لماذا لا نعطي هذه الحكومة عطوة مئة يوم

 

د. عصام الغزاوي

لا تقاس حياة الشعوب بالأيام لذلك لا أجد غضاضة بالإنتظار مئة يوم أخرى إضافة للسنوات التي مرت ونحن نعيش فشل الحكومات السابقة، لماذا لا نعطي هذه الحكومة عطوة مئة يوم إسوة مع سابقاتها ! عطوة مئة يوم للعمل بهدوء وروية بدون ضغوطات نفسية لوضع برنامج عملها لتحقيق الوعود التي قطعها على نفسه رئيسها، أتساءل كما يتساءل غيري هل تكفي مئة يوم لأي حكومة ان تحل وتتغلب على مشكلة المديونية وعجز الموازنة ؟ لنكن واقعيين لقد ورثت هذه الحكومة تراكم مشاكل الحكومات السابقة وهي ستعمل في ظل ظروف إستثنائية صعبة فهل من الممكن حلها في مئة يوم ؟ للأمانة المئة يوم هي فترة رمادية في معظم الأحيان لا تكفي لتحديد الإتجاه، خصوصا وان المشاكل كثيرة في هذه المرحلة وعلى كافة الأصعدة، لكن يجب ان نبدأ وان يكون على رأس أولويات الحكومة الهم الإقتصادي وغلاء المعيشة والفقر والبطالة والإصلاح السياسي والحاكمية الرشيدة ومكافحة المحسوبية والإمتيازات والفساد وتشجيع الإستثمار، سنكون مع هذه الحكومة في مشوارها الطويل لإصلاح ما افسدته تراكمات دهر من الفساد وإعطائها الوقت الإضافي على ان نقتنع انها تعمل على تغيير النهج والبدء في حوار وطني لإيجاد الحلول المناسبة لتعود ثقتنا في حكومتنا كما كانت في زمن حكومات وصفي وهزاع وَعَبَد الحميد شرف ، نتمنى لحكومتنا الجديدة التوفيق والنجاح ومن جهتنا لن نستعجل الحكم عليها، سننتظر ونراقب بحذر ونأمل منها إتخاذ قرارات سريعة وجريئة لمعالجة الأولويات، وخلاف ذلك فان من خرجوا ورفعوا شعار إسقاط الحكومة السابقة لن يترددوا بالخروج مرة اخرى اذا وجدوا ان هذه الحكومة لم تلب طموحاتهم وامالهم. //