دار الشهيد علي قوقزة
الشهيد الرقيب علي عدنان قوقزه رحمه الله، لم يكن يدري أن الأجل سيكون يوم الجمعة، في يوم من أيام الحج المباركة، ربما لم يدرِ سوابغ النعمة التي حفت به، ربما لو أنه اشعل سيجارة لخرج من السيارة ونجا.
ولو انه احتاج لشرب الماء لخرج. ولو أنه أراد أن يجري مكالمة مع أمه لخرج، لكن القدر أبقاه في السيارة في وظيفته ليكلل بتاج الشهادة.
فاليوم لدينا شهاب لامع في سماء وطننا يصعد من جرش، إلى دنيا البقاء. هي رحمة ونعمة من الله، أن جعل أبناء الأردن أولى بترابه يستشهدون على ثراه وعلى حدوده ومن أجله، وفي الصباح تدعوا لنا الأمهات «مودعين بالله».
السبب الذي أدى للاستشهاد وجرح عدد من رفاق علي، لم يكن خطأً بشريا أو حادثاً، بل فعلاً دنيئاً يشبه الجبن، لكنه يتفوق عليه، فهو خسّة كبيرة، أرادت أن تنال من الأمن والسلام والفرح الأردني في يومٍ يحتفلون به.
الشهداء هم أبناء هذه الأرض، ورسل القائمين المرابطين على الأرض إلى السماء، وهم فضل الله الذي يعطي الشهادة لمن يستحق، والشهداء أبناء الجيش وبقية الأجهزة الأمنية، هم ذخيرة الحاضر، ومنهم تنسج حروف القصة الأردنية واسطورة البقاء.
شهداء اليوم والأمس هم الحاضرون في تاريخنا وصباحتنا ومناهجنا وفي ذاكرتنا، وهم الخالدون، والدولة بهم تبقى وبهم تعيش ويطول أمدها، ولا تخلو بلاد وأوطان من دون تضحيات.
الأسرار والأسباب التي دعت طغمة فاسدة سيئة، لزرع قنبلة بدائية، ليست مُهمة ولا نحتاج لاكتشافها، فذاك أمر له أصحاب الاختصاص من بواسل ابنائنا في الأجهزة الأمنية، وهذا الوطن منذ خلق كان مستهدفاً، لكنه كان دوما شوكة وسيفاً على رقاب الأوغاد وقليلي الدين والمروءة والكفرة بالأوطان.
الشهداء في سماء وطني أقمار وشهب، والشهداء رسالة وجود وبقاء لنا، والشهداء نعمة وفضل من الله وشفاعة الشهيد لأهله كبيرة وأجرها عظيم، فليكن لجرش وعائلة الشهيد قوقزه هذه الأيام فضل وإقدام، وليكن النهار الأردني أجمل ما يكون على حجارة جرش وتاريخها، ولتكن السكينة عنوان الدار، دار الشهيد ام علي قوقزة. فافرحي يا خالة، وافرح أيها الاب والاخ، ولتفرح كل القبيلة، فمنكم اليوم ما يجعل العنوان أسهل وأكثر وضوحاً، وهل أجمل من أن يقال في تعريفنا اليومي دار الشهيد وبيت أبو الشهيد وأم الشهيد وأبناء الشهيد.
هو الشهيد الذي يمنح لقبه لكل العائلة، دون منازع، فبورك الوطن وبوركت جرش وبوركت الأسرة التي أنجبت علي قوقزة.
الدستور