حصاد الفساد ... رماد !!!

المهندس هاشم نايل المجالي

كثير من المسؤولين اصحاب القرار يكون فكرهم وذهنهم وبالهم مشغولا في كثير من الامور الهامة ، يظن كثير من المسؤولين بأنه يستطيع ان يتحكم في مصيرها او ان يحد من تأثيرها ، ويجد انها سوف تستهلك كثيراً من الوقت والجهد لمحاولة فك الغازها وكثرة تشعباتها وتداخل اطراف ذات حجم ونفوذ تعادل نفوذه ، كذلك نجد انه سيتعرض لكثير من الاسئلة المحرجة والصادمة واعلام موجه خارجي وداخلي فهي فرصة اولاً لوضع المسؤول في معركة ستأخذ منه الوقت الكثير ، وثانياً سوف يصطدم مع شخصيات ذات نفوذ منها من هوعلى رأس عمله ، ثالثاً سيكون هناك مطالبات بفتح بقية الملفات المشابهة في معركة ليس فيها ابطال من كثرة وحجم المجرمين فالكثرة تغلب الشجاعة اي ان الاجوبة صادمة والحقائق قاسية والخوض بها شائك فيها الكثير من الرموز والالغاز وترابطها بأمور ومعطيات اخرى .

ولكل حدث معنى ولكل وقع تفسير ، انه السهل الممتنع وتعلمنا التجارب من هذه الدروس ان نتحمل الالم الذي نحس فيه كل مرة مع كل واقعة فساد مشابهة ومع كل الحكايات التي عشناها لم نخرج منها بشيء يذكر حيث نجد ان الفاسد قد فر وغادر البلاد بكل يسر وسهولة ، ومن قبل ايد لا تقل فساداً عنه لتبقى لدينا بعض العبر والحكم والمعاني من كل ذلك ، وهذا هو الشيء المضحك في هذه الحياة حيث توصلنا الامور المعقدة لقضايا الفساد وطرق حبكها والتحليلات الملتوية الى خلاصات صادمة تؤرقنا وما لنا الا التسبيح والتهليل بكل بساطة ، والاستمتاع برؤيتها ومتابعتها وتكشف حقيقتها معتقدين ان الغد سيكون افضل لنكون اقوى مما نحن عليه ولنحاول اخفاء ضعفنا وسبب جوعنا ودمار اقتصادنا ونقضي أوقاتاً كثيرة شاردين ذهنياً في ذكريات وقصص لم نتمكن من نسيانها رغم السنوات التي تفصل بينها واوقات حدوثها .

لكننا لا ندرك القوة الحقيقية للمسؤول صاحب القرار الا عندما ندرك ما يستطيع ان يتحكم فيه فعلاً وانه في متناول قدرته وسلطته في محاسبة الفاسدين والا ستبقى قصة من قصص الماضي تداعب الخيال والوهم بين كلام الناس وحديث النفس حينها نستطيع ان نقيم الاداء ونقيم مدى قدرة ذلك المسؤول على اتخاذ القرار والا سنبقى في بوتقة الاحباط .

فهل سيكون دولة رئيس الوزراء قادراً على مواجهة هذه الازمات التي بدأت بعد حصوله على الثقة وما سيليها من ازمات اخرى ، ستؤرق فكره وذهنه عن برنامجه العملي .

ولماذا تكشفت هذه القضايا الان وهي معروفة لدى كثير من الجهات منذ سنوات كما تثبته الادلة والبراهين والكتب الرسمية ، خاصة ان من قام بتهريبه وتسهيل ذلك هو مسؤول ان لم يكن طاقم من المسؤولين الذين انتفعوا منه او مدانين .

هذا هو حصاد الفساد الذي يتحول الى رماد ، فالرخاء بواسطة الفساد ليس هانئا بل يدفع الغم والهم والشقاء ويبقوا خائفين يعيشون سنوات عجافا فهي توائب الدهر لمسلكهم السيىء ليبقى عنوانهم العيب والضعف والنقصان لتتوالى عليهم الصدمات واللكمات .

فهل سيبقون يتوهمون بأن طريق الحياة بطرقهم الملتوية كله واحات يخلدون فيها للراحات لا يحزنون بعدها أبداً ولم يفهموا بعد بانه طريق سيتعرضه المطبات والصدمات ولا نقطة للوصول لنهايتها المريحة كما يعتقدون ، فمن فهم المعنى وادرك المغزى عرف بأن الراحة في العمل والعطاء المخلص ، وان الوصول في الوصال الواضح الشفاف وصال تطمئن لذكره القلوب الآمنة وتخشع له الابصار لا تقبل التوقعات والمفاجآت .

وكما قال الشاعر الاندلسي ابو البقاء الرندي : كل شيء إذا ما تم نقصان ... فلا يغر بطيب العيش انسان ... هي الامور كما شاهدتها دولٌ ... من سره زمن ساءته ازمان ... وهذه الدار لا تبقى على احد ... ولا يدوم على حالٍ لها شان .

فالفساد اذا ما استوطن مكاناً كان بمثابة احتلال .//

 

 

hashemmajali_56@yahoo.com