الصفدي : لم نتلق طلبا سوريا لإعادة فتح الحدود
خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الفرنسي
الاستثمارات الفرنسية في الأردن 2 مليار دولار
الأنباط – عمان – علاء علان
قال وزير الخارجية وشؤون المغرتبين ايمن الصفدي ان الاردن لم يتلق طلبا سوريا لاعادة فتح المعابر بين البلدين،مبينا ان الاردن عند تلقيه الطلب سيتعامل معه بايجابية وبما يخدم مصالح البلدين.
جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي عقده الصفدي ونظيره الفرنسي جان ايف لودريان امس الخميس في مبنى وزارة الخارجية بحضور جمع من وسائل الاعلام.
وبين الصفدي خلال المؤتمر انه حتى الآن لم تطلب الحكومة السورية فتح الحدود السورية،مشيرا الى انه جرى نقاش حول هذا الموضوع مع روسيا.
وتابع الصفدي : عندما يتم الطلب سوف نتعامل معه بكل الايجابية التي تخدم مصالحنا والتي أيضا تساعد أشقاءنا السوريين على تلبية احتياجاتهم وعلى أن تكون الحدود كما كانت الحدود الاردنية دائما هي بوابة للدعم السوري، ونحن نريد أن يبقى الاردن مدخلا للمساعدات والدعم للاشقاء السوريين.
وقال الصفدي : من ناحية المبدأ نحن نريد حدودا مفتوحة مع كل الدول العربية الشقيقة لكن متى وكيف فعندما يأتي الطلب سيخضع لنقاشات تضمن تحقيق مصالحنا وأمننا وأيضا تضمن أن يكون هنالك فائدة مشتركة لأشقائنا السوريين أيضاً.
وعن العلاقات الاردنية الفرنسية قال الصفدي انه على المستوى الثنائي تعتبر فرنسا المستثمر غير العربي الاكبر في الأردن إذ بلغت الاستثمارات الفرنسية 2 مليار دولار ، وهنالك حوالي 30 منشأة فرنسية في الاردن توظف 6 آلاف مواطن أردني بطريقة مباشرة وهنالك ارتفاع ملحوظ بالتبادل التجاري.
وثمن الصفدي الدعم الفرنسي في مساعدات الاردن لتحمل عبء اللجوء السوري للمملكة حيث بلغت المساعدات الفرنسية للمملكة منذ العام 2016 حتى الان 600 مليون يورو تقريباً.
وقال الصفدي ان كل هذه مؤشرات تدل على متانة العلاقة التاريخية التي تربط بين البلدين ومؤشرات على جدية البلدين في الدعم المباشر من القيادتين على المضي قدما في عملنا المشترك لتعزيز علاقاتنا الثنائية.
واشار الصفدي الى انه على المستوى الاقليمي يثمن الاردن عاليا الموقف الفرنسي الداعم للحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني في حقه في الحرية والدولة المستقلة على أساس حل الدولتين الذي يضمن قيام الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية على خطوط الرابع من حزيران للعام 1967 .
واكد الصفدي انه يتفق مع نظيره الفرنسي على أن الوضع الراهن لا يمكن أن يستمر ويجب إطلاق جهد فاعل يكسر حالة الانسداد السياسي الموجودة، مبينا انه يوجد افاق للتقدم نحو هذا الحل لأن استمرار هذا الغياب للآفاق خطير على أمن واستقرار المنطقة برمتها.
وعن الاوضاع في قطاع غزة قال الصفدي ان الاردن يتفق مع فرنسا على ضرورة أن يكون هنالك جهد حقيقي وفاعل لإنهاء المعاناة الانسانية في غزة التي في النهاية لا تنتهي إلا في إطار حل سياسي شامل يضمن حق الفلسطينيين في الحرية والدولة المستقلة.
وبخصوص الازمة السورية بين الصفدي انه ناقش الازمة السورية مع نظيره الفرنسي وجرى التأكيد على اهمية التوصل لحل سياسي لهذه الأزمة، مضيفا ان الاردن يتفق مع فرنسا على أن إنهاء معاناة الشعب السوري وايجاد حل سياسي هو الأولوية المستمرة التي يجب تحقيقها.
