العقباويون يعيشون طقوسا رمضانية قديمة

 

العقبة - الانباط - خليل الفراية

 

 

بين شهر رمضان المبارك ومدينة العقبة حكاية عشق  تتوهج كل عام ليحمل الشهر المبارك الى مدينة البحر والشمس وجهاً متميزاً من وجوه الحياة والبهجة التي تستقبل بها ضيوفها الوافدين اليها من كل حدب وصوب لقضاء بضع ساعات في رحاب الأجواء الرمضانية البحرية .

 قديماً كان لرمضان في العقبة نكهته الخاصة لا سيما ان المدينة تتميز بعادات وطقوس رمضانية تختلف عن بقية مدن المملكة ، لكن اليوم كل شيء تغير ولم يبق الا البحر وبقايا ذكريات قديمة تحتفظ بها ذاكرة البعض ممن عايشوا عبق العادات الرمضانية القديمة في العقبة حيث ان الحديث مع الباحث في التراث العقباوي عبدالله المنزلاوي ينقل صورة واضحة عن الطقوس الرمضانية التي عاشها" العقباويون"قديماً في الثغر الباسم .

يقول المنزلاوي" كان رمضان في العقبة يتميز بالسهر وتزاور الناس ليلاً فتجتمع النساء في بيت واحد يتسامرن حتى موعد السحور ، اما الرجال فقد اعتادوا السهر على شاطىء البحر يتسامرون طوال الليل ، و في وقت السحور يعودون إلى بيوتهم وبعضهم يتسحر على الشاطىء وكثيراً ما تجتمع اكثر من عائلة على مائدة الافطار خاصة في المناسبات.

وأشار إلى ان الأطفال كانوا يجلسون على تلة قرب المسجد فاذا سمعوا الأذان ذهبوا إلى بيوتهم يتراكضون ويصيحون"آذن المغرب يا صايم افطر" وذلك لعدم وجود مكبرات صوت في المساجد انذاك. واما الصيادون فكانوا يصطادون اثناء النهار وعند الغروب يخرجون إلى الشاطىء فيصنعون طعامهم ويؤذنون ويفطرون وذلك اثناء رحلة الصيد.

وحول طعام الافطار بين ان الاطباق الرمضانية في العقبة تعتمد على مادة السمك حيث تقوم ربة البيت بتحضير اطباق متنوعة منه كالصيادية والطاجن والطرطور وهو عبارة عن طبخ السمك مع البصل والطحينة بالاضافة الى الزيت والبهارات والكشنة وهي عبارة عن طبخ السمك بالبندورة والبصل والبهارات وكبة السمك وكفتة السمك ومقلوبة السمك والسمك المشوي والمقلي وستيك السمك اضافة إلى البخاري والبصارة وهي طبخ الفول مع الملوخية او العدس مع الملوخية والويكه وهي طبخ البامية مع العدس اما الحلويات والمشروبات التي تقدم في رمضان فأشار المنزلاوي إلى ان العقباويه كانوا يكثرون من شراب "قمر دين" و "التمرهندي" و "الحوح"وهو عبارة عن رقائق من العجين تخبز على الصاج حيث يكون نصف ناضج و يزين على شكل طبقات في صحن و يوضع بين الطبقات الجوز واللوز والسكر ثم يقلى بالسمن البلدي ويوضع في الحليب ويقدم ساخناً وكذلك الفطير المطبق وهو عبارة عن رقائق من العجين يوضع بداخلها اللوز والجوز والسكر وتغلف بشكل مربع وتقلى بالسمن ثم توضع في القطر والبلوظه وهي عبارة عن القشطة بالحليب واللوز والعوامة .

من جهة ثانية تحدث المنزلاوي عن تقاليد العيد في العقبة قديماً حيث قال ان الاحتفال بالعيد في العقبة يبدأ بليلة العيد حيث يحضرون الحلوى ويذهبون في الليل إلى المقابر وبعضهم يبيت عند قبر قريبه والبعض يذهب في الصباح الباكر.

وفي صباح العيد يلبس الجميع اجمل الثياب ويذهبون إلى صلاة العيد في القلعة وبعدها يتوجهون إلى منازلهم حيث يزورون الاقارب والارحام و المجاريح "الذين يمر عليهم اول عيد بعد وفاة احد اقاربهم حيث يفتحون بيتاً للعزاء ويستمر ثلاثة ايام ".

اما الاطفال فيدورون على البيوت بملابسهم الجديدة يهنئون ويجمعون الحلوى وقد جرت العادة في العقبة ان يوزع التمر في الاعياد وكان بعض الاهالي يقيمون المولد في العيد لافتاً إلى ان العقباويين قديماً كانوا يفطرون صباح العيد على السمك ويقولون "هذا احل طعام نأكله في هذا اليوم المبارك//".