مشاهد من المستشفى

 

 د.محمد طالب عبيدات

في المستشفى هنالك مشاهد تختصر قيمة الحياة الدنيا واﻵخرة واﻹيمان واﻹنسان واﻹنسانية والعلم وغيرها:

1. في المستشفى إختصار لمشهد الحياة ففي أحد اﻷجنحة فرح لولادة طفل وفي الجناح اﻵخر حزن لكهل يحتضر.

2. في المستشفى تتجلى أسمى معاني اﻹنسانية من طبيب أو ممرض أو أي عامل في الفرق الطبية وما أكثرهم، وهم بحاجة لتعزيز وحوافز، وبالمقابل هنالك بعض التقاعس من البعض لعدم القيام بواجباتهم وهم قلة وسيندمون والحمد لله تعالى، والواجب مساءلتهم.

3. في المستشفى يرسخ اﻹيمان المطلق حيث حقائق الحياة وقيمتها في الميزان، فهي لا تستحق جناح بعوضة، اﻹنسان يفارق الحياة الدنيا بأي لحظة.

4. في المستشفى تتجلى قيم رضا الوالدين واﻷبوة واﻷمومة والمحبة بين الناس وغيرها، فالكل مشغول وفق مناسبة حضوره إليها.

5. في المستشفى دروس كثيرة لمشاهد عديدة لمن طغى وتجبّر، فذلك لا يستطيع التنفّس وهذا لا يستطيع الوقوف وتلك مقطوعة الرجل وهذه فاقدة البصر، وطفل بلا أم وطفلة تئن، وغيرها من المشاهد المؤلمة والمحزنة والتي تجعلنا نعتبر.

6. في المستشفى نعرف قيمة العلم قبل وبعد دخول الناس إليها وخروجهم بالشفاء، حيث المعالجين بإذن الله تعالى وأدوات العلاج واﻷدوية وغيرها نتاج العلم والمعرفة والبحث العلمي.

7. في المستشفى نعرف قيمة شكر الله تعالى على نعمه، وشكر من يقدمون المساعدة للناس من بعده أطباء وممرضين وصيادلة وفنيي مختبرات ومساعدين وغيرهم.

8. أنصح أصحاب القلوب القاسية بزيارة المستشفيات والمرضى وحالات طبية متعددة عسى أن تلين قلوبهم!

9. من يدخل المستشفى ويزور المرضى ويشاهد تنوع حالات مرضهم يؤمن رغماً عنه ويتعظ بالفطرة ويحزن لا شعورياً ويفيض دمعه دون تحضير ويستذكر الحياة اﻵخرة وما أعددنا لها، ويشاهد الكثير ليبدأ حياته مستقيمة من جديد - إلا إذا كان على قلبه غشاوة-.

بصراحة: في المستشفى تختلط المشاعر بين الحزن والفرح، ونعرف القيمة الحقيقية للدنيا، وهنالك بروفات نهاية الحياة، والمطلوب أن نحب بعضنا ولا ننغّص حياة بعضنا ﻷن الحياة لا تستحق وأن نعد العدة للآخرة، فهلّا فعلنا!