الوجدان

أريد أن أبلغ، عن قضية فساد ..قضية كبيرة جدا، وفيها ملفات ضخمة، وتحتاج لمجموعات هائلة من المحققين.. وهي
قلبي .فقد اكتشفت أنه فاسد وكذاب.

أنا أؤمن أن فساد المال من الممكن أن يعالج، وفساد المؤسسة من الممكن أن يقاوم، وفساد الإدارة..من السهل
كبح جماحه، لكن كي نعالج من أفسدوا الوجدان الأردني؟

السؤال الذي أو طرحه على رئيس الوزراء، والمتعلق بفساد القلب الذي هو أخطر من فساد المال ...كيف تم خلال السنوات الماضية سرقة الأثير الأردني عبر ترخيص العشرات من إذاعات الغنج والدلع ؟ ..أليس مفهوم السيادة في الدولة يتجاوز الأرض والسماء إلى الوجدان ..! من الذي رخصها؟ ومن الذي سن قانونا يعطي لمستثمر عربي , حرية امتلاك (3 (محطات إذاعية ..علما بأن دول العالم كلها تمنع الإستثمارات الأجنبية في الإعلام ..تخيل دولة الرئيس أن (مارغريت ثاتشر) بكل جبروتها لم تستطع أن تخصخص (البي بي سي) وظلت مملوكة للحكومة البريطانية لأن مجلس العموم البريطاني ..كان ينظر لها عل أنها مؤسسة سيادية ولايجوز أن تفتح لمن هو غير بريطاني كي يستثمر بها .

دولة الرئيس ..
حين تعود لمنزلك أدر قرص مذياع المرسيدس التي توصلك للويبدة ومر على المحطات الإذاعية ..ستجد (الغنج)، ستجد ما نسميه (اللبننة) فالمذيعات صرن يستبدلن اللهجة الأردنية باللهجة اللبنانية، ستجد الخواء ..وستلمس معنى تسخيف
الوعي، وشطب العقل ...كل شيء مبتذل، ستجده ..وستجد أيضا بعض المراهقات يرسلن، رسائل حب عبر الأثير لمحمود وطارق وحسن .. وتجاهر واحدة بحالتها النفسية المتعبة، لأن حبيبها تركها..ستجد أن كل شيء لدينا صار سخيفا، وستعرف كي يتم امتهان حرمة (المايكريفون)...وكيف يصبح فاقد الوعي، ملهما ومنتجا للوعي الرخيص.

دولة الرئيس ..
وصفي التل ..وحين كنت أقرأ بعضا من محاضراته في الجامعة الأردنية، والتي أطلعني عليها الراحل مريود التل – رحمه االله -...كان دائما يركز في محاضراته على أن الدولة لا تقتصر سيادتها..على السماء والأرض، وإنما أخطر أشكال السيادة هي التي تكون موجهة للوجدان، عبر صونه وحمايته...من الإستشراق ومن الإبتذال، ومن غياب الوعي، ومن الغزو الثقافي...وميزة وصفي التل أنه امتلك الوجدان الأردني ..فكان رمزا قبل أن يكون رئيسا.

من يسمح لغريب أن يستثمر في وجدان الناس، سيسمح له فيما بعد أن يشاركنا السيادة على برنا...وهذا أمر لاتحمد عواقبه.

أنا أدعوك، لكي تؤسس لجنة، تراجع كامل تلك التراخيص وتراقب الأثير الأردني ،بما يكفل حماية جيل كامل ..صارت حياتهم العبث والحب، ومتابعة أخبار (أليسا) ...مع أن متابعة اخبار موسى المعايطة أجدى وأهم.

ألم أقل لكم أن قلبي،هو الاخر صار قضية فساد كبيرة ..اعتقلوا قلبي فقد اتعبني من حجم الشكوى ...

Hadi.ejjbed@hotmail.com
abbed570@yahoo.com

الرأي