معركة الحُديدة "بداية نهاية" الحوثيين أم "تخيلات" في ذهن التحالف ؟!

 

عواصم ووكالات – الانباط - مامون العمري

 

    مرحلة جديدة في تحرير اليمن، تبدو  مرحلة بداية النهاية ، هكذا يبدو المشهد  اليمني المتصدر اعلاميا وعالميا ،  في ظل  قراءات ميدانية  عن عدم قدرة الحوثيين على الصمود والمقاومة،  الانباط  في  متابعة المشهد اليوم أن استعادة المدينة الاستراتيجية وحرمان الحوثيين من أهم مصادر تمويلهم وتسليحهم سيدفعهم دفعاً إلى طاولة المفاوضات، وما لم تحققه الأمم المتحدة من صمتها الطويل سيحققه العمل العسكري بعد أن طال انتظاره.

ويعد ميناء الحديدة ثاني أكبر الموانئ في اليمن بعد ميناء عدن ويقع على ساحل البحر الأحمر غرب اليمن ويحتل موقعا استراتيجيا لقربه من خطوط الملاحة العالمية.

ويحتوي على 8 أرصفة، بطول إجمالي يتجاوز 1461 مترا، بالإضافة إلى رصيفين آخرين بطول 250 مترا في حوض الميناء، تم تخصيصهما لتفريغ ناقلات النفط.

ويبلغ طول الممر الملاحي في الميناء أكثر من 10 أميال بحرية ويبلغ عرضه قرابة 200 متر، فيما يصل عمقه إلى 10 أمتار.

ويستطيع الميناء استقبال سفن بحمولة 31 ألف طن كحد أقصى، كما يوجد في الميناء 12 مستودعا لتخزين البضائع المختلفة ويمتلك 15 لنشا بحريا بمواصفات ومقاييس مختلفة لغرض الإنقاذ البحري والقطر والإرشاد والمناورات البحرية.

منذ انطلاق العملية العسكرية للتحالف العربي في اليمن تعرض ميناء الحديدة للاستهداف، بغية تطويق نشاط الانقلابيين هناك، وفرضت قوات التحالف تأمينا شاملا على الميناء، بما يجعله تحت المراقبة المباشرة للسفن الواردة إليه، منعا لتدفق السلاح والعتاد للمليشيا الانقلابية.

وكان الحديث عن التدخل العسكري المباشر في الميناء من قبل التحالف العربي مستبعدا إلى حد ما، وفضلت قيادة التحالف التعامل معه بحذر شديد، حرصا على عدم إعاقة وصول المساعدات الإنسانية والبضائع التجارية التي يحتاجها السكان في اليمن.

وعملت قوات التحالف على تطويق الميناء من الشمال والجنوب، من خلال تحرير ميناء ميدي في شمال الحديدة، والمخا في جنوبها، وضيقت الخناق على المليشيا التي لم يعد في يدها سوى ميناء الحديدة.

مصادر صحفية تحدثت عن خطة قدمت للرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما العام الماضي تتضمّن الهجوم على الميناء والمدينة القريبة منه، وإخراج الحوثيين وحلفائهم من منطقة الشاطئ، وبالتالي منعهم من تهديد الملاحة في البحر الأحمر، ومنعهم أيضاً من تلقّي مساعدات عسكرية من إيران أو تهريب عناصر من الحرس الثوري الإيراني وعناصر من حزب الله إلى منطقة سيطرة الحوثيين وصالح.

لكن الإدارة الأمريكية حينذاك رفضت الخطة، واعتبرت أنها تعني الانخراط المباشر للجنود الأمريكيين في اليمن، مفضلة الحلول السياسية مع مليشيا الحوثي والمخلوع صالح.

 ومع وصول إدارة دونالد ترامب تغيّرت الكثير من المقاربات، فالرئيس الحالي ينظر للأمر في سياق مختلف عن سلفه أوباما، وتتطابق رؤاه مع رؤية دول مجلس التعاون الخليجي، في النظر لإيران كداعم مالي وعسكري للمليشيا الانقلابية، وهو ما يهدد أمن الملاحة في المياه الدولية.

رويترز كشفت أيضا عن طلب وزير الدفاع الأمريكي جيم ماتيس من البيت الأبيض تقديم الدعم الواسع للتحالف العربي في اليمن، معتبرة أن الدعم الأمريكي المقترح قد يسمح للولايات المتحدة بالمساعدة في حملة على مدينة الحديدة الساحلية وتحريرها من سيطرة الحوثيين.

