المنتخبات العربية في روسيا.. غصة و حسرة وخيبة امل ..!

 الانباط- عمر الزعبي

لم تتواصل فرحة الجمهور الرياضي العربي، عندما وصلت لأول مرة في التاريخ اربعة منتخبات لنهائيات كأس العالم في روسيا، بعدما ظهرت بمستوى مخيب للامال، جعل المشاهد العربي محبط في الجولات الاولى من المونديال.دموع الفرح التي كانت تذرف من عيون المصريين والتونسيين والسعوديين والمغربيين مطلع العام الحالي، تحولت الى دموع حزن، بعدما فشل اي من المنتخبات في تحقيق نتيجة ايجابية، تضمن التأهل للدور الثاني .

المنتخبات العربية الاربعة اصابها الغرور بعدما ربحت بطاقة التأهل ، حيث اصبح يعتقد اللاعب انه بإمكانه تقديم القليل ليربح الكثير.وقد يعتقد البعض ان المنتخبات العربية لو ظهرت في كاس العالم كما ظهرت بمستوى التصفيات لكانت الامور مختلفه الان، لكن تأكد اذا لعبت المنتخبات بنفس المستوى الذي ظهرت عليه في التصفيات، لكانت النتائج نفسها ولان الجميع شاهد منتخباتنا العربية تحقق فوز بشق الانفس في التصفيات، مثلا مصر حققت فوز باخر الدقائق وبشق الانفس على اوغندا في التصفيات لتتأهل، وتونس تعثرت امام الكونغو الديمقراطية بالتعادل ولم تنجح في تحقيق الفوز امام ليبيا، والسعودية خسرت امام استراليا وتعثرت امام الامارات.. والمغرب كادت ان تخسر حلم الوصول للمونديال لكن صحوتها المتأخره منحها الظهور في روسيا، الامر الذي يدل ان المنتخبات العربية نعم تراجع مستواها عن المعهود عليها، لكنها لم تستعد جيدا ذهنيا وبدنيا للمونديال.

السعودية كانت اول المغادرين من المونديال، وذلك يدفع ثمنه الاتحاد السعودي والهيئة العامة للرياضة، عندما دفنت 7 من نجوم منتخبها في الدوري الاسباني، بحجة الاحتراف ومجاراة الكبار، لكن جميع اللاعبين لم يلعبو حتى ولو دقيقة في احدى الدوريات، وعلى راسهم صانع انجاز التأهل فهد المولد .

مصر والتي كانت من اقوى المرشحين لبلوغ الدور الثاني، لم يسعفها الحظ في اول مباراة امام الاوروغواي، وخذلها لاعبيها في المباراة الثانية امام روسيا، الامر الذي جعل الفراعنة يلحقون بالسعودية من بوابة المجموعة الاولى، ولا شك ان اصابة صلاح اخذت اكبر من حجمها، واصبح الاعلام والجمهور المصري مشغول بإصابة نجم ليفربول اكثر من انشغاله بتحضيرات المنتخب ، ليفقد الامل رسميا، بعدما اصبحت الجماهير المصرية تتنظر الفرح من صلاح فقط .

المنتخب التونسي الذي كانت الجماهير تعول عليه في احداث المفاجأة، وابقاء الامل على قيد الحياة، سرعان ما تبخر بعد خسارتين متتاليتين امام انجلترا بهدفين لهدف وامام بلجيكا بخمسة اهداف مقابل هدفين، ليودع نسور قرطاج المونديال ، بحسرة كبيرة.

المنتخب الذي راهن عليه الجميع رغم صعوبة مجموعته كان المنتخب المغربي، حيث لم يمنع عشاقه من الحلم بالتأهل رغم تواجده بجانب البرتغال واسبانيا وهم مرشحان بقوة للقب، لكن الصدمة كانت مبكره عندما خسر امام ايران اسهل فرق المجموعة، لتتعقد المهمة بعد خسارة ثانية امام البرتغال رغم الافضلية.

علينا ان نعيد ترتيب الاوراق عندما نفيق من حلم المونديال، وان ندرك ان الرياضة بحاجة الى عمل وجهد على الصعيد الفردي والجماعي، وان ندرك ايضاً ان الوصول لكأس العالم لا يعني انجاز وان تبقى صورتنا مدفونة افضل من ان تكون منكوبة .المنتخبات العربية حلمت اكثر مما عملت، وطمحت اكثر مما اجتهدت، وتوهمت اكثر مما ادركت، الامر الذي جعلها تدفع ضريبة الفشل !.