بركة البيبسي

بركة البيبسي

د. عصام الغزاوي

 

قال رئيس الوزراء الرزاز خلال زيارة مفاجئة لموقع بركة البيبسي في الرصيفة انه يسمع بشكاوى المواطنين بهذا الشأن منذ أكثر من ثلاثين عاماً، وأوعز لمعالي أمين عمان (كون الأرض تعود ملكيتها للأمانة) بوضع خطط عمل من قبل المختصين والجهات المعنية لحل المشكلة بشكل جذري وليس شكليا خلال مدة زمنية حددها بأسبوع ....

بركة البيبسي التي دخلت التاريخ الاردني بعد ان مر عليها ما يزيد على أربعة عقود وحصدت ارواح عشرات المواطنين، ودخلت موسوعة (جينيس) بعدد اللجان التي تم تشكيلها لمعالجتها، وتم هدر عدة ملايين من الدنانير على دراسات وحلول شكلية لم تكن يوماً جذرية، وها نحن اليوم بعد كل هذه السنوات نعود الى المربع الأول بتشكيل لجنة مختصين لمعالجة المشكلة (جذرياً) خلال أسبوع، لمن لا يعرف طبوغرافية المنطقة قبل العبث بها وتغييرها خلال سنوات تعدين الفوسفات يعتقد ان الحلول سهلة، وان ضخ المياه منها وطمرها كفيل بإنهاء المشكلة.

كما كان يعتقد الكثير من المسؤولين الذين تعاقبوا على زيارة الموقع، لقد شاركت لثلاثة عقود في عشرات اللجان لمعالجة الاثار البيئية للبركة والتي تشكلت بعد إغلاق المجرى الطبيعي لوادي (ماركا) القطار بتلال كبيرة من مخلفات ردميات الفوسفات جعل منها سداً حجز مياه الأمطار في بركة بلغت مساحتها بحدود الثمانين دونما، كانت تستعمل في غسل خامات الفوسفات، بعد توقف شركة الفوسفات الاردنية عن تعدين الفوسفات في الرصيفة أبقت مخلفات التعدين كما هي وبقي السد يحجز مياه الأمطار ومياه الصرف الصحي للتجمعات السكانية الواقعة على مجرى الوادي مما زاد من حجم الأضرار البيئية حول البركة التي أصبحت محاطة بالأحياء السكنية.

كنت دائماً اطرح الحل الوحيد لمعالجة المشكلة جذرياً وليس شكلياً وللتذكير به لعدم إضاعة الجهد والوقت وهدر مزيد من الأموال يجب العمل على تصريف طبيعي لمجرى الوادي المغلق بواسطة انابيب ذات أقطار مناسبة بإتجاه سيل الزرقاء بديلاً عن مجرى الوادي الذي لم يعد موجوداً وأصبح مقاماً عليه أبنية وأحياء سكنية، وذلك جنباً الى جنب مع إعادة تأهيل المنطقة بيئياً ووقف جريان المياه العادمة عنها. //