ميسي رونالدو ونيمار ..ضاعوا امام سطوة الاداء الجماعي !!

ميسي رونالدو ونيمار ..ضاعوا امام سطوة الاداء الجماعي !!

الانباط عوني فريج

يبدو ان مونديال روسيا الحالي استطاع ان يرسخ في نفوسنا القناعة الكاملة ..بأن كرة القدم التي تعتمد على النجم القائد والملهم والمنقذ ..انتهت او هي في طريقها للزوال بعد ان فشلت اسماء كبيرة في عالم النجومية الطاغية ان تنقذ منتخباتها ...في لحظات الحسم وان تساهم بقيادتها نحو الادوار المتقدمة في بطولة كأس العالم ..بعد ان وضعت الجماهير ثقتها المفرطة بهم ..لكنهم غابوا تماما عن المشهد ولم يكونوا ادوات مؤثرة حيث تساقطت منتخباتهم كأوراق الخريف ..وسط سيطرة المنتخبات التي اعتمدت الاداء الجماعي نهجا لمسيرتها فحققت نجاحا خارقا فرضت من خلاله الكثير من علامات التقدير والاحترام ...!!

وقد تبدو الصورة مختلفة عندما نتحدث عن عبقرية الاداء التي ميزت مسيرة ملك الكرة بيلية اسطورة الكرة البرازيلية الذي حقق لقب بطولة كأس العالم مع منتخب بلاده ثلاث مرات وهو الذي امتاز بسحر الاداء وتحلى بعبقرية القيادة التي مكنته من تحقيق ما عجزت عنه اجيال من نجوم الكرة الكبار ...ومثله الساحر الفذ مارادونا.. الذي فاز مع منتخب الارجنتين باللقب العالمي مرة واحدة وقادها الى المباراة النهائية في المرة الثانية حيث انتزعت المانيا اللقب بعد ان أبهر ساحر الارجنتين عشاق الكرة في العالم بادائه الرائع ومستواه الذي وصل في مراحل منه الى حد الاعجاز ..بدليل اننا لا زلنا نستحضر مارادونا في كل مجالسنا حتي يومنا هذا..ولا زال هو نفسه يثير الاهتمام في كل مكان يتواجد فيه رغم ان جيل اليوم من عشاق الكرة لم يحظى بمتابعة فنون هذا العبقري لكنه يبقى مارادونا الملهم الفنان   ..!!

أين النجوم الكبار ؟

هو السؤال الذي تردد كثيرا طوال الايام الماضية..أين غاب النجوم الكبار واختفى بريقهم بعد ان تساقطت المنتخبات الكبيرة تواليا .. وهي التي تضم في صفوفها نجوم الصف الاول في العالم ..الارجنتين والبرتغال والاوروغواي والبرازيل بنجومها الذين خطفوا الحضور وفرضوا وجودهم بفضل النجاح الذي حققوه مع فرقهم في الدوريات الاوروبية ..لكنهم هناك في روسيا حيث المجد الحقيقي والمحك الصعب ..تلاشوا تماما فشاهدنا كيف تواضعت المنتخبات التي يقودها اصحاب المجد والكرات الذهبية ميسي ورونالدو ومن بعدهم نيمار وسواريز وخرجت من الباب الخلفي دون ان يتمكن هؤلاء من وضع منتخباتهم على مشارف الحلم ومواضع الالق او حتى قيادتها الى مربع الكبار على أٌقل تقدير ...أين اختفى بريقهم وكيف عجز النجوم الذين احتكروا الالقاب الفردية وباتت قمصانهم وحدها تدر الملايين والارباح الهائلة لانديتهم ..عن فرض حضورهم وتحقيق امال عشاقهم الذين عولوا عليهم الكثير ونسجوا احلامهم على وقع ادائهم ..لكنهم وجهوا لطمة قوية لجماهيرهم ..واكدوا ان الكرة تعترف بالعطاء وجماعية الاداء فحسب ..!!

الاسماء لا تصنع الامجاد !

سوف تنتهي كأس العالم بطبيعة الحال ..لكن عشاق الكرة  سيذكرون لسنوات طوال .. ان النجوم الكبار فشلوا بفرض حضورهم وتحقيق الامجاد لمنتخباتهم ..وفي الوقت الذي ينجح فيه ميسي ورونالدو ونيمار بتحقيق البطولات في اقوى الدوريات ..ها هم يعجزن عن تدوين اسمائهم على قاعدة الكرة الذهبية لكأس العالم ..وهو ما يؤكد حقيقة لا يجب تغييبها عن فكر من ابتلي بشؤون وشجون الساحرة المستديرة ان النجم الاوحد لا يمكن ان يحقق الامجاد والبطولات وحده في ظل هيمنة الاداء الجماعي وغياب الفوارق الفنية بين اللاعبين بدليل ان منتخب بلجيكا لم يكن مرشحا حتى لبلوغ الدور الثاني واجزم أن لا أحدا من المتابعين يحفظ اسما او اكثر من نجومه ...لكننا بالامس بتنا نحفظ اسماء هازارد ولوكاكو والشاذلي ودي بروين وغيرهم  لانهم قدموا الاداء المبهر امام اقوى المرشحين للفوز باللقب وطغت اسمائهم على نجوم الصف الاول وعلى راسهم نيمار ..!! من هنا نعود للبداية لنشير الى ان النجم الكبير لا يصنع الانجاز وحده ان لم يقترن حضوره بالاداء الجماعي لفريقه ..لأن زمن الفلتات الكروية وعبقرية الاداء والنجم الاوحد انتهى منذ غياب مارادونا ومن قبله الملك بيليه ..!!