"الاتحاد الأوروبي": سندعم الأردن بكل ما نملك من وسائل

الصفدي وبيرت يبحثان العلاقات الأردنية البريطانية والتقى موغريني

 "الاتحاد الأوروبي": سندعم الأردن بكل ما نملك من وسائل

"الدولتين" حل وحيد للصراع الإسرائيلي - الفلسطيني

موغريني: الأردن خير شريك للاتحاد الأوروبي الذي سيستمر في الوقوف معه ويدعم مسيرته الاقتصادية والتنموية

دور الاردن في المنطقة مهم جداً ويقوم به بكل حكمة وتوازن

 

عمان – بترا

 

أجرى وزير الخارجية وشؤون المغتربين في حكومة تصريف الأعمال أيمن الصفدي أمس محادثات مع الممثل الأعلى للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية للاتحاد الاوروبي فيدريكا موغريني ركزت على سبل تعزيز التعاون والتنسيق بين المملكة والاتحاد الأوروبي والتطورات الإقليمية، خصوصا تلك المرتبطة بالقضية الفلسطينية والأزمة السورية.

وأكد الصفدي وموغريني عمق الشراكة التي تربط الأردن والاتحاد والحرص على إيجاد آفاق أوسع لتعزيز علاقاتهما الإقتصادية والتجارية والتنموية، كما أكدا استمرار تنسيق الجهود لحل الأزمات الإقليمية وتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة.

وفي مؤتمر صحافي مشترك، شددت موغريني على تثمين الاتحاد الأوروبي للدور الرئيس للمملكة في تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة، وقالت إن الأردن خير شريك للاتحاد الأوروبي الذي سيستمر في الوقوف معه ويدعم مسيرته الاقتصادية والتنموية، مضيفة أن "دور الاردن في المنطقة مهم جداً ويقوم به بكل حكمة وتوازن، وسنقوم بدعمه بكل ما نملك من وسائل"،مبينة ان الاتحاد يدرس تقديم قرض ميسر بقيمة 100 مليون يورو للمملكة.

واضافت أن هذه الزيارة تأتي اليوم في إطار الدعم المباشر على أرض الواقع وتعميق شراكة الإتحاد مع الأردن.

وأعلنت موغريني استمرار تقديم الاتحاد الأوروبي المساعدات الإقتصادية للمملكة والحفاظ على مستويات الدعم الاقتصادي للأعوام السابقة.

وأشارت إلى جهوز اتفاقية يقدم الاتحاد الأوروبي وفقها مساعدات بقيمة 20 مليون يورو لدعم مشاريع حماية مجتمعية، كما أعلنت عن إحراز تقدم في محادثات تعديل اتفاقية قواعد المنشأ وتوقعت إتمامها خلال أسابيع.

واشارت إلى أن تقديم القروض الميسرة إلى الأردن مرتبط ايضا بتحقيق إصلاحات اقتصادية وضريبية يقرر الأردن طبيعتها وكيفية إنجازها، كما أضافت "أن دعم الاتحاد الأوروبي للمملكة ليس منة ولكنه استثمار في مستقبل المنطقة".

وشكر الصفدي للاتحاد الأوروبي دعمه المستمر للأردن الذي قال إنه ملتزم بتحقيق الإصلاحات الإقتصادية التي تزيد من إنتاجية الإقتصاد الوطني فاعليته في انتاج فرص العمل ورفع جاذبيته الإستثمارية.

وثمن الصفدي مواقف موغريني إزاء المملكة ودورها وأكد أهمية مواقف الإتحاد الداعمة للحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني الشقيق.

وأشار الصفدي إلى أن لقاءه مع موغريني بنى على المحادثات الإيجابية التي كان أجراها جلالة الملك عبدالله الثاني معها خلال استقباله لها أمس، مشيرا إلى أن المحادثات عكست تلاقي الرؤى حول مركزية القضية الفلسطينية التي يجب حلها على اساس حل الدولتين وحول حتمية التوصل لحل سياسي للأزمة السورية.

واتفق الصفدي وموغريني على ضرورة تكاتف الجهود لكسر الجمود في العملية السلمية والتقدم نحو حل الدولتين الذي يضمن قيام الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية على خطوط الرابع من حزيران 1967 سبيلاً وحيداً لإنهاء الصراع.

وأكدت على موقف الاتحاد الأوروبي الذي يعتبر القدس عاصمة لدولتين.

كما شدد وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال والممثل الأعلى للسياسة الخارجية الأوروبية على أهمية استمرار الدعم للوكالة الدولية لإغاثة وتشغيل اللاجئين (الأونروا). وقالت موغريني أن "الاتحاد الاوروبي كأكبر مانح للاونروا يعمل من أجل استمرار الأونروا في عملها لمساعدة اللاجئين الفلسطينيين" ودعت الدول المانحة الى زيادة مساهماتها للاونروا أو الحفاظ على مستوى مساهماتها على أقل تقدير.

