مليون مستوطن … !!!

  فارس شرعان

 

مليون مستوطن … !!!

 

الاستيطان تحول من اهتمام السلطات الاسرائيلية الى اهتمام المستوطنين ولم يعد حكرا على السلطات من حيث التخطيط له والتنفيذ وتحديد المساحات التي يقوم عليها.

خلال السنوات السابقة اقتصر الاستيطان من حيث التوجيه والتخطيط والتنفيذ على الجهات الحكومية المختصة في الكيان الصهيوني وتحديدا وزارة الدفاع التي تناط بها مهمة انشاء المستوطنات الجديدة وتوسيع المستوطنات القائمة وتحديد شروط البؤر الاستيطانية وتحويل هذه البؤر الى مستوطنات (شرعية) … رغم ان العالم بأسره لا يعترف بشرعية الاستيطان في الاراضي الفلسطينية المحتلة ولا بشرعية المستوطنات في تلك الاراضي.

حتى ان اوربا وامريكا الى حد ما تقاطع المستوطنات الاسرائيلية في الضفة الغربية، كما تقاطع منتجات هذه المستوطنات على صعيد المواد الغذائية والصناعية التي تنتجها باعتبار ان هذه المستوطنات غير شرعية ولا تقوم على أي اساس قانوني باعتبارها تشكل اغتصابا للارض الفلسطينية.

المستوطنات وتبعها في ذلك الطرق الالتفافية الموصلة اليها حيث يحرص الكيان الصهيوني على اقامة طرق خاصة بالمستوطنات لا تمر بالمدن او القرى او المزارع الفلسطينية حتى لا يتعرض المستوطنون لاعتداءات الفلسطينيين من وجهة نظرهم… تشكل مساحة كبيرة من اراضي الضفة الغربية المأهولة بالسكان واشجار الزيتون والاشجار المثمرة الأخرى والخضار والفواكه، ما يجعل من المستوطنات كتلة هائلة من اراضي الضفة.

الكيان الصهيوني كان يقوم بين الفينة والأخرى باقامة منازل استيطانية تقوم على بيوت العرب التي يتم هدمها والاراضي الفلسطينية التي تقام عليها المستوطنات بين فترة واخرى بحيث اصبحت مساحة هذه المستوطنات تعادل ٤٥٪ من مساحة الضفة الغربية، هذا بالاضافة الى مستوطنات القدس والاغوار …

المخطط الجديد الذي يعتمد على المستوطنين وليس على الحكومة يهدف الى اختيار الاراضي الفلسطينية التي ستقام عليها المستوطنات الجديدة بالاضافة الى اختيار المستوطنات القديمة التي سيتم توسيعها واضافة وحدات استيطانية جديدة عليها علاوة على اختيار الاراضي التي ستقام عليها الطرق الالتفافية التي توصل بين المراكز الصهيونية والمستوطنات بعيدا عن المدن والقرى والمزارع الفلسطينية …

طبعا المقصود من التحول في ادارة الاستيطان وزيادة عدد المستوطنين بالاضافة الى زيادة المساحة المقامة عليها المستوطنات … وذلك بعد ان بلغت مساحة المستوطنات في الضفة الغربية ٤٥٪ من مساحتها.

وقد اوضح قادة المستوطنين ان المرحلة الاولى من الاستيطان تتضمن اسكان مليون مستوطن في الضفة الغربية وفي مراحل اخرى زيادة هذا العدد بحيث ربما يصل الى عدد سكان الضفة الغربية التي لن يقل عدد المستوطنين فيها عن نصف عدد سكانها ما عدا القدس التي سيتم تهويدها بالكامل بحيث يحذر على اي عربي او اي شخص غير يهودي الاقامة فيها في اطار مخطط تهويد القدس الذي تعمل عليه سلطات الاحتلال منذ سنوات طويلة وتحديدا بعد عام ١٩٦٧ حيث وقعت الضفة الغربية تحت الاحتلال الصهيوني …

منذ ذلك الحين عمد الكيان الصهيوني الى اتباع خطوتين هامتين الاولى تهويد القدس من خلال الحفريات التي تقوم بها تحت اساسات الاقصى والمناطق المحيطة به بحثا عن الهيكل المزعوم رغم ان هذه الحفريات لم تثبت وجود اي اثر للهيكل المزعوم تحت اساسات المسجد الاقصى او المناطق المحيطة به ويشمل ذلك الحفريات التي قامت بها وزارة الاديان في الكيان الصهيوني او الحفريات التي قامت بها اجهزة الآثار الصهيونية …!!!

اما بالنسبة للارض الفلسطينية فقد عمد الكيان الصهيوني الى زراعة المستوطنات في كافة المناطق وخاصة المناطق المرتفعة على رؤوس وسفوح الجبال والمناطق الغنية بالمياه … !!!