معركة القدس: الملك والفرسان الاربعة
سلبية السلطة وصمت الامارات وقبول مصر
السعودية ارادت اقتصار الردود على جامعة الدول العربية
تركيا اشعلت الرد والصفدي خاضها دون ديبلوماسية
الكويت وقطر ناكفتا السعودية من ملعب القدس
عمان - الانباط – قصي ادهم
احتفال المراقبين في قراءة دلالة الوفد الاردني الى قمة اسطنبول الاستثنائية والذي تكون من ابناء الراحل الحسين بن طلال رحمه الله بقيادة عميدهم عبد الله الثاني ابن الحسين , غلب عليه الفرح فقفز عن المشهدية القلقة والحازمة التي تحكم الموقف الهاشمي والاردني المتواصل منذ اعلان ترامب القدس عاصمة موحدة لدولة الكيان الصهيوني , فالاردنيون كانو بحاجة الى رؤية ابناء مليكهم الباني عصبة واحدة , فطغى الفرح على التحليل وطغت الاحتفالية على التقييم .
ما عجز المراقبون عن التقاطه او رفضوا التقاطه لحسابات اللحظة السياسية وانقلابات التحالفات فيها , هو الاصطفاف الخليجي ضد الموقف السعودي الاماراتي , وان كان العنوان هو القدس والمقدسات , فوقوف امير الكويت وامير قطر مع اردوغان بالقطع رسالة الى السعودية , ولعل الديبلوماسية الاردنية قرأت ذلك بدقة فكان الوفد الاردني غير المألوف , فالمطلوب القتال على الوصاية والولاية واستثمار اللحظة , لذلك كان المحاربون الخمسة هم الوفد الى اسطنبول .
فمنذ الجمعة التي سبقت الاثنين الدامي في قطاع غزة , والاردن الرسمي يستشعر القلق , من تصرفات الرئيس محمود عباس الذي تعامل مع التوقعات الدامية بخفّة سياسية رغم التحذيرات المتواصلة من المصريين حصرا والذين جلبوا اسماعيل هنية على وجه السرعة ولكن دون انتاجية على الاقل في الاسبوع الاول , الذي طلب هنية فيه , التصعيد للوصول الى تسوية مع الجانب المصري بشرط ضمان التزام الجانب الصهيوني بمزيد من الانفتاح الاقتصادي وتخفيف الحصار وفتح المعبر .
الاشارات القادمة من السلطة ليست مطمئنة اردنيا , والمصريون اوصلوا رسالة غامضة مفادها علينا انتظار الاشارة السعودية قبل اي رد فعل , فيما تعيش الديبلوماسية الرسمية حالة عزلة مع حماس اللاعب الفاعل اليوم في مقاومة قرار ترامب , الذي يعرف الاردن ان له تبعات على شرعية وجوده في المقدسات والاقصى , فالاعتراف السياسي سيتبعه اعتراف سيادي وكل ذلك سيسحب من رصيد الاردن هناك وسيبدأ بتجفيف الوصاية الهاشمية على المقدسات وقد صدقت توقعات الاردن , فقد بدأ كوشنير حنجلة التصريحات التي تسبق الرقصة النهائية , والتقليل من قيمة كوشنير بانعدام صفته السياسية كلام يخالف الواقع , فالتصريحات خرجت من حامل ملف القضية الفلسطينية وعرّاب صفقة العصر .
رسالة عباس الركيكة , والموقف المصري الرخو حيال الوصاية الهاشمية , دفعا الملك عبد الله الى الاستجابة الفورية لدعوة الرئيس اردوغان , وبحضور يلفت نظر العالم وليس نظر الاردنيين فقط , فكانت رسالة قوية لكل الاطراف سواء المؤيدة لتصريحات كوشنير او الاطراف التي تريد ان تتفرج لحين انتهاء المكاسرة على الوصاية والولاية او تلك الاطراف التي قامت بتكييش مواقفها سلفا لصالح تحالف خليجي لا يرى في الوصاية ملفا رئيسا بل يرى الوصاية الهاشمية عائقا في طريق الحل وقد نجح هذا الحلف في شراء موقف مصر وتحييد موقف عباس على الاقل .
المعركة التي يخوضها الاردن اليوم تحت عنوان الوصاية خط احمر , حملت عناوين اقليمية صامتة وصادمة , فالسعودية ارادت ان تكون جامعة الدول العربية هي المكان ودعمتها مصر والسلطة , فيما اثرت الكويت وقطر والاردن ان يكون الرد اوسع من مجلس وزراء خارجية .
الاردن يشعر بالخذلان من السلطة ومصر على وجه الخصوص ويبدو انه يمضي نحو تنويع سلته السياسية والديبلوماسية وانتاج حلف جديد من تركيا وقطر والكويت والاردن , بعد ان جلس عباس ينتظر نتيجة المكاسرة بين تركيا والسعودية , ودون اقل اضرار على الاردن الذي قاد الردود القاسية عبر وزير خارجيته الذكي .//