واشار الى ان هنالك مجموعة عمل الاردن جزء منها لوضع أفكار عملية يتم اخذها في النهاية إلى جنيف التي تعتبر السبيل للتوصل إلى الحل السياسي في سوريا حتى تنتهي هذه الأزمة .
واعاد الصفدي التأكيد على ان قضية اللاجئين السوريين ما تزال قضية قائمة فلا بد من الابقاء على الدعم المقدم، ليس فقط بما يتعلق بالاحتياجات الانسانية بل تلك التعليمية وغيرها من الخدمات التي تقدمها المملكة،والقضية ماتزال موجودة واحتياجات اللاجئين ما تزال موجودة.
واكد على ان الاردن يقوم بكل ما يستطيع من أجل أن يضمن لمن لجأ في الاردن العيش الكريم الذي يستحقه، لكن لن نستطيع أن نقوم بكل ذلك بمفردنا خصوصا في ظل التحديات الاقتصادية الكبيرة التي نواجهها مع ما نشهده من تراجع في الدعم الدولي وحتى منظمات الأمم المتحدة المعنية بمساعدة اللاجئين.
وشدد الصفدي على ضرورة استمرار هذا الدعم لان الاستثمار في اللاجئين وتقديم ما يحتاجونه من تعليم وخدمات صحية وغيرها هو استثمار لمستقبل المنطقة واستثمار في أمننا المجتمعي لأن مئات الآلاف منهم أطفال يحتاجون تعليما وتدريباً وأن يشعروا بأنهم جزء من المجتمع الدولي حتى لا نتركهم ضحية للجهل والعوز.
وعن الازمة السورية قال نحن حريصون كل الحرص على التوصل لحل سياسي ينهي الازمة السورية ويعيد الحياة الطبيعية إلى الأشقاء السوريين ويوقف دوامة القتل والخراب الذي تم.
وفي حديثه عن الحدود مع سوريا قال الصفدي ان اتفاقية المبادئ في اتفاق خفض التصعيد احتوت على اشارة لموضوع الحدود بناء على طلب روسي وكان موقفنا آنذاك أننا سنتخذ القرار المناسب بفتح الحدود عندما تتيح الظروف السياسية والميدانية ذلك.
من جانبه قال الوزير الفرنسي لودريان ان هذه الزيارة الأولى له الى الاردن كوزير خارجية لكنه زارها وهو وزير للدفاع 7 مرات.
ووصف العلاقة مع الاردن بالقول : "هنالك نوع من أخوة السلاح تجسدت في استقبال قواتنا الجوية التي تحارب داعش".
وبين انه يحمل اقتراحا عمليا لعمل مشترك لتعزيز أمن حدود الاردن ومساعدات ومنح وقروض سيطلع عليها الملك خلال لقاء رسمي معه.
وعن اللاجئين قال الوزير الفرنسي انه معجب حقا بنوعية الاستقبال وسخاء الاردني اتجاه السوريين على وجه الخصوص.
وقال الوزير : اعلم ان هذه الضيافة لها كلفة على الاردن ولذلك يجب الوقوف ونحن نعلم واجبنا في هذا المجال.
وعن الدعم للاردن والدول المستضيفة للاجئين قال لودريان انه سيجري تقديم مليار يورو اضافية كقروض للفترة 2019-2021 لأجل دعم اللاجئين السوريين.
وبحسب بيان وزعه الجانب الفرنسي على الصحفيين خلال المؤتمر فقد كانت فرنسا اعلنت خلال مؤتمر بروكسل 2 الذي انعقد في 25 نيسان/ ابريل الماضي، الالتزام بتقديم أكثر من مليار يورو للفترة الواقعة بين 2018-2020 لصالح سوريا والبلدان التي تستقبل اللاجئين السوريين. كما قدمت عروضاً وهبات بقيمة 600 مليون يورو لدعم الأردن منذ عام 2016.
كما زار لودريان مخيم الأزرق للاجئين السوريين، والقى نظرة على مشروع "الواحة للنساء والفتيات" الذي تنظمه هيئة الأمم المتحدة للمراة،ويقدم هذا المشروع الذي تعد فرنسا من أبرز مموليه، خدمات لأطفال النساء اللاجئات ومساعدة نفسية واجتماعية ويهدف إلى تمكينهن مادياً ومهنياً عبر إقامة دورات تدريبية وبرنامج عمل المخيم.//