تظاهرات جديدة وجلسة لمجلس الامن الثلاثاء غداة حمام دم في غزة

 عواصم - وكالات

نظمت تظاهرات جديدة امس الثلاثاء المصادف ذكرى "النكبة" وغداة حمام دم على حدود قطاع غزة راح ضحيته 60 فلسطينيا بينما يعقد مجلس الامن الدولي جلسة وسط قلق دولي.

وكان يوم الاثنين الاكثر دموية في النزاع الاسرائيلي الفلسطيني منذ الحرب التي شنتها اسرائيل على قطاع غزة في صيف 2014 مع اصابة2400 فلسطيني على الاقل بجروح.

ونددت السلطة الفلسطينية ب"مجزرة" بينما برر رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو اللجوء الى العنف بحق اسرائيل في الدفاع عن حدودها ازاء الاعمال "الارهابية" لحركة المقاومة الاسلامية حماس.

وأثارت هذه الاحداث قلقا دوليا عارما فقد استدعت تركيا وجنوب افريقيا سفيريهما في اسرائيل، بينما نددت دول ومنظمات غير حكومية بالاستخدام المفرط للعنف.

والثلاثاء، استدعت ايرلندا السفير الاسرائيلي في دبلن زئيف بوكر "للاعراب عن صدمة ايرلندا وشجبها لمستوى أعداد القتلى والجرحى أمس في قطاع غزة".

وصرح روبرت كولفيل احد المتحدثين باسم مفوضية الامم المتحدة السامية لحقوق الانسان أن أي فلسطيني يتظاهر في غزة يمكن ان يتعرض "للقتل" برصاص الجيش الاسرائيلي سواء كان يشكل تهديدا او لا.

وصباح امس الثلاثاء توفيت رضيعة فلسطينية تدعى ليلى الغندور (8 أشهر) اثر تنشقها غازا مسيلا للدموع قرب الحدود في شرق غزة الاثنين.

وتم تشييع جثمان الرضيعة في غزة امس الثلاثاء.

وشارك مئات الثلاثاء في تشييع فتى يدعى يزن طوباسي (23 عاما) استشهد شرق مدينة غزة.

وقال والده ابراهيم (50 عاما) وهو يبكي بحرقة "انا سعيد لانه شهيد. ابني مثل عشرات الناس من اجل فلسطين ومن اجل القدس".

- "كل السبل" -

في الوقت الذي احتفل فيه مسؤولون أميركيون واسرائيليون بلحظة "تاريخية" داخل المقر الجديد للسفارة الاميركية، تظاهر الاف الفلسطينيين طيلة النهار في قطاع غزة الذي أعلنت اسرائيل محيطه منطقة عسكرية مغلقة.

وتحدى قسم منهم نيران الجنود الاسرائيليين برشقهم بالحجارة او من خلال محاولتهم اقتحام السياج الامني.

وكانت اسرائيل حذرت من انها ستستخدم "كل السبل" لمنع أي تسلل الى اسرائيل.

وطالبت الكويت بعقد جلسة لمجلس الامن الدولي بينما منعت واشنطن تبني بيان للمجلس الاثنين يدعو الى اجراء تحقيق مستقل في أعمال العنف الدموية على الحدود بين اسرائيل وقطاع غزة.

أما ايران فطالبت الثلاثاء بمحاكمة المسؤولين الاسرائيليين على انهم "مجرمو حرب" لارتكابهم "مجازر وحشية لا مثيل لها" بحق الفلسطينيين.

كما دعت الصين إلى ضبط النفس "خصوصا" من جانب إسرائيل.

وفي القاهرة، دانت مشيخة الأزهر الإثنين "بأقسى العبارات، الجرائم الوحشية التي ارتكبتها قوات الاحتلال الصهيوني" ضد المتظاهرين في غزة.

بينما اكد الملك عبد الله الثاني الثلاثاء ان الاردنيرفض ويدين "الاعتداءات السافرة والعنف الذي تمارسه إسرائيل بحق الشعب الفلسطيني الشقيق في قطاع غزة"، بحسب بيان صادر عن الديوان الملكي.

وأدانت الإمارات بشدة التصعيد في القطاع، مشيرة انها "تستنكر اسخدام الاحتلال القوة المفرطة ضد الفلسطينيين العزل الذين يمارسون حقهم في التظاهر والمطالبة بحقوق مشروعة".

وأدانت تونس ايضا "بأشدّ العبارات عمليات القتل الممنهج واستهداف المسيرات السلمية المطالبة بالحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني الشّقيق".

وتزعم اسرائيل ان حركة حماس التي تسيطر على القطاع، تسنخدم هذه المسيرات ذريعة للتسبب باعمال عنف. كما يقول الجيش الاسرائيلي انه لا يستخدم الرصاص الحي الا كحل اخير.

- "يوم عظيم" -

داخل السفارة الاميركية التي فرض حولها طوق امني مشدد لم يكن شيء يوحي بالاحداث العنيفة التي يشهدها قطاع غزة.

وحده صهر الرئيس الاميركي ومستشاره جاريد كوشنر الذي حضر المراسم مع زوجته ايفانكا المح على ما يبدو الى الاحداث عندما قال "الذين يتسببون باعمال العنف هم جزء من المشكلة وليس الحل".

من جهته، اشاد الرئيس الاميركي دونالد ترامب بنقل السفارة على انه "يوم عظيم لاسرائيل".

وتثير المبادرة الاميركية الاحادية الجانب غضب الفلسطينيين اذ تشكل تكريسا للموقف المنحاز بشكل واضح برأيهم للجانب الاسرائيلي والذي يتبناه ترامب منذ توليه منصبه في 2017، وتجاهلا لمطالبهم حول القدس.

واحتلت اسرائيل الشطر الشرقي من القدس عام 1967 ثم اعلنت العام 1980 القدس برمتها "عاصمة ابدية" في خطوة لم يعترف بها المجتمع الدولي.

ويرغب الفلسطينيون في جعل القدس الشرقية عاصمة لدولتهم المنشودة.

وكان اعلان ترامب في 6 كانون الاول/ديسمبر 2017 الاعتراف بالقدس عاصمة لاسرائيل ونقل سفارة بلاده من تل ابيب الى القدس، اثار غبطة الاسرائيليين وغضب الفلسطينيين.

ولا تزال الاسرة الدولية تعتبر القدس الشرقية ارضا محتلة وانه من غير المفترض اقامة سفارات في المدينة طالما لم يتم البت في وضعها عبر التفاوض بين الجانبين المعنيين.

ويحاذي مبنى السفارة حي جبل المكبر بالقدس الشرقية المحتلة الذي يسكنه عدد من منفذي الهجمات المسلحة، بما فيها هجوم نفذ عام 2015 أسفر عن مقتل إسرائيليين، ومواطن اسرائيلي يحمل الجنسية الاميركية.

ولم يحدث القرار الاميركي بنقل السفارة حتى الان الاثر الذي كان ترجوه اسرائيل اذ لم تعلن سوى دولتين هما غواتيمالا وباراغواي انهما ستقومان بالامر نفسه.

شرح الصورة

فتى فلسطيني يحمل العلم الوطني خلال اشتباكات مع القوات الاسرائيلية شرق مدينة غزة عند الحدود مع اسرائيل، الاثنين 14 ايار/مايو 2018