كرواتيا تعبر للتاريخ من ثغرة مزمنة بماراثون العقل والجسد

  

موسكو – وكالات

 

 

في ماراثون كروي مدته 120 دقيقة، اختلفت ملامح القوة بين منتخبي إنجلترا وكرواتيا، فالإنجليز لم يستغلوا سلاحهم المميز القوة والسرعة، بينما امتاز منافسهم بالتحكم في إيقاع اللعب، والاستحواذ على الكرة لحين إيجاد ثغرة يعبرون منها إلى المرمى.تفوق جاريث ساوثجيت مدرب إنجلترا، لشوط واحد، وفرط في فرصة ثمينة لقتل المباراة، إلا أن منافسه الكرواتي زلاتكو داليتش كان أكثر ذكاء وتجاوز هفواته أول 45 دقيقة، ووزع مجهود لاعبيه على مدار 4 أشواط، وحسم اللقاء لصالحه بفضل نجم إنتر ميلان، إيفان بيريسيتش، الذي سجل هدف التعادل، وصنع هدف التأهل التاريخي للمباراة النهائية.ثقة إنجليزية استفاد الإنجليز ومديرهم الفني جاريث ساوثجيت من الهدف المبكر، ولعبوا بثقة وهدوء أكبر، لذا كانت اليقظة الدفاعية حاضرة، والخطورة الهجومية أكثر في ظل اللعب بخطة 3-5-2.هجوميا لم يستغل ساوثجيت الجناحين يونج وتريبيير كثيرا، بل كان عمق الوسط مركز المناورات في ظل نشاط الثنائي لينجارد وديلي آلي وتواجدهما دائما بجوار رأسي الحربة هاري كين وسترلينج، إلا أن الرباعي عابه الرعونة في إنهاء الهجمات. ودفاعيا فإن جوردان هندرسون ارتكاز الوسط، قام بدوره في دعم ثلاثي الدفاع ستونز وماجواير وكايل والكر، لتنعدم أي خطورة لكرواتيا من العمق. كر وفر اعتمد زلاتكو داليتش المدير الفني لكرواتيا، على خطة 4-1-2-3، إلا أنه لم يستفد إطلاقا من الجبهة اليسرى التي تضم سترينيتش وبيريسيتش، وتكفل بروزوفيتش بدعم قلبي الدفاع لوفرين وفيدا. أما الجبهة اليمنى التي ضمت الظهير فيرساليكو ومعاونه ريبيتش كانت نقطة الضوء الوحيدة لكرواتيا، إلا أن نشاطها لم يكن كافيا في ظل تفوق الإنجليز في عامل السرعة. أما مستوى الثنائي راكيتيتش ومودريتش كان مخيبا للغاية، وخسرا معارك الوسط كثيرا، ليبقى ماندزوكيتش في عزلة تامة دون أي بصمة طوال الشوط الأول. كرواتيا تنتفض صحح داليتش مدرب كرواتيا أخطاءه، ليقلب سيناريو اللقاء لصالحه تماما، بفضل تنشيط جبهتي الملعب بالشوط الثاني، ليدرك التعادل، وكاد يخطف بطاقة الصعود في الوقت الأصلي. لعب ريبيتش وبيريسيتش دورا بارزا في خلخلة دفاع الإنجليز بتبادل التمركز على الجناحين، مما أسفر عن ثغرة واضحة في الجهة اليمنى في المساحة الخالية بين كايل والكر وتريبيير، ليربكا زميلهما حارس المرمى جوردان بيكفورد.

كما استفاد منتخب كرواتيا كثيرا من خبرات مودريتش وراكيتيتش ولعبا دورا في زيادة الضغط على الظهير الأيسر آشلي يونج الذي تعطل هجوميا وانهار دفاعيا، كما منحا الفرصة لزميلهما بروزوفيتش في التقدم للأمام وإمداد ماندزوكيتش بالكرات الخطيرة. كين وحده لا يكفي لم يجد هاري كين معاونة كافية من سترلينج الذي مال للفردية والعشوائية ليتم استبداله. كما افتقد هجوم "الأسود الثلاثة" لدعم القادمين من الخلف لينجارد وديلي آلي لانشغالهما أكثر بالمهام الدفاعية، وامتصاص خطورة الهجوم الكرواتي. سلاح البدلاء بدلاء الإنجليز لم يقدموا الإضافة الفنية المطلوبة، فماركوس راشفورد كان في واد آخر بعيدا عن هاري كين وغاب التواصل بينهما، بينما لم يحل داني روز الأزمة الدفاعية يسارا، وإن كان نشط الجبهة اليسرى هجوميا. أما جيمي فاردي وإيريك داير لم يسعفهما الوقت لترك أي بصمة. في المعسكر الكرواتي جاءت التبديلات الأربعة بالشوطين الإضافيين لتجديد الدماء وتعويض تراجع اللياقة البدنية للرباعي سترينيتش وريبيتش ومودريتش. ومن الثغرة المزمنة لساوثجيت في الجهة اليمنى، استغلها نجم المباراة بيريسيتش، وصنع منها هدف الفوز لماندزوكيتش في ظل رعونة وعدم تركيز من كايل والكر وستونز في الرقابة والتغطية العكسية بالكرات العرضية.