هايلي تبرر "مجزرة غزّة": اسرائيل ضبطت نفسها بمواجهة الاستفزاز!

مجزرة «الإثنين الأسود» شاهد على نقل السفارة

 

عواصم ووكالات – الانباط :- مامون العمري

 

 هكذا كان  ان نقلت الولايات المتحدة رسمياً سفارتها إلى مدينة القدس أمس الاول ، على وقع مجزرة الإثنين الأسود  التي نفذتها إسرائيل في قطاع غزة، وأوقعت 53 شهيداً فلسطينياً، وحوالي 2300 جريح، وكانت شاهداً على نقل السفارة من تل أبيب، فيما رجح ديبلوماسيون أن يعقد مجلس الأمن جلسة عاجلة اليوم، بناء على طلب فلسطيني، وتوالى التنديد الدولي والعربي والدعوات الى «ضبط النفس»

ولم يقتنع الفلسطينيون بقول الرئيس دونالد ترامب، في رسالة مسجلة خلال مراسم افتتاح السفارة، إن بلاده «تظل ملتزمة تماماً تسهيل اتفاق سلام دائم» بين الفلسطينيين وإسرائيل، وإن «أملنا الأكبر هو السلام»، كما لم يقنعهم تأكيد وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو مجدداً التزام الولايات المتحدة «سلاماً عادلاً وشاملاً بين اسرائيل والفلسطينيين»، بل أعلن الرئيس محمود عباس في اجتماع للقيادة الفلسطينية ان «الولايات المتحدة لم تعد وسيطاً في الشرق الاوسط» بعد نقل سفارتها الى القدس، مؤكداً ان السفارة عبارة عن «بؤرة استيطانية اميركية» في القدس.

وطالبت الحكومة الفلسطينية بـ»تدخل دولي فوري وعاجل» لوقف ما وصفته بـ «المذبحة الرهيبة» التي نفذتها إسرائيل في قطاع غزة.

وفي الأردن أكد الناطق الرسمي باسم الحكومة محمد المومني أن افتتاح السفارة الأميركية في القدس واعتراف الولايات المتحدة بها عاصمة لإسرائيل يمثلان خرقا واضحا لميثاق الأمم المتحدة وقرارات الشرعية الدولية. وقال المومني إن موقف الأردن ثابت في رفض القرار الأميركي واعتباره منعدما.

وأكد على ضرورة تكاتف جهود المجتمع الدولي لحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي على أساس حل الدولتين ووفق قرارات الشرعية الدولية التي تضمن قيام الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.

نددت العديد من دول العالم بنقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس، ونفت بريطانيا وجود خطط لنقل سفارتها إليها أسوة بأميركا، كما نددت روسيا وتركيا وإيران والأردن بالخطوة الأميركية، في حين أعلنت جامعة الدول العربية عزمها عقد اجتماع على مستوى المندوبين الأربعاء.

وقال المتحدث باسم رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي إن الحكومة البريطانية ليست لديها خطط لنقل السفارة من مدينة تل أبيب إلى القدس.

وفي موسكو اعتبر الكرملين أن افتتاح السفارة الأميركية بالقدس يصعد حدة التوتر في المنطقة.

وسبق ذلك تصريح للرئيس التركي رجب طيب أردوغان تعليقا على نقل السفارة الأميركية إلى القدس قال فيه "نشعر وكأننا في الأيام المظلمة التي سبقت الحرب العالمية الثانية".

جاء ذلك في كلمة ألقاها الاثنين أثناء اجتماع نظمه معهد تشاتام هاوس ببريطانيا التي يجري زيارة رسمية إليها.

وأضاف أردوغان أنه من خلال قرار نقل سفارتها إلى القدس فضلت واشنطن أن تكون جزءا من المشكلة لا جزءا من الحل، وبذلك فقدت دور الوساطة في عملية السلام بالشرق الأوسط.

وأكد رفض بلاده هذا القرار الذي ينتهك القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة.

وطالب أردوغان المجتمع الدولي بالقيام بدوره والتحرك بسرعة من أجل إيقاف عدوانية إسرائيل المتصاعدة. 

من جهتها، دعت الحكومة الألمانية اليوم الفلسطينيين والإسرائيليين إلى ضبط النفس، مؤكدة أن مصير القدس تحدده فقط مفاوضات بين الطرفين.