قائد القوات الأميركية في الشرق الأوسط الجنرال جوزيف فوتيل، أكد أن لدى المتمردين الحوثيين في اليمن قدرات عسكرية متطورة بمساعدة من إيران تهدد حرية الملاحة في مضيق باب المندب الإستراتيجي.

الجنرال فوتل أوضح أن الحوثيين "وعلى غرار مضيق هرمز، نشروا بدعم من إيران صواريخ للدفاع عن الساحل، ومنظومة رادارات، فضلاً عن ألغام وقوارب متفجرات تم جلبها من مضيق هرمز".

وتابع أمام لجنة القوات المسلحة في مجلس النواب الأميركي أن هذه القدرات "تهدد التجارة، والسفن، وعملياتنا العسكرية في المنطقة".

 صحيفة الغارديان مقالا كتبه محرر الشؤون الديبلوماسية في الصحيفة، باتريك وينتور، يتناول أحدث التطورات في ملف المعارك الجارية في ميناء الحديدة في اليمن.

ويقول وينتور إن آمال الأمم المتحدة في بدء مفاوضات لوقف إطلاق النار هناك يبدو أنها ستذهب أدراج الرياح بعد ما يرى أنه تشدد في الموقف السعودي.

وقد أكد التحالف الدولي، الذي تقوده السعودية ويدعم حكومة عبد ربه منصور هادي، للوسطاء أنه لن يقبل إلا باستسلام غير مشروط للحوثيين وانسحابهم كليا من المنطقة المحيطة بالميناء.

ويوضح وينتور أن التشدد في موقف التحالف ينبع من الإمارات، إذ ينقل عن وزير الخارجية الإماراتي، أنور قرقاش، قوله للصحفيين "لا يمكن القبول بأي شرط ولو كان المتمردون يرغبون في وضع شروط لفكروا في ذلك قبل عام، أما الآن فلا يوجد وقت للتفاوض".

ويضيف وينتور أن المبعوث الخاص للأمم المتحدة، مارتن غريفيث، بحث في اليمن عن اتفاق لنقل ميناء الحديدة الذي تُحكم عليه الميليشيات الحوثية حاليا قبضتها إلى سيطرة الأمم المتحدة والمنظمات الإغاثية الدولية، بيد أن هذا الاتفاق قد انهار.

ويوضح وينتور أن الميناء يستقبل حاليا اكثر من 80% من مواد الإغاثة التي تصل إلى البلاد، ولذلك يعد استمراره في العمل أمرا ضروريا لسكان اليمن وهو ما يجعل الأمم المتحدة حريصة على عدم توقفه لوقت طويل تجنبا لأي مجاعة.

وطلب مارتن غريفيث، مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن من الحوثيين الانسحاب من ميناء الحديدة على أن تتولى المنظمة الدولية الإشراف على الميناء الاستراتيجي.

وأفادت تقارير بأن قوات التحالف الذي تقوده السعودية شنت غارات جوية على مطار مدينة الحديدة، التي يسيطر عليها الحوثيون وتشهد معارك ضارية منذ أيام عدة.

وذكر المصدر الدولي أن غريفيث وضع خطة تنفيذية تضمن انسحاب الحوثيين من المدينة بأمان ووقف العمليات العسكرية في المدينة بهدف حماية المدنيين من تفاقم الأوضاع الإنسانية في حال استمرت العملية العسكرية هناك.

ويذكر أن أكثر من عشرين مليون يمني يتلقون عبر مناء الحديدة الغذاء والأدوية والوقود.

وأضاف المصدر أن الحوثيين وعدوا بدراسة مقترح المبعوث الأممي بجدية. وأشار إلى أنهم تحدثوا عن اشتراطات مهمة لهم في حال موافقتهم على الانسحاب من الحديدة، من بينها وقف الغارات الجوية التي يشنها التحالف، وإدارة ميناء الحديدة بمعرفة طاقم فني تابع للأمم المتحدة يعمل باستقلالية بعيدا عن ضغوط السعودية والإمارات والولايات المتحدة.

وعبر المصدر عن اعتقاده بوجود "تباينات بين قيادات الحوثيين" بشأن الموقف من مقترح المبعوث الأممي.

وتدعم السعودية هجوم قوات الحكومة اليمنية، المعترف بها دوليا، على المدينة.

وكانت تقارير تحدثت السبت عن أن الحوثيين فقدوا السيطرة على المطار، غير أن الهجمات الأخيرة تناقض تلك التقارير.

