كلمات صامتة
ايمان فاروق
لم أمسك قلماً منذ وقت طويل، وعندما سألوني لماذا توقفتِ أجبت لم يتبق لدي كلمات للتعبير، أشعر وكأنها انتهت من الوجود وعن ما يحدث. ماذا أكتب ؟
هل أكتب عن أقصى تبكي بصمت دون حتى أن تسمع اخوتها صوتها؟ عن أقصى خُذلت ممّن اعتقدت بأنهم أحياء وهم أموات القلب والضمير؟ عن أطفال أصبحوا رجالاً بسبب الظروف والحياة الصعبة ؟ أو عن غزة التي أصبحت شيئا مملا بالنسبة للعرب وأصبح من الطبيعي أن تبكي وتعاني وتنزف دماً لا يتوقف ويسكنها نهراً من الدم؟ او اكتب عن مجاعات وشهداء في مختلف الأوطان وقلوب تنفطر ألماً؟ أو عن شهر عبادة لم يعد يحترمه البعض ويعتقدون أنه صيام الأكل والشرب وهو صيام بالأدب والأخلاق والعبادة لأنني أرى الكثير يتذمر منه وقد نسوا بأن الله غني عن العالمين؟
كم أشتاق لرمضان الطفوله الذي كان شهر خوف من الله ولم يكن شهرا للتسويق والسهرات.
هل اكتب عن سّيدة لا تملك ثمنا لربطة خبز بسبب غلاء المعيشة وفقرها وتكوّم أولادها الصغار حولها دون أي معيل أو مساعدة؟ كلماتي أصبحت وكأنها صامتة لا تنطق، لا تصل ولا تفهم الا للقليل، فلا داعي لأن أكتب ما يراه الجميع ويسمعونه وكأنهم أصبحوا صما بكما لا يفهمون..//