قوات الدرك ,,, رؤية حكيمة من جلالة القائد وتميز إقليمي ودولي
عراقة الماضي وأصالة الحاضر
قوات الدرك ,,, رؤية حكيمة من جلالة القائد وتميز إقليمي ودولي
عمان - الأنباط
نبذة تاريخية :
مع وصول الملك المؤسس عبد الله الأول_ طيب الله ثراه _ وإعلانه تأسيس إمارة شرقي الأردن في العام 1921م , كانت بداية ظهور قوات الدرك وبدأ الانفتاح الأمني لها بعد تشكيل أول حكومة أردنية وسجلت قوات الدرك بداياتها الأولى في إعلاء كلمة الحق وتنفيذ القانون.
وبقيت قوات الدرك مرابطة على حمى الأمن، قائمة بواجباتها، حتى جاء العام 1956 الذي شهد فصل القوة الأمنية عن الجيش، وتأسست مديرية الأمن العام كمؤسسة أمنية مستقلة أنيط بها واجبات حفظ الأمن في المملكة، وابتعد اسم الدرك تدريجيا عن خارطة العمل الأمني في البلاد، إلا من بعض الوثائق التاريخية، والنصوص القانونية التي ظلت شاهدة على عراقة هذه القوة.
قوات الدرك رؤية ثاقبة في عيون القائد :
مع انطلاقة القرن الواحد والعشرين وبرؤية ثاقبة لمستقبل البلاد والمتغيرات الأمنية جاءت التوجيهات الملكية الحكيمة من جلالة القائد الأعلى الملك عبد الله الثاني ابن الحسين _حفظه الله_ بإعادة تشكيل قوات الدرك كمؤسسة أمنية عصرية ذات شخصية اعتبارية مهيكلة بتشكيلات ميدانية وكتائـب تعمل وفق مفاهيم حديثة تتعدى في نطاقها الأبعاد الأمنية التقليدية إلى أبعاد إنسانية واجتماعية وتمت المصادقة على قانون قوات الدرك في 10/7/2008م والذي اصطلح على اعتباره تاريخ إعادة تشكيل قوات الدرك بشكلها العصري والحديث ولتبدأ هذه القوة ممارسة أدوارها الوطنية، في تطور بارز وأكثر عمقاً على خارطة العمل الأمني في الأردن للدفاع عن مصالح الدولة العليا وتعزيز الأجواء الأمنية الملائمة لاحتضان مسيرة النهضة في الأردن الحديث ضمن أعلى المعايير وفي إطار من احترام حقوق الإنسان.
ومنذ إعادة التشكيل سعت قوات الدرك لتحقيق الرؤية المستوحاة من التوجيهات الهاشمية الحكيمة بأن تكون مؤسسة أمنية متميزة على المستوى المحلي والإقليمي والدولي قادرة علـى المساهمة الفعالة في تعزيز الأمن والاستقرار الداخلـــي.
ولأجل ذلك اضطلعت قوات الدرك بـــدور أساسي وفاعل ومؤثر في المحافظة علـــــى الأمن والنظام مــــن خلال تطبيق أفضــل الممارسات بالاعتماد علـــــــى الموارد البشرية والمعرفية المتميزة بمـا يوفر أعلى درجات الأمن والاطمئنان لكـل المواطنين والمقيمين.
كما واستندت قوات الدرك في عملها وتنفيذها لواجباتها إلى مجموعة من القيم الجوهرية والمرتكزات الأساسية المتمثلة بــــ ( احترام حقوق الإنسان, الانتمــــاء والــــــولاء, العمل بروح الفريق الواحد,النزاهـــة والشفافيــة, الاحترافية والتخصص, التميــــز في العمــــل, التكاملية و التشاركية مع الآخرين, التدريــــب المستمر والتغييــــــر والتطوير نـحو الأفضل, و الحنكة في التعامل مع الأزمات).
وتتلخص واجبات قوات الدرك في المحافظة على الأمن والنظام وفرض القانون، وتأمين الحماية اللازمة للهيئات والمؤسسات ذات الأهمية الخاصة وبعض الأشخاص المهمين مع تقديم الإسناد للأجهـزة الأمنية الأخرى والتعامل مع المواقف الأمنية الحساسة مثل إلقاء القبض على الأشخاص الخطيريـن ومكافحة الإرهاب .