واتفق الصفدي وموغريني علىى ضرورة استمرار تقديم المساعدات الدولية للاجئين السوريين والدول المستضيفة لهم، وحذر الصفدي من تبعات تناقص هذه المساعدات أو توقفها على قدرة الدول المستضيفة تقديم الخدمات الحيوية للاجئين.

و شدد الصفدي على أن لا حل عسكريا للأزمة السورية وعلى أنه لا بد للعمل على التوصل لحل سياسي لحقن الدم السوري والحؤول دون المزيد من الدمار.

وقال إن هناك التزام أردني أميركي روسي بالحفاظ على منطقة خفض التصعيد في الجنوب الغربي لسوريا، لافتا إلى أن لا أحد سيستفيد من العنف إن تفجر في المنطقة التي شكل التوافق عليها خطوة نحو حل سياسي شامل وفق القرار 2254 وبما يحفظ وحدة سوريا وتماسكها.

وقال في رد على سؤال إن الأردن على تواصل مع الولايات المتحدة وروسيا والكل متفق على الحفاظ على الاتفاق وزاد إن الأردن يراقب المستجدات في الجنوب وقادر على حماية مصالحه وأمنه الوطني. وان "الصراع لن يحسم إلا سياسيا ومن هنا نرى أن منطقة خفض التصعيد ضرورة وخطوة مهمة اتجاه الحل السياسي".

وأكدت موغريني أن الاردن والاتحاد الاوروبي يشتركان في وجهات النظر تجاه الأزمة السورية ووجود "حاجة الى حل سياسي وفقا لقرارات مجلس الأمن لتكون الاطار الحاكم للمفاوضات" وأن الاتحاد الاوروبي " مهتم بدعم مناطق خفض التصعيد" .

وثمنت موغريني دور الأردن في استضافة اللاجئين السوريين، وأكدت على ضرورة استمرار تقديم الدعم اللازم لتلبية احتياجاتهم.

وكان الصفدي وموغريني أيضا بحثا التعاون في مكافحة التطرف والإرهاب. واشادت موغريني بالدور الهام الذي يقوم به الأردن في مكافحة التطرف وتكريس ثقافة الاعتدال واحترام الآخر. وقالت "نحن نثمن ونقدر الموقف الاردني والنهج الأردني فيما يتعلق بجهود مكافحة التطرف والارهاب".

وفي المؤتمر الصحافي ثمن الصفدي مبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز الدعوة لمؤتمر يجمع قادة دول الامارات العربية المتحدة والكويت في مكة اليوم لبحث تقديم الدعم للمملكة. وقال في رد على سوال"نحن نثمن عاليا مبادرة خادم الحرمين الشريفين بالدعوة إلى هذه القمة لبحث سبل دعم الأردن في مواجهة الظروف والتحديات الإقتصادية الصعبة، فنحن ننظر إلى مبادرة خادم الحرمين الشريفين كمبادرة طيبة، فالعلاقات الأردنية السعودية علاقات تاريخية متميزة والإخوة في السعودية طالما وقفوا إلى جانب الأردن وكذلك الحال بالنسبة لأشقائنا في بقية دول الخليج العربي".

وفي سياق متصل بحث وزير الخارجية وشؤون المغتربين في حكومة تصريف الأعمال أيمن الصفدي صباح اليوم الأحد مع وزير الدولة البريطاني للتنمية الدولية ووزير الدولة لشؤون الشرق الأوسط أليستر بيرت، العلاقات الأردنية البريطانية وأكدا تميز هذه العلاقات وحرص البلدين تطويرها وتعزيزها في جميع المجالات, خصوصا الاقتصادية والتجارية والدفاعية.

واستعرض الوزيران خلال اجتماع في وزارة الخارجية المستجدات الإقليمية، خصوصا تلك المرتبطة بالقضية الفلسطينية والأزمة السورية، وأكدا ضرورة تكثيف الجهود المستهدفة إيجاد حلول سياسية لأزمات المنطقة.

وأكد الوزيران أهمية رفع المعاناة عن قطاع غزة، وشددا على ضرورة إيصال المساعدات المعيشية والطبية والإنسانية لسكان القطاع.

واتفقا على أن حل الأزمة في القطاع سياسي يكون عبر حل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي على أساس حل الدولتين.

وبحث الوزيران الأزمة المالية التي تواجهها وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) واعتبرا الاستمرار في تقديم الدعم الدولي للوكالة ضرورة يجب تلبيتها. وثمن الصفدي الدعم البريطاني للوكالة.

ووضع الصفدي الوزير البريطاني بصورة رؤى المملكة وسياساتها إزاء التحديات الإقليمية والجهود التي يقودها جلالة الملك عبدالله الثاني لتكريس الأمن والاستقرار وتحقيق السلام الشامل. واتفق الصفدي وبيرت على إدامة التواصل بما يحقق التقدم الذي يسعى إليه البلدان في العلاقات الثنائية ويفضي إلى تنسيق أعمق إزاء جهود حل الازمات الإقليمية.