روسيا … وعودة اللاجئين السوريين … !!!

زاوية سناء فارس شرعان

 

 

من اغرب المفاجآت في الكارثة السورية اعلان موسكو عن عودة ١٫٧ مليون لاجئ سوري الى بلادهم قريبا وان هذه المسألة رهن موافقة امريكا وتدخل الأمم المتحدة لتنفيذ هذه الخطة …

غرابة الاقتراح الروسي مردها انه يأتي في ذروة الوقت الذي تعمل فيه موسكو على ترحيل المقاتلين السوريين واسرهم من مختلف مناطق سوريا الى محافظة ادلب في شمال البلاد … فيما تدعو الامم المتحدة الاطراف المتنازعة في سوريا الى اتاحة الفرصة لاقامة ممر أمن لنقل ١٤٠  الف مهجر سوري من جنوب غرب سوريا الى شمالها.

فروسيا التي تعد بعودة ١٫٧ مليون لاجئ سوري تواصل حربها في كافة مناطق سوريا على المقاومة لاخضاعها للنظام او ترحيل من يرفض ذلك الى شمال سوريا.

 وها هي جموع المقاتلين السوريين تواصل انتقالها من جنوب سوريا الى شمالها ويشمل ذلك المقاومة في درعا والقنيطره …

بالاضافة الى ما تم الاتفاق عليه بين روسيا والمقاومة السورية في محافظتي درعا والقنيطرة تقول الأمم المتحدة ان هناك ١٤٠ الف من السوريين العالقين بين القوات السورية والاسرائيلية في هضبة الجولان مطالبة اطراف النزاع بفتح معبر آمن لهم لنقلهم الى شمال سوريا …

روسيا التي اصبحت صاحبة الكلمة الاولى في سوريا بعد اتفاقها مع اسرائيل على تآمين حدودها ووصول الجيش السوري لحدودها لحمايتها من الثوار او مما تسميه روسيا واسرائيل بالعناصر المتطرفة وذلك من خلال الاتفاق مع اسرائيل على ان يتولى الجيش السوري حماية الحدود الاسرائيلية من كل ما يعكر امنها مقابل ان تقتنع الادارة الامريكية بأن مثل هذا الاتفاق لصالح اسرائيل وهذا ما يبرر صمت الادارة الامريكية على العملية الروسية في جنوب غرب سوريا بعد ان هددت النظام من مغبة مهاجمة الثوار في منطقة خفض التصعيد في جنوب غرب سوريا.

الخطة الروسية الجديدة تهدف الى جذب الدول الغربية وانخراطها في حل الأزمة السورية وخاصة امريكا وفرنسا … لا سيما وان الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون قرر تقديم مساعدات اغاثة وانسانية للسوريين تحت سيطرة النظام في الغوطة لأول مرة بعد ان روج بوتين خطته لاعادة اللاجئين السوريين الى بلادهم وبالمقابل البدء بعمليات اعمار سوريا التي تحتاج الى مبالغ كبيرة من الاموال تتبرع بها الدول الغربية وخاصة الغنية منها كما يأمل بوتين مساهمة الدول الخليجية بعملية اعمار سوريا.

المعارضة السورية تنظر للخطة الروسية بحذر شديد حيث تعمل روسيا على ترحيل السنة والقوى الرافضة لوجود الاسد الى شمال سوريا وتحديدا الى محافظة ادلب … وبعد تجميع اكبر عدد من السوريين هناك تقوم روسيا بقصف ادلب والقضاء على بقاء المعارضة السورية نهائيا وتوطين مئات الالاف من الشيعة الايرانيين والعراقيين واللبنانيين مكانهم بحيث تصبح سوريا ذات اغلبية شيعية خلافا لما كان عليه سابقا …

وفي هذا السياق حذرت تركيا حليفتها موسكو من الاقدام على مثل هذه الخطوة وقصف مواقع المقاومة والعائلات المهجرة من مختلف انحاء سوريا الى ادلب مؤكدة ان قصف ادلب يعتبر مخالفة صريحة لاتفاقيات استانا وان القيام بمثل هذا العمل من شأنه انسحاب تركيا من اتفاقية آستانا والاتفاقيات التي ابرمت في اطارها …

وبانتظار ما تسفر عنه الايام القادمة من تطورات والقمة الامريكية الروسية الجديدة التي ستعقد في الولايات المتحدة الامريكية فان وضع اللاجئين السوريين سيبقى على فوهة بركان سيما وان زهاء ١٥ مليون سوري يعيشون خارج بلدهم كلاجئين في دول الجوار والشتات … !!!