون براقة تلمع في سماء الأردن، هدفها الأسمى هو حماية ترابه وشعبه، فغدا الناس أكثر أمنا واطمئنانا، وأكثر هدوءا واستقرارا، فهم يركنون على سند قوي، متين، أمين.

وما أن مدت أيادي الإرهاب سوادها باتجاه دورية الدرك في مدينة الفحيص، كان الحس الأمني في أعلى مستوياته، عندما أدرك أن هذه العملية ما هي سوى إرهاب ضد الأردن، لتنطلق جحافل قواتنا، المستندة على جهاز استخباراتي تفوق على نفسه، كما كان دوما، ليصل إلى بؤر الإرهاب بوقت فاق التوقعات، وبصمت، وتأن، فكانت المواجهة ضد أذناب التطرف في مدينة السلط.

في ساعات فقط، كان الأصبع على الزناد، بفضل جهاز المخابرات العامة، الذي عمل جنبا إلى جنب برفقة مختلف الأجهزة الأمنية، حيث تمت فكفكة كافة الخيوط للإيقاع بهذه الفئة الضالة، لتنجح بذلك بحرفية عالية.

هذه الحرفية، راقبتها كافة عيون عواصم وأجهزة العالم، التي تدرس كيفية تعامل جهاز المخابرات مع الحادثة، خصوصا وأن هذا الجهاز استطاع أن يصل إلى المنزل المتحصن به الإرهابيون، ليفاجئوهم، ويكونوا بأسلحتهم وجها لوجه مع هذه الزمرة النتنة، لتبدأ معركة التطهير التي ارتقى خلالها شهداء رووا الوطن بدماء زكية، فهبت رياح الياسمين لتعانق تراب الأردن من اقصاه لأقصاه.

سرعة في امتلاك المعلومة، وسرعة في التنفيذ، وسرعة في إنهاء المهمة، وقدرة على التمويه إعلاميا وأمنيا قبيل الهجوم، وكل ذلك لم يأت من فراغ، بل بجهود رجال لا شك أنهم ربطوا الليل بالنهار تخطيطا، وتنفيذا، بلا راحة، تلك الراحة التي يؤمنون أنها لن تكون إلا بالتخلص من الإرهاب وأذنابه، وأعوانه.

النصر الذي حققته الأجهزة الأمنية، لا يكمن فقط في القضاء على هذه الخلية المتطرفة، بل في أنه أيضا نجح بامتياز في الحيلولة دون عمليات إرهابية أخرى،

أكدت أجهزتنا الأمنية، وكعادتها، أن الأردن برجاله عصي على الإرهاب، الذي لن ينال من عزيمة الأرض والقيادة، والشعب، الشعب الذي يدرك أنه عاش وسيبقى في أمن وامان، وطمأنينة، ما دام هناك "نشامى" يحرسون الوطن، ويستمدون عزيمتهم وقوتهم من قائدهم، ومن قناعة الأردنيين بهم، وبحرفيتهم العالية، وتقديرهم للدور الذي يقومون به، ولسان حالهم يقول "هؤلاء الجنود، أبناؤنا، وأبناء تراب وطننا، جبلوا على الرجولة، لا يهابون سوى الله، ولا يترددون عن حمل سلاحهم، وقتال كل من تسول له نفسه التفكير بالعبث بتلك البقعة من الأرض التي يفتخرون بصمودها في وجه كل الأزمات التي مرت على مر العقود الماضية".

هؤلاء الأردنيون، الذين يرددون بصوت عال "هنا الأردن.. هنا رجال أبو حسين".//