أندية المحترفين.. احلام كبيرة وخزائن فارغة..!

 الانباط -اربد-  عمر الزعبي

في جميع دوريات العالم، تكون دلالة الإثارة من علامة الشرارة في سوق الإنتقالات، التي تبشر بموسم كروي قوي ومثير، من خلال ابرام لعدة اندية صفقات قوية، تجعل جميع المتابعين يصعب عليهم الرهان من سيكون صاحب اللقب، ومن سيكون المغادر في الدوري، وهو ما يحصل حاليا مع انديتنا.

ولا شك بإن اخر موسمين كانا من اقوى المواسم خصوصاً في سوق الإنتقالات، عندما كنا نشاهد اندية تبرم صفقاتها بلاعبين ذو خبرة وكفاءة اما اليوم نشاهد بإن الاندية اصبحت لا تؤمن بالصفقات القوية، بقدر ما تؤمن باللاعب الشاب واللاعب المنتهي عقده او الذي قارب على غروب شمسه في الملاعب.اغلب انديتنا اصبحت تنظر لسعر اللاعب قبل النظر  لقيمته، وهذا ما يجعلها تبتعد عن مستواها الحقيقي، وقد يعذر البعض ان اندية المحترفين، تعاني من عجز الخزينة ومديونيتها، لكن ذلك لا يسعف للنادي ان يبرم صفقات لا تليق بحجم الفريق،  خصوصاً وان الجميع يعلم ان اغلب الاندية تحصل على الدعم المادي من اتحاد الكرة والشركات الراعية ومردود المباريات ..

سوق الإنتقالات في الاردن، اصبح اشبه بسوق البضائع، الجميع يبحث عن الارخص والاوفر والمستعمل، ويصرف النظر عن الجديد.نجوم عديدة غادرت دوري المحترفين هذا الموسم، واغلبهم كان بسبب عدم إتفاقهم مع ادارات انديتهم على الشروط المادية، الامر الذي جعلهم يضحون في انتمائهم واحلامهم في اللعب للنادي الذي ولد على حبه، من اجل اللعب لضمان لُقمة العيش.

طارق خطاب ومحمد الدميري وفهد يوسف من الوحدات، لوكاس سيمون ودومنيك والبان ميها وابراهيم الزواهرة واكرم الزوي من الفيصلي، مارديك مارديكان وعبدالله الزعبي من الجزيرة، مصعب اللحام من الرمثا، موسى التعمري من شباب الاردن، حامد توريه من الحسين اربد وعدي القرا من السلط، كل تلك الاسماء المميزة غادرت دوري المحترفين في سوق الانتقالات الجاري، ليطفئون شمعة جميلة، رسموها ذات يوم في الملاعب الاردنية.

حامل اللقب الوحدات، رغم تحركه المتوسط في سوق الإنتقالات، الا انه لم يلبي لغاية الان الطموح في إعداد فريق قادر على المنافسة الاسيوية، وذلك هو الهدف المنشود لدى الجماهير، حيث اكتفى المارد الاخضر بالتجديد لابرز نجومه حمزة الدردور وسعيد مرجان وتامر صالح وصالح راتب ومحمد الباشا، واستقطب نجمي الاهلي سليم عبيد وعبيدة السمارنة، وغادر عامر شفيع واحسان حداد وفهد يوسف الفريق، على امل تعزيز صفوف الفريق بمحترفين ثلاثة من الخارج.

الفيصلي الذي ودع افضل لاعب في الموسم الماضي البولندي لوكاس سيمون، ودع ايضاً كل من المحترف دومنيك وياسر الرواشدة وبلال قويدر، واكتفى لغاية الان بالتوقيع مع احسان حداد وانس بني ياسين، و وقع مع المهاجم الغاني داوود، على امل ان يقدم المدرب التونسي نبيل الكوكي المزيد من الاسماء من اجل التوقيع معه.

ولعل الرمثا سيكون بعيداً تماماً عن الترشيحات ، خصوصاً في ظل قرار ادارة النادي بالإعتماد على لاعبي النادي الشباب، وصرف النظر عن التعاقد مع لاعبين من الخارج ، حيث قال مدرب الفريق اسلام ذيابات في تصريحات صحفية، بان الرمثا لن يعسكر معسكرات خلال المباريات ، نظراً للصعوبة المالية التي يمر بها النادي .

الجزيرة الذي ظهر في المواسم الاخيرة بثوب جديد ، يمر بظروف مادية صعبة، جعلته على غير العادة ليس نشيطاً في سوق الانتقالات، واكتفى بجلب محترفين من الخارج، وتواصل العمل بالفريق الذي لعب الموسم الماضي، مع تغيير المدرب التونسي شهاب الليلي والتوقيع مع نزار محروس.

اما باقي الاندية، فهي كعادتها تواصل تحركها بسوق الانتقالات ببطئ، وكانها تتصيد للاعب الذي من شأنه تقديم شيء جديد للفريق، فهي لا يقع عليها اللوم والعتب، لانها تعمل ضمن امكانياتها .