غزة … تتضور جوعا … !!!

زاوية سناء فارس شرعان

 

غزة … تتضور جوعا … !!!

 

مع مرور ١٢ عاما على فرض حصار بري وبحري وجوي على قطاع غزة نظرا لعمليات المقاومة التي تقوم بها حركة حماس وغيرها من منظمات المقاومة الفلسطينية في القطاع لكسر الحصار الظالم والبحث عن بقعة ضوء في نهاية النفق المظلم يعمل الكيان الصهيوني مجددا وبلا كلل او ملل على تجديد الحصار.

فبعد ١٢ عاما من الحصار الجائر المحكم على القطاع ومنع دخول اي مواد اليه بالاضافة الى العقوبات العسكرية لاهالي القطاع من خلال القصف المستمر وهدم المباني واحراق المصانع والمزارع والمدارس والوحدات السكنية وحرمان القطاع وسكانه البالغ عددهم زهاء مليوني نسمة من ابسط مظاهر الحياة الحرة الكريمة كالخبز والماء والدواء والوقود يسعى الكيان الصهيوني الى تجديد الحصار بدلا من تخفيفه ورفعه …

واول خطوة اتخذها الكيان الصهيوني على هذا الصعيد تتمثل بمنع ادخال اي مواد تجارية او بضائع او سلع غذائية الى القطاع من خلال اغلاق معبر كرم ابو سالم المعبر الوحيد لادخال الغذاء والدواء ومختلف المواد للقطاع بحيث يحظر ادخال اي سلعة لقطاع غزة وخاصة الغذاء والدواء والماء الصالح للشرب والهواء النقي الصالح للاستنشاق بحيث يخلو القطاع من كل اسباب الحياة والوجود وخاصة المساعدات الانسانية التي يحتاجها اهالي القطاع لا سيما الادوية والمستلزمات الطبية واحتياجات المستشفيات التي توقفت عن العمل ولم تعد قادرة على انقاذ سكان القطاع بسبب النقص الحاد في مستلزماتها والاليات اللازمة لعملها بما في ذلك الاجهزة والمستلزمات الطبية في ضوء الحصار المفروض على القطاع … ولولا بعض المستشفيات الميدانية العربية العاملة في قطاع غزة للفظ المرضى والجرحى انفاسهم لتوقف المستشفيات عن العمل.

فالاردن المبادر الاول لانقاذ فلسطين والدفاع عن اهلها يقيم مستشفى ميدانيا منذ فرض الحصار على القطاع قبل ١٢ عاما لا يزال يواصل تقديم الخدمات الصحية والطبية والمساعدات اللازمة من ادوية واجهزة ومعدات ولا تزال قوافل المساعدات الانسانية تتدفق من الاردن الى قطاع غزة من خلال الجيش العربي والهيئة الخيرية الهاشمية للتعاون الدولي بحيث يمكن القول ان الاردن تمكن من كسر الحصار المفروض على غزة اسرائيليا وامريكيا من خلال ما يقدمه من مساعدات…

ونظرا لجدوى الخطوة الاردنية واهميتها في انقاذ اهالي غزة وعلاج المصابين والمرضى اتخذ المغرب خطوة مماثلة على هذا الصعيد وتم افتتاح مستشفى ميداني مغربي في قطاع غزة يساهم في علاج ابناء القطاع من المصابين برصاص الاحتلال الصهيوني جراء الاعتداءات الاسرائيلية على اهالي القطاع التي لا تتوقف وخاصة للتصدي لمسيرات العودة من خلال البالونات الخارجية والطائرات الورقية التي تكبد اسرائيل خسائر فادحة في حرق المحاصيل الزراعية والمنازل في المستوطنات الاسرائيلية في غلاف غزة …

تشديد الحصار على غزة لم يأت من جانب واحد هو الجانب الاسرائيلي من خلال اغلاق معبر كرم ابو سالم وقطع اسباب الحياة عن غزة وانما تزامنت هذه الخطوة مع خطوة مصرية مماثلة حيث اغلقت السلطات المصرية معبر رفح الحدودي مع القطاع بالاتجاهين ما وضع القطاع اهله بين فكي الكماشة …

فاهالي القطاع محصورون بين مصر واسرائيل والحصار يسبب لهم الجوع والحرمان ويزيد من معاناتهم وحرمانهم بغية دفعهم للاستسلام والرضوخ للمطالب والشروط الاسرائيلية بوقف كل اشكال المقاومة ….

سلطات الاحتلال ضايقت الصيادين وقللت مساحة الصيد من ستة اميال بحرية الى ثلاثة اميال ويجري الجيش الصهيوني مناورات عسكرية تحاكي اقتحام قطاع غزة فيما غزة تشهد المزيد من الغليان والحصار والدمار والوضع ينذر بالانفجار …!!!