صفقة العصر بين عباس وحماس …!!!
زاوية سناء فارس شرعان
شهدت السنوات الأخيرة المزيد من التنافس بين السلطة الفلسطينية وحركة حماس باتجاه تصعيد النضال لتحرير فلسطين.
حماس كانت ولا تزال تسعى لاعتماد المقاومة اسلوبا للتحرير واقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس … اما عباس فكان يتجه نحو الحلول السلمية والقبول بالفتات الذي تقذف به اسرائيل في وجهه ما جعل المجتمع الدولي يعتبره بان لا بديل له في الوسط الفلسطيني لا سيما وانه يرفض المقاومة ويرفض الانتفاضة ويرفض استخدام السلاح ضد الاسرائيلين.
واخير وصل به الحال لدرجة المشاركة في فرض الحصار على غزة مع اسرائيل والولايات المتحدة لخنق الشعب الفلسطيني في القطاع والاجهاز عليه … وبلغت به الوقاحة ان دفع عملاءه في غزة الى اقامة التظاهرات والاحتفالات دعما للرئيس ما حدا بحركة حماس الى ضرب المشاركين في هذه المظاهرات وفضها بالقوة .
التنافس على أشده بين عباس وحماس في اقناع الرأي العام الفلسطيني بمسيرة التحرير والعودة … عباس يريدها جاهزة من غير شوك (مقشرة) يتسلم دولة فلسطينية وهو نائم بلا اي جهد او حركة وحماس تريدها من خلال المزيد من الانتفاضات كما حدث في انتفاضة ١٩٨٧ وانتفاضة الاقصى عام ٢٠٠٠ وانتفاضة الاقصى الثانية العام الماضي، في حين يرفض عباس قيام اي انتفاضة على الارض الفلسطينية.
التنافس الآن يسبق صفقة العصر التي يزمع ترامب ونتنياهو تنفيذها بالتعاون والتنسيق مع بعض الزعماء العرب من خلال التنازل عن القدس لاسرائيل واعتبارها عاصمة للكيان الصهيوني واقامة دويلة هزيلة في غزة تمتد على جزء من الاراضي المصرية وقيام تطبيع عربي اسرائيلي على نطاق واسع يشمل الاقتصاد السياحة والزراعة والعلوم والتكنولوجيا والاكتشافات البترولية والتعاون على تسويق هذه المنتجات.
الآن هناك وفد امريكي اسرائيلي يضع اللمسات الأخيرة لسيناريو صفقة القرن بالتنسيق مع اطراف عربية فيما ترفض حركة حماس ومنظمات المقاومة الاسلامية هذا المشروع رفضا قاطعا وتهدد باشعال المنطقة في حال تنفيذه … اما عباس فيرفض على استحياء دون ان يبدي اي مقاومة او رد رفض فاعل له بغية اسقاطه.
عباس يتذرع بالمظاهرة التي اقامها اتباعه في قطاع غزة تأييدا له ودعما لجهوده في التخلي عن فلسطين وتمكين الصهاينة منها مدعيا ان حركة حماس تفتعل المشاكل في قطاع غزة لمنع اتباعه من القيام بالمظاهرات والمسيرات المؤيدة وكأن هذه المسيرات او المظاهرات تصب في المصلحة الفلسطينية العليا في حين انها لا تخدم سوى الصهيونية وجماعة عباس.
لا يهم عباس الا شيء واحد هو تمسكه بالسلطة رغم ارادة الشعب الفلسطيني رغم ان ولايته انتهت منذ عشر سنوات ويسعى جاهدا للتشبث بالسلطة والتمسك بها الى الأبد دون وازع من ضمير او خلق او احساس وطني … فقد استمرأ السلطة والتمتع بالمال والقصور على حساب الشعب الفلسطيني الذي يعيش تحت الكفاف، فيما يتعاون مع الاحتلال الصهيوني لقمع ارادة هذا الشعب في الحرية والكرامة وانتزاع حقوقه الوطنية المشروعة بما فيها اقامة دولته المستقلة على ترابه الوطني وعاصمتها القدس التي تحدق بها المؤمرات الصهيونية والامريكية ومن كل حدب وصوب.
عباس يتذرع بالشرعية وهو منها براء فقد فقد شرعيته كممثل منتخب للشعب الفلسيني منذ سنوات وفازت حركة حماس في الانتخابات في الضفة والقطاع الا انه تأمر عليها حتى لا تقصيه من السلطة وها هو يحاول جاهدا التآمر على قيادتها واسقاط روح المقامة من الحركات الاسلامية واضفاء جذوتها لدى هذه الحركات من خلال التآمر الصريح والعلني عليها…!!!