درعا والحدود الجنوبية مع الاردن الوجهة المقبلة للجيش السوري

تناقلت وسائل إعلام أنباء عن قرب معركة كبرى يحشد لها الجيش السوري في الجنوب بدرعا والقنيطرة ضد الوجود المسلح بعد أن أكمل فرض سيطرته على كامل محيط دمشق والغوطتين.

وذكر موقع 'لبنان 24' نقلا عن مصادر ميدانية مطلعة أن الجيش السوري بدأ استعداداته فعلا لشن عملية عسكرية ضد فصائل المعارضة المسلحة في منطقة درعا، وهي محافظة قريبة من الحدود الأردنية ومحاذية لمحافظة القنيطرة على حدود الجولان السوري المحتل.

وأشارت المصادر إلى أن هذه المعركة تكتسب أهميتها من كونها معركة الحدود الثالثة التي ينوي الجيش السوري خوضها، بعد سيطرته على الحدود مع لبنان والحدود مع العراق، كما أنها تنهي بشكل 'غير قابل للشك أي محاولة إسرائيلية لإنشاء منطقة عازلة في الجنوب'، حسب الموقع اللبناني.

وتضيف المصادر أن السيطرة على محافظة درعا ستؤدي إلى تأمين محافظة دمشق، نظرا لقرب درعا من دمشق، علما بأن أي تطور إقليمي أو ميداني قد يدفع المسلحين المتمركزين هناك إلى مهاجمة الغوطة ودمشق مجددا.

في المقابل أكدت أوساط محلية أن مفاوضات بدأت مؤخرا بين بعض وجهاء العشائر في محافظة درعا والجيش السوري برعاية روسية من أجل تجنيب المحافظة معارك قاسية مثل المعارك التي دارت في ريف دمشق، ما يمهد لانسحاب المسلحين الرافضين للتسوية إلى جرابلس أو إدلب شمال سوريا.

وفي السياق ذاته لم يستبعد السفير الإيراني لدى الأردن مجتبى فردوسي بور أن يقوم الجيش السوري وبدعم من روسيا بعملية عسكرية في الجنوب السوري في حال فشلت الاتصالات الروسية والسورية مع المعارضة المسلحة فيها، مؤكدا على أن بلاده لن يكون لها أي دور في هذه المعركة لافتا إلى عدم وجود أي قوات إيرانية في الجنوب السوري.

وعبر السفير عن تفهم بلاده لقلق الأردن من حدوث أي عملية عسكرية بالجنوب السوري، وما يمكن أن يسببه ذلك من احتمال تدفق جديد للاجئين أو حتى تسرب خلايا إرهابية عبر الحدود.

ويرى نشطاء أن معركة درعا وقربها من الأراضي المحتلة جعل دمشق تستقدم قوة من منصات صورايخ مضادة للطائرات وأنظمة الدفاع الجوي تحوطا لأي هجوم إسرائيلي مباغت قد يعيق تقدم القوات السورية لتحرير الجنوب من الإرهاب.

من جهته أكد ما يسمى 'المرصد السوري لحقوق الإنسان' نقلا عن مصادر محلية أنه تم رصد حركة مكثفة للآليات العسكرية التابعة للجيش السوري في القطاع الشمالي من ريف درعا.

المعارضة المسلحة تحشد لمعركة الجنوب 

ذكر موقع 'العربي الجديد' نقلا عن مصادره أن فصائل المعارضة السورية الموجودة في محافظة درعا تتأهب لخوض معركتين مُحتملتين الأولى مع الجيش السوري، والثانية مع تنظيم داعش الإرهابي، في مرحلة زمنية واحدة، ما يجعل المهمّة أصعب أمام المعارضة.

وقال قيادي في المعارضة السورية جنوب البلاد لـ'العربي الجديد'، إن 'النظام تعمّد بدء التمهيد لمعركة درعا في هذه الفترة، بسبب علمه باقتراب شن فصائل درعا عملية عسكرية على معاقل جيش خالد المُبايع لتنظيم داعش'.

وذكر الموقع نقلا عن مصادر محلية أن المعارضة السورية رفعت جاهزية التأهب في منطقة حوض الجولان التي تفصل مناطق سيطرتها عن مناطق 'جيش خالد'.

هذا ودارت اشتباكات عنيفة وتبادل للقصف بين 'جيش خالد' وفصائل المعارضة، في منطقة حوض اليرموك، ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى في صفوف المدنيين جراء القصف. (روسيا اليوم)