نبذة عن الذكاء الصناعي في الهواتف الذكية لـ "هواوي"
شهدت تقنية الذكاء الصناعي للهواتف الذكية تطورا كبيرا في الآونة الأخيرة، نظرا لانضمام العديد من الشركات المصنعة إلى قائمة المطورين، بعد الإقبال الكبير من الزبائن على الهواتف التي تحتوي هذه التقنية، والتي قلبت موازين المواصفات الداخلية بالكامل، وعملت على تحسين تجربة الاستخدام ونقلها إلى مستوى جديد كليا.
وتختلف أنماط التطبيق لهذه التقنية من شركة إلى أخرى، فمنها ما يطبقه فعليا، ومنها ما يستخدمه لغايات تسويقية دون النظر إلى جوانب الاستخدام، ولا إلى الإمكانيات الجديدة الممكن خلقها جراء الاعتماد على هذه "العقول الصناعية". ولتغطية الموضوع لا بد من المرور سريعا على تاريخ هذه التقنية ودخولها إلى سوق الأجهزة الذكية.
بدايات الذكاء الصناعي في الأجهزة الذكية
تزايد الاهتمام حول الذكاء الصناعي في الأجهزة الذكية منذُ فترة قصيرة، ويمكننا معرفة مراحل استخدام الذكاء الصناعي في الأجهزة الذكية إذا ما عُدنا عقودا قليلة إلى الوراء، حيثُ برز مفهوم الذكاء الصناعي منذ العام 1951 عندما اعتقد العلماء آنذاك بامكانية قيام هذه التقنية بالوظائف ذاتها التي يقوم بها الإنسان، والتي تشمل التحدُث والقُدرة على المُشاهدة والتفكير وغيرها.
ويُمكننا أن نُسمي مرحلة بدء استخدام تقنية الذكاء الصناعي هذه "بمرحلة البدايات". على سبيل المِثال، أبهر جهاز iPhoneمُستخدميه من مُختلف أرجاء العالم بتقنية Siri الصوتية، والتي نالت شُهرة واسعة بفضل التفاعُل الصوتي الناتج، وفهم دلالات الألفاظ الناتجان عن استخدام تقنية الذكاء الصناعي. وقد تطورت تقنية Siri الصوتية بشكل ملحوظ بفضل توظيف الذكاء الصناعي، وظل الموضوع قيد التطوير من أكثر من جهة وصولا إلى الإمكانات الهائلة التي طرحتها Huawei عبر هذه التقنية في أجهزتها الذكية التي كان أولها "عقلا" سلسلة Mate 10.
بالنسبة للأجهزة الذكية، كان لا بد من البحث عن خيارات أخرى بديلة ومغايرة لكل من وحدات المعالجة المركزية التقليدية مثل الـ CPU والـ GPU، والتي ثبت من خلال التجربة أنها ليست الخيار الأفضل فيما يتعلق بعمليات الذكاء الصناعي المُعقدة نوعاً ما. وفي ظل ذلك، لا بد من تطوير وحدة معالجة مركزية تستند في عملها إلى التعلم اللامحدود ونظام الشبكة العصبي الأكثر تطوراً.
ويمكن الاستفادة من تقنيات التعلم اللامحدود في الارتقاء بعمل وحدة المُعالجة المركزية العصبية، مما ضاعف من كفاءة عمليات الحوسبة المُتنوعة في أجهزة Huawei المُختلفة، بالإضافة إلى الحد من استخدام الطاقة وتعزيز الأداء بحوالي 50 مرة و 25 مرة على التوالي، والقدرة على تحديد 2000 صورة في الدقيقة.
وبدورها، قامت شركة Huawei في شهر تشرين الأول بإطلاق جهاز Huawei Mate 10 المُذهل، والذي امتاز بتوفير تجربة تصوير رائعة بالإضافة إلى الميزات الأخرى التي تمثلت في خاصية التعرف على العناصر وتوفير الطاقة وغيرها، بجانب جهاز Huawei P20 الجديد الذي حقق أيضا مراتب قياسية في مجال التصوير ضمن موقع الـ DxOMark المُتخصص في مجالات التصوير بواسطة الأجهزة الذكية.
إن مفهوم البحث والتطوير لدى الشركات الكبرى يمتلك خصوصية كبيرة، لا تتوقف عند حد قياسي "فلكل مقام مقال" بحسب الحاجة والإمكانيات. وفي Huawei نجد أن البحث والتطوير من ضمن العمليات التي لها كامل الأولوية، والتي يتم تخصيص جزء كبير من الإيرادات لدعمها واستمراريتها، وهذا بالتأكيد أحد أهم الأسباب التي تحدث القفزات المتتالية في أجهزة Huawei ولا سيما تطوير العديد من التقنيات، أهمها تقنية الذكاء الصناعي