ثلاثية الريال الاوروبية تضع برشلونة في مأزق

 

برشلونة – وكالات

 

مع كل تتويج جديد لريال مدريد بلقب دوري أبطال أوروبا، يزداد الحديث عن غياب برشلونة عن التألق القاري منذ 2015. ورغم وجود أفضل اللاعبين في تشكيل البارسا، فإن الفريق واجه الخروج المخيب المتتالي من ربع نهائي البطولة الذي تكرر 3 مرات على التوالي. وتريد جماهير الفريق الكتالوني، استعادة الهيبة الأوروبية، رغم السيطرة المحلية على لقبي الدوري والكأس في السنوات الأخيرة. عمق التشكيلة لا يملك فريق برشلونة "عمق في تشكيلته الحالية" الذي يعني امتلاك في كل مركز لاعب أفضل من الآخر، بالتحديد دكة احتياط قوية للغاية، مثلما كان يملك ريال مدريد في الموسم الماضي وبعض العناصر الجيدة في المنصرم. هذه الميزة غائبة عن برشلونة في السنوات الأخيرة بسبب سوء إدارة الميركاتو من قبل روبرتو فيرنانديز، المدير الرياضي للنادي الكتالوني الذي أهدى البارسا صفقات ضعيفة مثل اندريه جوميز وياري مينا ولوكاس ديني وتوماس فيرمالين وباكو ألكاسير مقارنة بدكة ريال مدريد على سبيل المثال المتواجد بها لوكاس فاسكيز وماتيو كوفاسيتش وجاريث بيل وناتشو فيرنانديز. غياب قوة الدكة كان واضحا تماما في خسارة برشلونة ضد روما في ربع نهائي البطولة "3-0" في الموسم المنصرم. تغيير الإدارة الرياضية يحتاج برشلونة للتعاقد مع إدارة رياضية جديدة باستبدال روبرتو فيرنانديز باسم أفضل منه في الميركاتو الصيفي، علما بأن عقده ينتهي مع الفريق في يونيو/حزيران المقبل. ولا يملك روبرتو فيرنانديز رؤية ثاقبة في بعض الصفقات التي سعى لقدومها إلى برشلونة كما ذكرنا سابقا بالإضافة إلى عدم وجود كشافين رائعين في البارسا في الفترة الأخيرة يهدون النادي الكتالوني صفقات رخيصة الثمن لكنها ثمينة الموهبة مثلما حدث مع الفرنسي صامويل أومتيتي. تطوير قطاع لاماسيا مع المنافسة الشرسة بين برشلونة وريال مدريد وباقي عمالقة أوروبا، أهمل البارسا ومسؤوليه أكاديمية لاماسيا التي أفرزت مواهب رائعة كان أخرهم سيرجي روبيرتو، الذي يعتبر جوكر الفريق بقدرته على اللعب في خط الوسط والجبهة اليمنى. يحتاج فريق برشلونة إلى ضخ أموال سنوية من أجل تنمية وتطوير أكاديمية "لاماسيا" مثلما يفعل منافسه الملكي الذي استحوذ على كل المواهب في العالم بإنفاق سنوي يقدر بـ50 مليون يورو. غياب المواهب يكشفه الموسم المنصرم حيث لم يسطع لاعبا من صفوف لاماسيا في سماء الليجا التي حسمها البارسا مبكرا في ظل تدهور ريال مدريد. ويتوجب على إدارة برشلونة أن تقف في وجه فالفيردي غير المساند لمواهب البارسا، بالاعتماد على بعض اللاعبين من لاماسيا ومنح لاعب مثل دينيس سواريز المشاركة بصورة أكبر في الموسم المقبل. خط وسط من أسباب سيطرة ريال مدريد على لقب دوري أبطال أوروبا، امتلاكه واحدًا من أفضل خطوط الوسط في العالم، الميزة التي كانت لدى برشلونة في السنوات الماضية قبل رحيل تشافي في 2015 إلى السد القطري وتراجع مستوى سيرجيو بوسكيتس فترة وأندريس إنييستا أيضا الذي غادر لفيسيل كوبه الياباني في الأيام الماضية. وأصبح برشلونة يحتاج لتقوية خط وسطه بأسماء قوية، وخطوة ضم فيليب كوتينيو كانت جيدة في يناير/كانون الثاني الماضي. غير أن النادي في حاجة لثنائي آخر بديل قوي لبوسكيتس مثل جوليان فايجل من بوروسيا دورتموند على سبيل المثال بالإضافة إلى لاعب وسط "عقل مدبر" ليتولي الدور الذي يقوم به لوكا مودريتش وتوني كروس في ريال مدريد. ويبقى كريستيان إريكسن، جوهرة توتنهام الذي يملك بين قدميه جينات البارسا باللعب القصير والتمريرة الصحيح والدقة في كل شيء، مرشحًا لتلك المهمة. عدم الاعتماد على ميسي فقط "إذا غاب ليونيل ميسي غاب برشلونة"، هذه الجملة أصبحت حقيقة في الفترة الماضية لأن البارسا يعانى كثيرا عندما لا يظهر الأرجنتيني الرائع في مباريات تشامبيونزليج. وفي خسارة برشلونة من روما بثلاثية غاب ليونيل ميسي عن التألق، فخرج البارسا من ربع النهائي للعام الثالث على التوالي. ويتوجب على برشلونة التخطيط للعيش دون ميسي وعدم الاعتماد عليه بصورة كلية وإيجاد توليفة رائعة في غيابه مثلما كان يحدث في وجود نيمار الذي سيكون حاضرا إذا نجح البارسا في إبرام الفرنسي انطوان جريزمان في الصيف المقبل من أتلتيكو مدريد.