حتى "نمشي للأمام في مكافحة الفساد" !!

د. عصام الغزاوي

كلام جلالة الملك يوم أمس كان واضحاً لا لُبس فيه، يؤشر لمرحلة جديدة من التنمية والعدالة الإجتماعية، ونية جادة "لكسر ظهر" الفساد، الذي وصل الى مستويات بات يهدم بُنية الدولة الاقتصادية، ويهدد أمنها المجتمعي، واصبح كيانها في خطر، وصار لا بد من وضع خطة وطنية لمحاربته واجتثاثه، لا شك ان تباطؤ المحاكم في الفصل في قضايا الفساد المحولة اليها، والإجراءات القضائية التي تأخذ مساراً بيروقراطياً، يفسح وقتاً للجناة لترتيب أوضاعهم، ويؤدي الى إفلاتهم من قبضة القضاء، الامر الذي يجعل مطلباً ملحاً إستحداث محكمة جنايات مختصة في جرائم الفساد والإعتداء على المال العام وتخريب الاقتصاد الوطني، بسلطات وإختصاصات وصلاحيات واسعة، تكون تابعة للقضاء المدني ويكون لها هيئة إدعاء عام وضابطة عدلية مهمتها النظر في الدعاوى الخاصة بقضايا الفساد وإستغلال النفوذ والتعدي على المال العام التي تحال اليها من النيابات صاحبة الإختصاص، وتعقب جرائم الفساد وجمع الادلة للتحقيق فيها ومحاكمتها، فقد يستطيع القضاء إن توفرت الإرادة الصلبة أن يقود عملية التغيير والإصلاح في الاردن، لا شك بأن هناك قوى ستقاوم أية محاولة للسير على طريق الإصلاح وإجتثاث الفساد، لكن الشعب والقوى المدنية يستطيعون تحقيق دولة العدل والقانون، إذا كانت أجندتهم وطنية، وأهدافهم واضحة وواقعيّة// .