 

وفيما كان القادة الاسرائيليون يحتفلون مع مسؤولين أميركيين بـ «اليوم العظيم» وتدشين السفارة في حي «تلبيوت» الاستيطاني في القدس، وبينما كان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو يشكر الرئيس الاميركي، ويطمئنه الى أنه «دخل التاريخ»، أطلقت قوات الاحتلال النار في شكل مفرط على المتظاهرين السلميين المحتجين على نقل السفارة.

 وكأن ذلك لم يكن كافياً، إذ شن الجيش الاسرائيلي غارة جوية على «خمسة اهداف ارهابية في مخيم للتدريب العسكري التابع لحماس» شمال قطاع غزة «رداً على الاعمال العنيفة التي ارتكبتها الحركة في الساعات الأخيرة».

 دعا المندوبان الفلسطيني والسعودي في الأمم المتحدة إلى جلسة طارئة لمجلس الأمن لبحث التطورات في غزة، وذلك تزامنا مع مواجهات دامية أطلقت فيها القوات الإسرائيلية الرصاص الحي وقنابل الغاز على الفلسطينيين العزل على حدود غزة.

وقال مندوب فلسطين في الأمم المتحدة، رياض منصور، في مؤتمر صحافي، إن الاعتداءات في الحدود منذ 30 آذار خلفت مقتل نحو 100 شخص وإصابة أكثر من 11 ألف آخرين، مشيرا إلى أنه تم تقديم رسالة إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة حول "مجزرة اليوم".

وأضاف منصور "ندين هذه الاعتداءات من قبل القوات الإسرائيلية ونطالب بإحالة المسؤولين عن هذه الاعتداءات على المحكمة لأن هذا غير مسموح، كما نريد حماية المدنيين الفلسطينيين".

وتابع "سنستخدم كل حقوقنا المتاحة في مجلس الأمن، ونحن ننسق حاليا من أجل عقد اجتماع طارئ في المجلس خلال 24 ساعة المقبلة".

هذا وشكر المندوب الفلسطيني الأشقاء العرب على تضامنهم، وقال إنهم "لم يبخلوا علينا ونأمل أن يفعلوا أكثر من خلال الضغط على كل الذين يتسببون في هذه المذبحة".

هذا وقد ارتفعت حصيلة الضحايا في قطاع غزة اليوم إلى 52 شهيداً وأكثر من 2400 جريح

قالت سفيرة الولايات المتحدة في الامم المتحدة نيكي هايلي الثلاثاء اثناء جلسة طارئة لمجلس الامن حول اعمال العنف في غزة ان اسرائيل تحلت بضبط النفس في مواجهة استفزاز حماس.

وقالت هايلي في الجلسة "لا يوجد اي بلد في هذا المجلس كان سيتصرف بضبط نفس أكثر مما فعلت إسرائيل .. في الحقيقة فإن سجل العديد من الدول الموجودة هنا اليوم تشير إلى أنها ستتصرف بدرجة أقل بكثير من ضبط النفس".

 واشنطن تمنع تحقيقا أمميا في مجزرة غزة

منعت الولايات المتحدة مساء الاثنين مجلس الأمن الدولي من الدعوة إلى التحقيق في المجزرة الإسرائيلية بقطاعغزة، كما رفض البيت الأبيض حث إسرائيل على ضبط النفس.

وذكرت مصادر دبلوماسية أن واشنطن منعت تبني بيان لمجلس الأمن يدعو إلى إجراء تحقيق مستقل في الأحداث الدموية بغزة، حيث كان مشروع البيان يُندّد أيضا بإطلاق النار الذي تسبب في استشهاد 59 مدنيا فلسطينيا.

البيان الأممي

وجاء في مسودة بيان مجلس الأمن أن المجلس "يُعرب عن غضبه وأسفه لمقتل المدنيين الفلسطينيين الذين يمارسون حقهم في الاحتجاج السلمي"، ويدعو إلى إجراء تحقيق مستقل وشفاف لضمان محاسبة المسؤولين.

وأضافت المسودة "يعبّر مجلس الأمن عن قلقه البالغ إزاء التطورات الأخيرة في الأراضي الفلسطينية التي تحتلها إسرائيل منذ عام 1967، بما في ذلك القدس الشرقية، لا سيما في سياق الاحتجاجات السلمية بقطاع غزة والخسائر المأسوية في أرواح المدنيين".