مرحلة التحديث والتطوير في قوات الدرك (2015 م - 2020م)
تنفيذاً للتوجيهات الملكية السامية، أطلقت المديرية العامة لقوات الدرك إستراتيجيتها الطموحة للتحديث والتطوير (2015 - 2020 م) والتي ركزت على تعزيز قدرات منتسبي قوات الدرك، عن طريق التأهيل والتدريب النوعي وإعداد القيادات المستقبلية، وتطوير البنى الإدارية، والهياكل التنظيمية، وإعادة دمج بعض الوحدات المتقاربة في الوظائف والأهداف، والتوسع المدروس في الاختصاصات الجغرافية، لمواكبة النمو في المجتمع وتلبية الاحتياجات الأمنية .
القوى البشرية وتأهيلها :
قامت قوات الدرك بفتح المجال أمام الكفاءات الواعدة، والقيادات الشابة، وتم تأهيل العنصر البشري بخطط تدريبية واعية، وتم تزويد العنصر البشري بأحدث الأجهزة والمعدات والأنظمة الأمنية الحديثة , ولضمان تميز أداء الموارد البشرية ، اتخذت قوات الدرك منهجيات التمكين والتأهيل والانضباط للموارد البشرية من خلال خطط ونماذج عمل للتحصين الفكري والتثقيف الأمني والتوجيه المعنوي , وقد توج الانضباط المهني و المسلكي لمرتبات قوات الدرك من خلال الالتزام بمدونة قواعد السلوك وأخلاقيات المهنة المنبثقة موادها من الشريعة الإسلامية والدستور الأردني والقوانين الناظمة لقواعد العمل الأمني.
إستراتيجية التدريب في قوات الدرك :
انتهجت قوات الدرك إستراتيجية تدريبية عصرية تقوم على أساس الوصول بجميع مرتباتها إلى أعلى مستوى من الاحتراف والتميز ، بما ينسجم مع الواجبات المطلوبة والمحتملة، من خلال خطة تدريبية داخلية شاملة ومنفتحة خارجياً على القوات المسلحة والأجهزة الأمنية والدول المتقدمة ذات التجارب الرائدة في هذا المجال .
وتقوم هذه الإستراتيجية على عدد من الخطط والمناهج العلمية والعملية المقترنة بأفضل الأساليب والوسائل الحديثة بما يضمـن بناء المهارات وتعزيز القيم وتغيير السلوك نحو الأمثل، وصولاً إلى تحويل التدريب إلى واقع ملموس يظهر على الأداء في الميدان.
الانفتاح الجغرافي لقوات الدرك:
انفتحت قوات الدرك جغرافياً ضمن مناطق اختصاص تُغطى من قبل قيادات الدرك المنتشرة على أرض المملكة وهي : قيادة درك الشمال، قيادة درك الوسط، قيادة درك الجنوب، مع الاحتفاظ باحتياط أمني استراتيجي، قادر على العمل بمرونة،وبقدرات أمنية عالية المستوى، يتمثل في قيادة درك المهام الخاصة، وقيادة الشرطة الخاصة.
كما عملت قوات الدرك وضمن إستراتيجيتها( 2015-2020م ) على استحداث عدد من التشكيلات الميدانية لتخدم تطلعاتها المستقبلية، وهي قيادة درك العاصمة، قيادة درك الشرق، قيادة درك العقبة، وحدة حماية المنشآت الهامة، ووحدة أمن الملاعب.
دعم الرياضة الأردنية :
ودعماً للرياضة الأردنية وخدمةً للجماهير الرياضية جاء استحداث وحدة أمن الملاعب، وذلك تأكيداً من قوات الدرك على جعل الملاعب صروحاً حضارية , واعتمدت قوات الدرك إستراتيجية داعمة للرياضة الأردنية تقوم على تبني الكفاءات الواعدة والشباب القادر على الانجاز وتوفير الدعم والرعاية لهم , وقدمت قوات الدرك للمؤسسات الرياضية والأندية والمنتخبات الأردنية العديد من اللاعبين المتفوقين في شتى أنواع الرياضات, والذين استطاعوا أن يحققوا أفضل النتائج والمراكز على مختلف المستويات رافعين بذلك راية الوطن خفاقة على منصات التتويج الدولية.
التعاون الدولي للمديرية العامة لقوات الدرك:
إيماناً من قوات الدرك بأهمية تبادل الخبرات، والاطلاع على أفضل الممارسات الدولية، انتهجت قوات الدرك سياسة متوازنة في الانفتاح على كافة الشركاء الإقليميين والدوليين في الدول الصديقة والشقيقة وعززت من التشاركية الدولية مع الأجهزة الأمنية في هذه الدول، وقامت بتوقيع العديد من اتفاقيات التعاون الأمني بالإضافة إلى عقد العديد من المؤتمرات والندوات الأمنية الداخلية والخارجية، وأوفدت العديد من الضباط والأفراد والقادة لتلقي دورات خارجية تساهم في رفد قوات الدرك بكافة الخبرات والمهارات والتجارب والكفاءات الأمنية المرجوة .
