طاقية جديدة لإخفاء البشر والمركبات

تمكن فريق من العلماء من ابتكار «طاقية الإخفاء» التي لطالما انشغل بها الخيال العلمي وانتشرت في الأفلام الخيالية، حيث يرتديها الشخص فيصبح غير مرئي ولا يتمكن من حوله من مشاهدته، بينما هو يرى الناس ويفعل ما يشاء.والابتكار الجديد ليس سوى اختراع عسكري مهم من أجل التخفي خلال الحروب والعمليات العسكرية، ويهدف إلى التقليل من الخسائر البشرية، كما أنه يمكن أن يُستخدم في عمليات إخفاء الأفراد أو المركبات على حد سواء.
وأطلق العلماء على الاختراع الجديد اسم «ورقة التخفي» باعتباره جهازا رقيقاً قادراً على حجب الكائنات عن كاميرات الأشعة تحت الحمراء. 
وحسب تقرير مطول نشرته جريدة «دايلي ميل» البريطانية عن هذا الابتكار العسكري الجديد فان سُمك «ورقة الإخفاء» يبلغ أقل من ملليمتر واحد، ورغم رقتها إلا أنه في إمكانها جعل الكائنات غير مرئية بشكل فعال أمام الطائرات دون طيار. 
وتصنع الأوراق من السيليكون القابل للثني ويمكنها إخفاء حوالي 94 في المئة من ضوء الأشعة تحت الحمراء الذي تواجهه وفقا لدراسة أعدها باحثون في جامعة «ويسكونسن-ماديسون» الأمريكية ونشرتها الصحيفة البريطانية. 
ويأمل الباحثون في استخدام هذا الجهاز لمساعدة الجنود ومعداتهم في البقاء في أمان في ساحات المعارك.
وقال هونغروي جيانغ، وهو معد مشارك في الدراسة، إن ما ابتكروه يتمثل في ورقة «إخفاء» رقيقة، وهي أقل ثقلا بكثير من الدروع المعدنية أو البطانيات الحرارية.
وتعطي الأجسام الدافئة مثل جسم الإنسان أو محرك السيارة، حرارة مثل الأشعة تحت الحمراء، وهو ما يمكن للطائرات دون طيار التقاطه.
وتعمل «ورقة الإخفاء الرقيقة» من خلال قدرتها على امتصاص الضوء في «نطاق الأشعة تحت الحمراء ذات الموجات المتوسطة والطويلة» وهو نوع من الضوء المنبعث من الأجسام التي تكون في درجة حرارة الجسم البشري نفسها، وفقا للدراسة.
وتم تزويد الجهاز بمواد تسخين إلكترونية يمكنها «خداع» كاميرات الأشعة تحت الحمراء، وللقيام بذلك استخدم الباحثون السيليكون الأسود لصنع الورقة، والذي يتم تصنيعه عن طريق جمع بلورات السيليكون على رقاقة من المادة نفسها، ما يخلق «غابة» من إبر السيليكون تسمى الأسلاك النانوية والتي تعكس الضوء الخفيف للغاية.
ويتم تصنيع أسلاك النانو باستخدام جزيئات صغيرة من الفضة، محفورة في رقاقة السيليكون، ثم تُبنى جزيئات الهواء في السيليكون الأسود لمنعها من ارتفاع درجة الحرارة، وترتد موجات الضوء ذهابا وإيابا بين الإبر، ما يمنع الضوء من الهروب.
ومن المعروف أن السيليكون الأسود يحبس الضوء المرئي، ولكن الباحثين أدركوا أن في إمكانه أيضا احتجاز ضوء الأشعة تحت الحمراء.
وكانت الكائنات «غير قابلة للاكتشاف عمليا» خلال الاختبارات، لذلك يركز الباحثون حاليا على معرفة وزن الجسم وكتلته اللازمة لنجاح استخدام الجهاز الجديد