ويدعو مجلس الأمن جميع الأطراف إلى ممارسة ضبط النفس من أجل تجنب المزيد من التصعيد وإرساء الهدوء، بحسب المسودة.

وتابعت أن مجلس الأمن يدعو "جميع الدول إلى عدم اتخاذ أي خطوات تزيد من تفاقم الوضع، بما في ذلك أي تدابير أحادية وغير قانونية تقوض احتمالات السلام".

كما جاء في المسودة أن أي قرارات وأفعال "من شأنها أن تؤدي إلى تغيير طابع أو وضع أو التركيبة الديمغرافية لمدينة القدس المقدسة، ليس لها أي أثر قانوني"، في إشارة إلى قرار الولايات المتحدة بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل.

وسيعقد مجلس الأمن الثلاثاء جلسة طارئة لبحث الوضع في الأراضي الفلسطينية، وذلك بطلب من الكويت بوصفها الدولة العربية الوحيدة العضو في المجلس.

ونقلت وكالة أسوشيتد برس عن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش قوله "أنا قلق بشكل خاص بشأن الأخبار القادمة من غزة وتفيد بوقوع عدد كبير من القتلى".

كما غرد المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة زيد بن رعد الحسين على تويتر قائلا إن "عمليات القتل الصادمة للعشرات وإصابة المئات جراء استخدام الذخيرة الحية من قبل إسرائيل في غزة؛ يجب أن تتوقف الآن".

وقال مسؤول بالبيت الأبيض إنه "لا يوجد تبرير للتهور واللامبالاة اللتين أبدتهما حماس بدعوتها الناس إلى الانخراط في العنف الذي يعرضهم لمخاطر مروعة".

كما رفض حث إسرائيل على ممارسة ضبط النفس تجاه المحتجين في غزة، معتبرا أنه يحق لإسرائيل "الدفاع عن نفسها".

عقد مجلس الأمن الدولي جلسة، الثلاثاء، لبحث التصعيد الإسرائيلي في قطاع غزة.

ووقف أعضاء مجلس الأمن في البداية دقيقة حداداً على أرواح الضحايا الفلسطينيين في غزة.

ودعا نيكولاي ملادينوف، المنسق الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط، إلى التنديد باستخدام إسرائيل القوة المميتة ضد الفلسطينيين، وقال إن قتل الفلسطينيين في غزة أمس لا مبرر له.

وقال إن سكان غزة يتظاهرون منذ 6 أسابيع من أجل إسماع أصواتهم، وهم يعيشون فيما يشبه السجن، وواجبنا الاستماع إلى معاناتهم، وعاشوا الكثير من ندوب الحرب.

وأكد ضرورة الإسراع في تنفيذ المشروعات لحل أزمة الطاقة والعلاج في قطاع غزة.

وأشار إلى أن التظاهرات ثارت في عدة مناطق فلسطينية، الاثنين، احتجاجاً على نقل السفارة الأميركية إلى القدس.

ودعا المنسق المجتمع الدولي إلى التدخل بسرعة لمنع اندلاع الحرب في المنطقة.

وذكر أن أكثر من 100 بينهم 13 طفلاً قتلوا في غزة خلال الأسابيع الأخيرة.

وأكد ملادينوف أن مستشفى الشفاء في غزة يعاني من نقص الخدمات، مشيراً إلى مقتل عامل صحي الاثنين في غزة.

وطالب بمنع أي إجراءات أحادية من كافة أطراف العملية السياسية في الشرق الأوسط.

ومن جانبه، قال مندوب الكويت في مجلس الأمن إنه يدين الجرائم الإسرائيلية التي ارتكبها الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة الاثنين.

وأعرب عن أسفه لعدم تمكن مجلس الأمن من عدم اعتماد مسودة البيان الذي طرحته الكويت الاثنين، ويدعو إلى التحقيق الدولي في الجرئم المرتكبة ضد الفلسطينيين.

وأكد أن الكويت تطالب بقرارارت دولية تحمي الشعب الفلسطيني الأعزل، منوهاً إلى أن الأمر سيعرض على الجمعية العامة للأمم المتحدة.

وأشار إلى أن إسرائيل تسعى إلى تغيير الحقائق على الأرض، مديناً الإجراءات أحادية الجانب التي تثير التوتر مثل نقل بعثات دبلوماسية إلى القدس.