وتحتدم المعارك وسط تحذيرات دولية ومحلية من مصير وصف بالكارثي لقرابة 600 ألف نسمة في الحديدة.

وكانت وسائل إعلام سعودية وأخرى تابعة للحوثيين قد أعلنت أن التحالف شن ضربات جوية يوم الأحد على مطار الحديدة لمساندة قوات برية مدعومة من التحالف تسعى لانتزاع السيطرة عليه من المقاتلين الحوثيين.

 وقالت وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) التابعة للحوثيين إن طائرات التحالف نفذت خمس ضربات جوية على الحديدة. كما أفادت قناة "العربية" السعودية بأن ضربات جوية استهدفت المطار.

ويشن التحالف هجوما كبيرا منذ خمسة أيام يمكنه أن يؤدي إلى قطع خطوط الإمداد عن العاصمة اليمنية صنعاء التي يسيطر عليها الحوثيون.

وطوقت قوات برية، من بينها قوات إماراتية وسودانية ويمنية من فصائل مختلفة، المطار الرئيسي يوم السبت، وفقا للجيش اليمني الذي تدعمه قوات التحالف.

وتهدف عمليات قوات التحالف على الأرض، التي تقودها الإمارات، إلى هزيمة الحوثيين في الحديدة.

ويعتمد التحالف في الأساس على الضربات الجوية التي تستهدف الحوثيين، الذين يتمتعون بخبرة كبيرة في حروب المناطق الجبلية.

وخاض الحوثيون، الذين سيطروا على صنعاء في 2014، سلسلة معارك بأسلوب حروب العصابات مع الجيش الوطني اليمني، وحربا قصيرة على الحدود مع السعودية.

وتقول الأمم المتحدة إن الهجوم على الحديدة قد يتسبب في حدوث مجاعة تهدد حياة الملايين. فيما يتأهب الأهالي للأسوأ في ظل زيادة المصاعب الناجمة عن الحرب.

وتتهم السعودية الحوثيين باستخدام الميناء للحصول على أسلحة إيرانية الصنع مهربة إلى اليمن، بما في ذلك صواريخ تستخدم في عمليات تستهدف مدنا سعودية. وينفي كل من الحوثيين وطهران المزاعم السعودية.

كما ينفي الحوثيون كونهم أداة في يد إيران، ويقولون إنهم يقاتلون بغية طرد "المحتلين الأجانب" من اليمن.

كشفت مصادر أمريكية وإماراتية مسؤولية أن الولايات المتحدة رفضت طلبا لتقديم دعم عسكري لعملية الحديدة التي يشنها التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية في اليمن، وذلك رغم التصريحات الأمريكية العلنية الداعمة للعملية.

وقال مسؤول إماراتي رفيع المستوى إن الحكومة الأمريكية رفضت طلبا من التحالف العربي لتقديم دعم استخباراتي بالمراقبة والاستطلاع، كما رفضت تقديم سفينة عسكرية أمريكية للمساعدة في إزالة الألغام البحرية التي زرعها الحوثيون.

وأكد مسؤولون أمريكيون أن الولايات المتحدة تلقت طلبا من التحالف العربي بشأن سفينة إزالة الألغام للمساعدة في تطهير المياه المحيطة بميناء الحديدة من الألغام التي تعرقل سيطرة التحالف على الميناء، كما أكد المسؤولون أن واشنطن رفضت هذا الطلب.

وأوضح المسؤول الإماراتي أن الولايات المتحدة لم تقدم سببا لرفضها، لكنه أعرب عن اعتقاده بأن السبب قد يرجع إلى معارضة من الكونغرس بسبب مخاوف من احتمال سقوط ضحايا مدنيين. وقال إنه رغم رفض طلب الدعم العسكري، قدمت إدارة ترامب الدعم بالتصريحات العلنية والخاصة للعملية. وأضاف المسؤول الإماراتي أن التحالف ينتظر وصول سفينة إزالة ألغام من فرنسا لتطهير المياه حول ميناء الحديدة.

كشفت وزارة الدفاع الفرنسية الجمعة أن باريس تدرس عملية لإزالة الألغام، للسماح بدخول ميناء الحديدة في اليمن عند اكتمال العملية العسكرية التي ينفذها التحالف بقيادة السعودية.

تدرس باريس عملية لإزالة الألغام بهدف إتاحة دخول ميناء الحديدة اليمني بمجرد اكتمال العملية العسكرية التي ينفذها في المدينة التحالف الذي تقوده السعودية، وفق الخارجية الفرنسية.

