" أسماء النواب الجدد "

" أسماء النواب الجدد "

 

حنان المصري

 

 

 

لأول مرة نعهد سخطا عاما وعفويا على مجلس النواب على المستوى الشعبي والإعلامي والنقابي وأيضا على المستوى الرسمي ،،

فحالة الخذلان التي يشعر بها اليوم الناخبون الذين شاركوا بالعملية الإنتخابية إيمانا منهم بقيمة المشاركة السياسية والديمقراطية وحرية الإختيار لمن يمثلهم في البرلمان لكي يتبنى قضاياهم العامة وشؤونهم بالتشريع والقانون بشكل حضاري ،، فكانت خيبتهم بحجم تلك القبة التي شهدت عدة حالات من المشادات اللفظية والتلاسن والمناوشات بالأيدي وخلافه !!

باعتقادي أن هذا السخط المباشر مؤشر إيجابي تكون نتيجة سياسة الإستخفاف بالعقول التي  انتهجها بعض النواب في المجلس والتي تجلت بأوضح صورها مؤخرا بمحاولتهم ركوب الموجة الشعبية الداعية لتغيير النهج وليس فقط تغيير الأشخاص ، بالتصريحات الإعلامية على مواقع التواصل الإجتماعي وعلى المنابر الإخبارية الإلكترونية

تغطية للفشل الذريع في ادارة الأزمات وتوجيه الرأي الجمعي كونهم نوابا منتخبين من قبل الشعب ويمثلونه !!

فضلا عن سوء الأداء تحت القبة ونهج الإستعلاء والعنجهية المرفوض بشكل قاطع ،، فهذا هو صميم "شغل المواطن" أن يقول ما يجول بخاطره ويقابل بالإحترام والإحتواء لا بالزجر !!

هذا الوعي الذي أدى بالنتيجة الحتمية إلى  تفويت الفرصة على كل من حاول التسلق والظهور كبطل وتصدر صورة الحدث متأخرا ، سواء بالتصريحات أو بالمشاركة الفردية غير المجدية لبعض النواب ،،

وهنا علينا أن نعي تماما اننا لن نتقدم خطوة واحدة في هذا المجال إلا إذا وصلنا إلى مرحلة ما من النضج السياسي الكافي لتجاوز مفهوم القرابة والعشيرة  كدافع أساسي للإنتخاب مع جل الإحترام لكافة العشائر ، وتجاوز مفهوم نائب الخدمات ، وتكون الكفاءة والإنتماء والإنحياز للوطن ، والثورة على المتنفذين والمستفيدين مقتنصي الفرص الاستثمارية والمشاريع ممن لا يمثلون إلا أنفسهم .

الى جانب ضرورة الفهم العميق لمفهوم النيابة الرقابي التشريعي وفهم القوانين وتعديلاتها المطلوبة لتعزيز دولة القانون والمؤسسات وليس دولة المقاولات والأشخاص والمتنفذين !!

علينا جميعا دعم جهود جلالة الملك الحثيثة للخروج من الأزمة الإقتصادية التي حلت بنا تراكميا ، والبناء على الإنجاز ، وتعزيز مفهوم المواطنة الصالحة لدى الشباب الذين سيحملون راية المستقبل من أولويات العمل السياسي النقابي والاجتماعي في هذه المرحلة الحرجة للوصول إلى بر الأمان ،،

ومن هذا المنبر أدعو كل من شاركوا بالحراك السلمي مؤخرا بدءا من الدوار الرابع وصولا إلى المحافظات والمدن والضواحي للإستعداد ليكون منهم نواب الوطن للبرلمان المقبل  ممثلين حقيقيين للشعب ، عنوان المرحلة القادمة ، النهج الجديد الذي صدحت به حناجرهم وحناجرنا في نشيد واحد (موطني .. موطني) ،،

لقد فقدنا الثقة تماما بأصحاب البدلات الفاخرة والماركات العالمية وربطات العنق الملونة ،، نريد أولئك الذين طالت حناجرهم عنان السماء ، هتفوا للوطن ولم يزاودوا عليه ،أقاموا الصلاة  وتناولوا افطارهم وامتزجوا  مع النشامى رجال الدرك في صورة وطنية فريدة ولا أبهى ،،

أما نوابنا الاكارم الحاليون عليهم التخلي عن امتيازاتهم وسياراتهم وبدلاتهم وسفراتهم ومياوماتهم مقابل خدمة وطنهم ولو لشهر .. فهل يستطيعون؟؟//