وفي كلمتها، قال مندوبة أميركا، نيكي هيلي، إن مجلس الأمن يتعامل بمعايير مزدوجة منوهة إلى الهجوم الصاروخي الإيراني على مواقع إسرائيلية في الجولان.

وقالت إن أميركا ترحب بمناقشة العنف في الشرق الأوسط، مشيرة إلى دور إيران في دعم الإرهاب في سوريا وغزة.

وذكرت أن ارتكاب العنف في غزة بسبب نقل السفارة لا يمكن تبريره، مؤكدة أن نقل السفارة لا يقوض فرص السلام في المنطقة، وأن موقع السفارة الحالي لا يؤثر على مفاوضات الوضع النهائي الخاصة بالقدس.

واتهمت حماس بالعمل على محاولة ترويج العنف في المنطقة، وحث المتظاهرين على اجتياز السياج الأمني بين غزة وإسرائيل، وإطلاق الطائرات الورقية المشتعلة على إسرائيل.

وشددت على أن نقل السفارة الأميركية للقدس "يعكس حقنا السيادي الأميركي في اختيار موقع السفارة، وأن افتتاح السفارة كان أمراً صائباً".

وإلى ذلك، قالت كارين بيرس، مندوبة بريطانيا في الأمم المتحدة، إن تراكم القتلى في غزة منذ الاثنين أمر محبط، مشيرة إلى أن استمرار العنف لن يولد إلا العنف.

وشددت على حق الفلسطينيين في التظاهر من أجل حقوقهم، داعية إلى تحقيق مفتوح وشفاف في أحداث الاثنين والأيام التي سبقتها لتحديد المسؤولين عن ما حدث.

وعن القدس، أكدت أن وضع المدينة يجب أن يكون موضع تفاوض بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وهي عاصمة مشتركة لدولتين إسرائيلية وفلسطينية.

استدعت بلجيكا، الثلاثاء، السفيرة الإسرائيلية لديها إثر إدلائها بتصريحات عن قمع المتظاهرين الفلسطينيين فى قطاع غزة ودعت إلى تحقيق دولى تشرف عليه الأمم المتحدة حول المواجهات الدامية.

وقال متحدث باسم الخارجية البلجيكية لفرانس برس إنه تم استدعاء السفيرة الاسرائيلية سيمونا فرانكل بعدما وصفت جميع الضحايا فى غزة بانهم "ارهابيون"، فيما دعا رئيس الوزراء شارل ميشال إلى "تحقيق دولى تجريه الامم المتحدة" معتبرا أن "أعمال العنف التى ارتكبت بالأمس فى قطاع غزة مرفوضة".

واستشهد فلسطينيين، صباح اليوم الثلاثاء، متأثرين بجروح أصيبا بها برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلى شرق مدينة غزة.

وأفادت مصادر طبية بمستشفى الشفاء بغزة، بأن من بين الشهيدين، الشاب عمر أبو فول (30 عاما) استشهد متأثرا بجروح أصيب بها خلال مواجهات على الشريط الحدودى شرق مدينة غزة، التى تزامنت مع إحياء الذكرى السبعين للنكبة، وللتنديد بنقل السفارة الأمريكية إلى مدينة القدس المحتلة، وبذلك ترتفع حصيلة الشهداء الذين ارتقوا منذ يوم الأمس عند السياج الحدودى لقطاع غزة إلى 61 شهيدا.

من جانبها قالت وزارة الصحة الفلسطينية، فى قطاع غزة، إن الطفل طلال عادل إبراهيم مطر (16 عاما) استشهد فى مجمع الشفاء الطبى، متاثرا بجروحه.

من ناحية أخرى، أعلن وزير الصحة فى رام الله جواد عواد أن وفدا طبيا يتكون من أطباء فى جراحة الأعصاب والأوعية الدموية والعظام سيصل إلى قطاع غزة اليوم الثلاثاء، لمساعدة زملائهم فى مستشفيات القطاع، بتقديم العلاج للجرحى والمصابين.

وقال عواد لإذاعة "صوت فلسطين"، إنه سيتم أيضا إرسال سبع شاحنات أدوية لمستودعات وزارة الصحة فى قطاع غزة تحتوى على أدوية وكافة المستلزمات الطبية.