وأكدت الوزارة أن باريس لا تنفذ في هذه المرحلة أي عمليات عسكرية في منطقة الحديدة، وليست جزءا من التحالف الذي تقوده السعودية الذي بدأ هذا الأسبوع عملية للسيطرة على المدينة.

وكان مسؤول إماراتي قد أبلغ رويترز الخميس بأن فرنسا وافقت على تقديم الدعم في إزالة الألغام للعملية وأن معلومات المخابرات الإماراتية تشير إلى أن الحوثيين، الذين يسيطرون على المدينة، زرعوا ألغاما في الميناء.

بدوره أعرب المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة زيد بن رعد عن قلقه من تداعيات عملية الحديدة على الوضع الإنساني في اليمن.

وقال ابن رعد أمس في كلمة له أمام الدورة 38 لمجلس حقوق الإنسان: نحن قلقون من هجمات التحالف بقيادة السعودية على ميناء الحديدة اليمني ونخشى سقوط عدد كبير من الضحايا جراء هذه الهجمات».

وكان مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية قد حذر من الهجوم على مدينة الحديدة غربي اليمن، حيث إنه يهدد حياة مئات الآلاف من الأشخاص.

بدورها علقت بعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر في 21 نيسان نشاطها في اليمن وسحبت 71 شخصا من موظفيها، إثر اغتيال أحد موظفيها برصاص مسلحين في منطقة الضباب غرب محافظة تعز الواقعة جنوب غربي اليمن.

وكان الجيش واللجان أعلنوا الأحد أسر 160 عنصراً من التحالف في معارك الساحل الغربي، وأكدوا أنهم لا يزالون يسيطرون بالكامل على الحديدة ويفرضون حصاراً على قوات التحالف التي حاولت مهاجمة مناطق متفرقة واستقدمت قوات من تعز ومأرب والجوف وألوية جنوبية وغيرها.

ومن جانبه أكد عضو المجلس السياسي في حركة أنصار الله محمد البخيتي أنّ دول التحالف فشلت في تحقيق أي تقدم في الساحل الغربي، وأنّ قواتها تتكبد خسائر كبيرة، وشدد على أن الجيش واللجان استعادوا المبادرة في المعركة.

هذا وشنّت طائرات التحالف سلسلة غارات جوية على منطقة الفازة الساحلية جنوبي مديرية التحيتا وذلك في محاولة منها لرفع الحصار عن قوات ألوية العمالقة والتي ينتمي جميع أفرادها وقيادتها للمحافظات الجنوبية، غير أن تلك الغارات لم تفلح في فتح طرق الإمداد والإسناد لقوات التحالف السعودي، والتي باتت محاصرة حالياً وفق مصدر عسكري يمني.

إلى ذلك، قُتل العميد السعودي حسين البوخمي وأكثر من 17عنصراً آخرين خلال مواجهات مع الجيش واللجان في مديرية حَيْس جنوب شرق محافظة الحديدة، فيما استهدفت مقاتلات التحالف بغارات جوية منطقة الجبانة في مديرية الحالي، وطالت غارات أخرى منطقة الشبكة في مديرية الصليف شمالي مدينة الحُديْدة الساحلية غرب اليمن.

وإلى محافظة تعز جنوب البلاد، تجددت المواجهات بين قوات الرئيس عبدربه منصور هادي والتحالف من جهة وقوات الجيش واللجان من جهة ثانية في منطقة حِمْيّر بمديرية مَقْبَنَة في الريف الغربي للمحافظة.

وفي محافظة البيضاء وسط اليمن، قُتل وجرح العديد من قوات هادي إثر إحباط الجيش واللجان محاولة زحفهم في مديرية ناطِع شرقي المحافظة، ووفق مصدر عسكري يمني فإن قوات هادي حاولت الزحف بدعم مكثف من طائرات التحالف من دون أن تتمكن من التقدم باتجاه مواقع الجيش واللجان.

كما قتل القيادي الميداني في قوات الرئيس هادي العقيد الركن عبده حيدر، قائد كتيبة المهام الخاصة باللواء 203 ميكا، و3 عناصر آخرين خلال مواجهات مع الجيش واللجان في مديرية صِرواح محافظة شمال شرق اليمن.

