"ان القدس امانة في اعناقنا فحافظوا عليها حتى نعيدها لأصحابها كما هي" .. الملك حسين رحمه الله

 د. عصام الغزاوي

 

يبدو انه بدأت تتضح خيوط حلقات المؤامرة على القدس من خلال ما مرره مستشار الرئيس الامريكي وصهره كوشنير في كلمته التي كانت “مستفزة” في حفل افتتاح السفارة الامريكية في القدس، حيث لم يكتف بنجاحه في نقل السفارة للقدس بل وجه صفعة للعلاقات الاردنية الامريكية وهو “ينزع” الوصاية الهاشمية عن المقدسات فيها ويمنحها للإسرائيليين، وذهب أبعد من كل التنبؤات حول سوء الإدارة الأمريكية الحالية بقوله حرفيّاً "إن اسرائيل هي الوصي المسؤول عن القدس وما فيها” ، على كل القدس، القديمة والجديدة، الشرقية والغربية، بما في ذلك الحرم القدسي، وما يعنيه ذلك من نتائج خطيرة على مستقبل الأقصى .

 لقد بدأت الوصاية الهاشمية على المسجد الأقصى منذ “بيعة الشريف حسين”، عام 1924، عندما طلب الفلسطينيون منه ان يشمل برعايته المقدسات الاسلامية والمسيحية في القدس، وإحترمت "إسرائيل" إستمرار الدور الأردني والوصاية الهاشمية في معاهدة وادي عربة (1994) واعترافها بالدور الأردني التاريخي في هذه الأماكن عند انعقاد مفاوضات الوضع النهائي، وكررت “إسرائيل” تعهدها في "إعلان واشنطن" بقبول الوصاية الأردنية على الأماكن المقدسة في القدس الشّريف، مما جسد الدور المحوري الاردني امام الأطماع الصهيونية في طمس هويتها وضمها الى اسرائيل، كان هذا ما يغيظ بعض الأشقاء العرب، مع وصول الإدارة المتصهينة الى البيت الأبيض، إستغلت "اسرائيل" الظروف المواتية لتحقيق أطماعها في المسجد الأقصى المبارك وعملت على تقليص الدور الاردني الهاشمي بإحكام سيطرتها على الاماكن المقدسة وتجزئة الاحياء الفلسطينية وجعلها ذات اغلبية يهودية وفرض الامر الواقع، ما جرى هو ضربة أمريكية "للحليف" الأردني في رعايته للمقدسات .. وجعلها تحت المسؤولية الاسرائيلية “رغم أنف” الإتفاقيات والقانون الدولي!//