فى ذات السياق، وصل الصحفى ياسر قديح إلى مستشفى المقاصد فى القدس فجرا، لتلقى العلاج، نظرا لخطورة حالته، بعد إصابته أمس خلال تغطيته المجزرة الدموية فى غزة.

كما أعلن مدير مستشفى فى جنين شمال الضفة، اليوم الثلاثاء، عن انطلاق حملة للتبرع بالدم لأهل قطاع غزة، وأن المستشفى بدأ منذ ساعات الصباح فى استقبال المتبرعين ولمدة يومين، مشيرا إلى أن المستشفى على أهبة الاستعداد لاستقبال المتبرعين وسيتم تمديد الحملة إذا استدعى ذلك.

في هذه الأجواء، أعلنت الهيئة الوطنية العليا لمسيرة العودة وكسر الحصار إنهاء فعاليات «مليونية العودة وكسر الحصار»، وأخلت كل أماكن التجمع القريبة من السياج الحدودي الفاصل حفاظاً على أرواح الفلسطينيين، من دون أن يتسنى للمتظاهرين عبور الحدود، كما اعلنت اضراباً شاملاً اليوم في الاراضي الفلسطينية حداداً على ارواح الشهداء. وأعلن الناطق باسم وزارة الصحة أشرف القدرة استشهاد 53 فلسطينياً، واصابة أكثر من 2410، بينهم 1200 بالرصاص الحي والمتفجر. وأعلنت وزارة الداخلية في غزة أن من بين الشهداء أربعة من منتسبيها.

وفي ما بدا أنه رفض لـ»العرض» الذي أبلغته مصر لرئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» اسماعيل هنية أثناء زيارة قصيرة للقاهرة أول من أمس، تعهدت الحركة بعد جلسة مشاورات مع فصائل فلسطينية، «إسقاط صفقة القرن». وقال عضو المكتب السياسي للحركة خليل الحية خلال مؤتمر صحافي في غزة مساء أمس، ان «القدس خط أحمر...

ومسيرة العودة مستمرة ونحن ندعمها... وشعبنا لن يتراجع». ودان المجزرة الإسرائيلية، معتبراً أن «دماء الشهداء غَسلت عار التطبيع والمطبعين»، وأن الرد على المجزرة «يجب أن يكون بانتفاضة عربية وإسلامية». وتعهد أن «يدفع العدو ثمن هذا القتل»، واستمرار «مطاردة العدو» و»حماية مسيرات العودة».

وفيما يعقد مجلس الجامعة العربية اجتماعاً طارئاً في شأن القدس اليوم على مستوى المندوبين الدائمين للبحث في «سبل مواجهة قرار الولايات المتحدة غير القانوني» بنقل سفارتها الى القدس، يتوقع أن يدعو السفير الفلسطيني في الأمم المتحدة رياض منصور والسفير الكويتي في مجلس الأمن منصور عياد العتيبي المجلس الى جلسة عاجلة يرجح أن تكون اليوم، بعد مشاورات أجروها أمس مع رئيسة مجلس الأمن للشهر الجاري السفيرة البولندية جوانا رونيكا.

 وقال منصور إن قرار إحالة الجرائم الإسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني على المحكمة الجنائية الدولية، سيُبحث على مستوى المجلس الفلسطيني خلال اجتماع كان مقرراً أمس. كذلك أعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عن «القلق البالغ من أي عمل أحادي» في الشأن الفلسطيني - الإسرائيلي، مشدداً على أن «القدس هي واحدة من قضايا الحل النهائي التي يجب أن تحل عبر المفاوضات».

"أطباء بلا حدود": حمام الدم فى غزة استمرار لسياسة القتل التى تنتهجها إسرائيل

وصفت ماربى إليزابيث إنجرس ممثلة منظمة أطباء بلا حدود فى فلسطين، عدد ضحايا مسيرات العودة التى نظمها الفلسطينيون حدود قطاع غزة بأنه "عدد صاعق"، مؤكدة أن حمام الدم الذى شهدته غزة أمس الاثنين، هو استمرار لسياسة الجيش الإسرائيلى خلال الأسابيع الماضية المتمثلة فى إطلاق النار بالذخيرة الحية على المتظاهرين.

