الماريوانا تجذب المسنّين .. طبياً

- تلقى الماريوانا المستخدمة في العلاج، رواجاً في أوساط المسنين في الولايات المتحدة، في ظلّ انتشار التشريعات الخاصة بهذه المخدرات الخفيفة في الولايات الأميركية وعلى رأسها كاليفورنيا.

تعمل مارتا ماكبث مستشارة لدى «أوكتافيا ويلنس»، وهي شركة ناشئة في سان فرانسيسكو تستهدف خصوصاً المسنين في كاليفورنيا، أكبر ولاية أميركية شرعت الماريوانا وإحدى أكبر الأسواق العالمية لهذه المخدرات في العالم. وتقول: «يأتون بأعداد كبيرة للبحث عما قد يسكن آلامهم ويساعدهم على النوم».

وتتناول ماكبث القنب الهندي لتخفيف «ألم النسا» والنوم نوما هانئاً، وهي تؤكد أن إقبال الكبار في السن على هذا المنتج شديد جداً لدرجة أن عروضاً توضيحية باتت تقام في دور العجزة، على غرار تلك التي تنظمها ماركة «تابروير» للترويج لسلعها. وتضيف: «نظمنا اجتماعاً في سان خوسيه (شمال كاليفورنيا) تقاطر إليه 400 شخص». وقد أظهرت دراسات أن الكبار في السن هم الفئة العمرية التي تشهد أسرع نمو لاستهلاك القنب الهندي في أوساطها. وإذا استمرّ النمو على هذا المنوال، قد يتخطى ذلك المسجل في أوساط الشباب.

يذكر ان من مزايا القنب الهندي أن آثاره الجانبية أقلّ حدّة من تلك التي قد تخلفها مسكنات الآلام التقليدية، خصوصاً تلك المصنوعة من مواد أفيونية تعيث فساداً في الولايات المتحدة.

وتقول صاحبة دليل «القنب الهندي للكبار في السن» بيفرلي بوتر، إن «بعض المسنين يتناولون 20 دواء كلّ يوم». وتؤكد أن الاستفسارات تنهال عليها من كل حدب وصوب عندما تشارك في مؤتمرات، محذرة من أن الماريوانا لا تناسب كلّ المشكلات الصحية لا سيما في ظلّ قلة البحوث في هذا الخصوص، مع التذكير بأن هذا النوع من المخدرات ما زال غير قانوني على الصعيد الفيديرالي. غير أنها تقرّ بأن القنب الهندي يشكل، في حالات كثيرة، بديلاً لمسكنات الآلام التقليدية والأدوية المنومة التي قد تسبب حالات إدمان أو قرحة. وتضيف: «أنصح الراغبين في تجربة الأمر بتناول كميات قليلة في البداية».

وتختلف الآثار باختلاف طريقة الاستهلاك، من المنتجات القابلة للأكل مثل السكاكر إلى الزيوت والكريمات والمساحيق.

عملت باربرا بليزر (72 سنة) في مجال التمريض لمدة 50 سنة وهي باتت ترأس اليوم مستوصف «مغنوليا ويلنس» الذي يوفرّ الماريوانا في شمال كاليفورنيا. ولا يسعى زبائنها إلى استعادة شبابهم الضائع بل إلى تحسين نوعية العيش.

وتخبر سيدة الأعمال هذه التي بدأت استهلاك الماريوانا بعد إصابتها بمرض خطير: «يقول لي بعضهم إنهم يريدون الاعتناء ببستانهم لكن ركبهم تؤلمهم». وتقول هذه المناضلة المتمسكة بقضيتها التي ترى أن العقليات بدأت تتغير في ما يخص استهلاك القنب الهندي: «قد تغير الماريوانا حياتكم إذا ما استخدمت وفقاً للأصول». (ا ف ب)