وعند الحدود اليمنية السعودية المشتركة، أعلنت وسائل إعلام سعودية مقتل 5 جنود سعوديين في مواجهات مع الجيش واللجان في الحد الجنوبي أمس. هذا وأطلق الجيش واللجان صاروخاً من نوع «زلزال2» وصلية من صواريخ الكاتيوشا وقذائف المدفعية على تجمعات للجيش السعودي وقوات هادي قبالة منفذ علب الحدودي بعسير السعودية. كما قصفوا مواقع قوات التحالف في منطقة الجمارك وصحراء البُقْع الحدودية بين نجران السعودية وصعدة اليمنية.

في المقابل استهدفت مقاتلات التحالف بـ15غارة منطقة المَزّرق في مديرية حرض الحدودية بمحافظة حجة غرب اليمن.

 

ميناء الحديدة.. سكين إيرانية تمزق قلب اليمن

 

احتلال المليشيات الحوثية الانقلابية الموالية لملالي طهران على مدينة الحديدة في عام 2014 تسبب في حرمان الشعب اليمني في المدن التي تحتلها المليشيات من المساعدات الإنسانية، كما أن المليشيات استخدمت الميناء كشريان استراتيجي في تهريب السلاح والصواريخ الباليستية وتقنيات الصواريخ والخبراء والتمويل من الحرس الثوري الإيراني.

مليشيات الحوثي وعبر ميناء الحديدة هددت كذلك الملاحة الدولية في باب المندب وقناة السويس وعرقلت الحركة البحرية، حتى إن سفن مدنية من جنسيات عدة تعرضت إلى اعتداءات إرهابية حوثية.

وقد رفضت المليشيات الانقلابية كل الحلول الممكنة، وأهمها وضع المدينة تحت إشراف الأمم المتحدة، لتسهيل تدفق إمدادات الإغاثة للشعب اليمني، كما منعت دخول عشرات السفن المحملة بالمساعدات الإنسانية، وآخرها احتجاز 19 سفينة في نيسان الماضي، كما صادرت المعونات الإغاثية ونهبتها وحرمت ملايين اليمنيين منها.

لذا قد بات من الضروري لحسم المعركة في اليمن سواء عسكريا أو سياسيا، أن تقوم قوات الشرعية في اليمن بتحرير مدينة الحديدة الاستراتيجية والميناء التابع لها لأنه أصبح الرئة التي تتنفس بها تلك المليشيات الإرهابية، وكذلك فإن هذا التحرير سيفتح الباب أمام تدفق إمدادات الإغاثة من المنظمات الدولية ودول التحالف العربي خصوصا أن الميناء شريان الحياة لـ 8 مليون يمني، وسيجبر ميليشيات الحوثي الإيرانية على الامتثال لقرار مجلس الأمن، الذي اتخذ تحت الفصل السابع في أبريل عام 2015.

 

تقدم استراتيجي

 

ومع رفض مليشيا عبدالملك الحوثي لكل الحلول، أطلقت قوات المقاومة المشتركة بدعم من التحالف العربي في 14 آيار الماضي عملية عسكرية واسعة ضد الحوثيين، باتجاه مدينة الحديدة

وخلال الأيام الماضية، استعادت القوات اليمنية السيطرة على مناطق ومواقع استراتيجية في الساحل الغربي للبلاد، من بينها مواقع عسكرية، بالإضافة إلى مواقع في محافظة تعز، وكان آخر هذه الانتصارات تحرير منطقة "الجاح" بمديرية "بيت افقيه "جنوبي محافظة الحديدة(غرب)، ومقتل 50 مسلحًا حوثيًا خلال معارك شهدتها المنطقة.

 

بوابة دخول صنعاء

 

أما الباحث اليمني المختص في النزاعات المسلحة علي الذهب فقال إنه إذا نجحت الحكومة الشرعية والتحالف في السيطرة الفعلية على الحديدة، فسيعني ذلك تحوّلا جوهريا في موازين القوى على الأرض لصالح الشرعية وتجريد الحوثيين من آخر ورقة ضغط على التحالف لحمله على الرضوخ لشروطهم في أي حل مستقبلي للأزمة.

وصرح بأن معركة استعادة الحديدة ستكون منعطفا هاما في مسار الحرب، إذ إن خسارة الحوثيين لها يعني انتقال الثقل الذي تمثله المدينة إلى طرف الصراع الآخر. وهو يرى أن الحديدة كانت تاريخيا بوابة دخول صنعاء، وأنه سينتج عن السيطرة عليها تداعيات عسكرية وسياسية واقتصادية.