وكانت وزارة الصحة فى قطاع غزة قد أعلنت استشهاد 62 شخصًا إلى جانب إصابة نحو 3 آلاف آخرين، حتى الآن، برصاص الاحتلال الإسرائيلي، فى التظاهرات التى قام بها الفلسطينيون على حدود قطاع غزة؛ إحياء لذكرى النكبة، واستنكارا نقل السفارة الأمريكية إلى مدينة القدس المحتلة.

وقالت إنجرس- فى بيان اليوم الثلاثاء - إن ما حدث من عمليات قتل نفذتها السلطات الإسرائيلية أمر غير مقبول وغير إنساني، معربة عن استيائها مما حدث فى القطاع.

وأشارت إلى أن الفرق الطبية التابعة للمنظمة تعمل على مدار الساعة، كما فعلت منذ الأول من إبريل، حيث تقدم الرعاية الجراحية للمصابين، وستستمرّ فى القيام بذلك الليلة، وغدًا، وطالما كانت هناك حاجة.

وطالبت رئيسة البعثة، الجيش الإسرائيلى بالتوقف عن استخدام القوة غير المتكافئة فى العنف ضد المتظاهرين الفلسطينيين، حال تجدد الاشتباكات مرة أخرى.

ونشرت صحيفة الغارديان مقالا لراشيل شابي اعتبرت فيه أن ترامب قد أشعل عود ثقاب في القدس حيث اندلعت النيران، لكنه في الوقت نفسه لا يمتلك خطة لإطفاء هذه النيران، مشيرة إلى أن أولى النتائج هي مقتل عشرات الفلسطينيين خلال الساعات الماضية.

ونشرت شابي صورة مركبة على رأس المقال جانبها الأيمن ينقل شطرا من حفل نقل السفارة تجلس فيه إيفانكا ترامب إلى جوار زوجها ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وزوجته وهم يصفقون في سعادة بالغة تصفها شابي بأنها مثل سعادة القط الذي حصل لتوة على كمية كبيرة من القشدة.

وفي الجانب الآخر من الصورة يظهر شاب فلسطيني في قطاع غزة وإلى جوارة فتاة محجبة ترفع العلم الفلسطيني، بينما يرتدي الشاب كمامة ضد الدخان والنيران مشتعلة حوله وهو يركض خلال الاشتباكات مع القوات الإسرائيلية.

وتقول شابي إن مبعوث السلام الأمريكي السابق في المنطقة، مارتن أنديك، لاحظ الفارق بين جانبي الصورة وعلق عليها قائلا "إنها لحظة حلاوة مريرة".

"تزامن نقل السفارة مع يوم مرور سبعين سنة على إنشاء إسرائيل أو على النكبة كما يسميها العرب له رمزية واضحة" تقول الكاتبة مضيفة أن "ممارسات ترامب في الشرق الأوسط ليست ديبلوماسية ولكنها فقط مجرد إشعال متواصل للنيران في المنطقة التي ستدفع الثمن وستواجه تبعات ما يفعله ترامب".

 

ونشرت صحيفة الإندبندنت مقالا لدونالد ماكنتاير من حي الزيتون في قطاع غزة بعنوان: "سفارة تفتح أبوابها في القدس وقتلى يسقطون في أعنف أيام غزة منذ سنوات".

يقول ماكنتاير إن ما حدث في يوم يعتبره الفلسطينيون الذكرى السبعين للنكبة يكشف لنا إلى أي حد تبعدنا سياسات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن حل أكبر صراع في العالم.

"إن ارتفاع عدد القتلى إلى هذا العدد أمر يجعلنا نسخر من ترامب الذي أكد أكثر من مرة أنه يرغب في حل سلمي للصراع، لكنه أقدم على فعلته هذه وسط إدانات واعتراض دولي واسع لم يبالي به الرجل".

"لقد كان من بين المتظاهرين نساء وأطفال أغلبهم لم تكن لدية نية على الإطلاق في الاقتراب من السياج الحدودي، وما جرى أمس على الحدود بين إسرائيل وقطاع غزة يعد أعنف يوم شهده القطاع منذ سنوات".

"وقد كشف لنا أن ترامب من الواضح أنه فوض زوج ابنته جاريد كوشنر ليلعب دور الوسيط في ملف الشرق الأوسط، وهو نفسه الذي قال "إن عملية السلام تبدأ بالاعتراف القوي من جانب واشنطن بالحقيقة" فاسرائيل حسب قوله تسيطر على القدس بالكامل منذ عام 1967 وهي الحقيقة الواضحة للجميع