استطلاع رأي الشعب

في استطلاع رأي الشعب الأردني حول تشكيل حكومة الدكتور عمر الرزاز وبعض القضايا الراهنة هناك عينتان ، وطنية وقادة رأي ،وكلاهما على نقيض.

التناقض حاصل تحصيل ،فرأي الشارع إنطباعي أما ما يراه القادة فهو تحليلي نسبيا، ومن ذلك أن 57 %من مستجيبي العينة الوطنية و63 %من مستجيبي عينة قادة الرأي بأن الأمور في الأردن تسير في الاتجاه الصحيح وأن 40 %من
مستجيبي العينة الوطنية و31 %من مستجيبي عينة قادة الرأي يرون بأن الأمور تسير في الاتجاه الخاطئ.

ليس هناك فارق كبير بين نسب أخر إستطلاع والنسب الجديدة , معنى ذلك أن الأمور لم تتغير كثيرا بإستثناء أن هناك حكومة جديدة بعض الأراء المستطلعة أرادت منحها فرصة بقدر قليل من التفاؤل.

ما تكرسه الإستطلاعات التي دأب مركز الدراسات الإستراتيجية في الجامعة الأردنية على إجرائها هو أن ، الحكومة وتشكيلتها هي عتبة التقييم بينما أن القضايا الجوهرية تأتي دائما في مرتبة أقل وحتى هذه ينظر اليها بحسب ما ستفعله الحكومة فقط.

لا تزال الأغلبية تعتبر الوضع الاقتصادي في مقدمة التحديات وأن الأمور تسير بالإتجاه الخاطئ لأن الأسعار مرتفعة وكأن المنتظر من الحكومة أن تقرر غدا تخفيضها تلبية لمطالب الإحتجاجات التي خرجت من أجل هذا الهدف.

ربما لأن الإستطلاع جاء بعد أيام على تشكيل الحكومة الجديدة جاءت النتيجة بتراجع نسبة من يرون أن الأمور في الأردن لا تسير في الإتجاه الصحيح وهو ما سيحتاج الى إستطلاع آخر بعد أن تتبين إتجاهات الحكومة وقراراتها تجاه القضايا التي صوت عليها الجمهور بعينتيه الوطنية وقادة الرأي.

بقي أن الاستطلاع الذي يقوم به مركز الدراسات الاستراتيجية في الجامعة الأردنية عقب تشكيل حكومة جديدة أو بعد مرور 100 يوم أو سنة هو الأفضل لأنه الوحيد ، ومع ذلك فإن نتائجه تبقى في إطار رصد الإنطباعات ليس أكثر بدليل أن إستطلاع سابق للمركز حول قانون الانتخابات وكان جديدا وجد أن أغلبية ساحقة، 82 %من قادة الرأي، يؤيدون القانون بينما أن مخرجاته اليوم وبعد مرور وقت كاف لتقييم الأداء تثير السخط وترى بتغييره..

وكما هو الحال إزاء القضايا المختلفة فالأغلبية الصامتة لا تقول شـيئاً , 14 %قالوا بأنهم عبروا عن رأيهم لرفض القرارات من خلال فيسبوك، و3 %بالتويتر ، و 6 %شاركوا في التظاهرات والاعتصامات.

اسـتطلاعات الرأي تستطلع غضب المواطن حيال القضايا المطروحة وهي متذبذبة في درجاتها بين العينة الوطنية وبين قادة الرأي كما ظهرت في الإستطلاع الأخير .

الرأي