ومن أهم الانجازات في هذا المجال إطلاق مشروعي التوأمة مع الاتحاد الأوروبي عامي (2011و2014م)، والانضمام إلى المنظمة الدولية لقوات الشرطة والدرك(FIEP) في عام 2010م، وترؤس هذه المنظمة من قبل المدير العام لقوات الدرك اللواء الركن حسين الحواتمة في العام 2017م وإطلاق البرنامج التدريبي المشترك لمكافحة الإرهاب بين الأردن والولايات المتحدة الأمريكية في مركز الدرك الأردني الإقليمي المتميز لتدريب حفظ النظام2018م.
الدور الإنساني لقوات الدرك:
استجابة لرؤى جلالة القائد الأعلى بضرورة التفاعل الإيجابي مع المجتمعات المحلية، فقد التزمت قوات الدرك بدورٍ أخلاقي وإنساني كبير تجاه المواطنين والمقيمين على أرض المملكة، وقدمت جهوداً استثنائية في مجال الخدمة العامة، وأولت قوات الدرك ذوي الشهداء والمصابين العسكريين والمتقاعدين كل اهتمام، وعملت على متابعة الظروف والأحوال الإنسانية لجميع شرائح المجتمع، ومدت يد العون والمساعدة للأسر العفيفة، والمحتاجين، وأطلقت العديد من حملات التبرع بالدم، وقدم منتسبوا قوات الدرك أدواراً مشرفة في مجال تقديم الخدمة الأمنية في مخيمات اللاجئين، من خلال مرتبات تتمتع بالاحترافية والمهنية والإنسانية.
وإيماناً بالرسالة الإنسانية لقوات الدرك جاءت مشاركة المديرية العامة لقوات الدرك في عمليات حفظ السلام الدولي أكبر شاهد على نبل وسمو هذه الرسالة من خلال إرسال مستشارين ومراقبين دوليين وسرايا شرطة مهيكلة وفرق التدخل السريع لحماية المستضعفين في دول مزقتها الصراعات, وحافظت قوات الدرك على ريادتها لعمليات حفظ السلام الدولي لسنوات متتالية لنشر الأمن والسلام في أرجاء المعمورة ولقد ضرب منتسبو قوات الدرك أروع الأمثلة في الجندية والانضباط، والتحلي بالأخلاق الحميدة في جميع أنحاء العالم .
في ظل راعي المسيرة نحو غد مشرق
بعد مرور عشرة أعوام على إعادة تشكيل قوات الدرك نقف اليوم وكلنا فخر شاهدين على ما تم انجازه من بناء وتحديث اتَّخذ من قوة المعرفة وسيلة ، ومن التوجيهات الملكية السامية خارطة طريق لتواصل اليوم قوات الدرك مسيرتها ، وقد أصبح لهذه المؤسسة الأمنية العريقة في ذاكرة الوطن، والفتية بشكلها الحالي منذ أمر جلالة القائد الأعلى بإعادة تشكيلها، أثراً واضحاً في الحفاظ على الثوابت والمبادئ الوطنية الراسخة، وفق فلسفةٍ أمنيةٍ حديثةٍ، ولتمضي قوات الدرك نحو آفاق الإنجاز، مسجلة حضورها على الساحتين المحلية والدولية، وتغدو شاهداً على نهضة الأردن
الحديث .
وانطلاقاً من إنجازات قوات الدرك التي لا زالت تتعاظم بحمد من الله ، فقد وضعت قوات الدرك إستراتيجيتها المستقبلية للأعوام المقبلة ، والمنبثقة عن الرؤى والتوجيهات الملكية السامية ، في مجال سيادة القانون ، وتطوير الإدارة، وتعزيز منظومة النزاهة والشفافية بما يصب في ضمان أعلى درجات الطمأنينة والسكينة للمجتمع ويكرِّس الأمن الوطني الشامل في جميع النواحي الإنسانية، و الاجتماعية و الاقتصادية ، لتكون مسيرة قوات الدرك _ بإذن الله _ سلسلة متواصلة من الإنجاز ، تحمل في مضامينها مسألة الحفاظ على ما قد تحقق سالفاً والتطلع نحو تحقيق المزيد من النجاح ، في ظل راعي المسيرة وقائدها جلالة القائد الأعلى للقوات المسلحة الأردنية الملك عبد الله الثاني ابن الحسين، حفظه الله.