لا تسامحينا يا فلسطين ... لا تسامحونا يا شهداءنا ، لقد خذلكم الأعراب !
لا تسامحينا يا فلسطين ... لا تسامحونا يا شهداءنا ، لقد خذلكم الأعراب !
د. عصام الغزاوي
لقد هرمنا وهرم جيلنا يا أصدقائي وهرم معنا حلمنا الذي انقضى عمرنا ونحن نحلم به ، كان حلمي وحلم الكثيرين ممن هم من ابناء جيلي يتجسد في الوحدة العربية وتحرير فلسطين ، فلسطين كانت بالنسبة لنا منذ القدم في التاريخ والجغرافيا والى الأبد نقية عربية من البحر الى النهر، أيادينا كانت صغيرة لكن كنّا نحرق بها علم دولة الاحتلال في كل مظاهرة في كل ذكرى للنكبة ، واليوم ما يجري في القدس خارج وعينا وخارج ارادتنا ، أحداث قزّمت احلامنا وتغلبت عليها ، بحيث أصبحت لا تتعدى باب الدار وأهل الدار ، لست متشائماً بقدر ما إني أصبحت واقعيا بأحلامي ، لن أنتظر خيراً لوطني أو تحريراً لفلسطين عندما ارى بعض من هم من أبناء جلدتنا يحتفلون مع الكيان الغاصب بنقل السفارة الامريكية الى القدس ، لقد إكتشفت كما إكتشف غيري متأخرين ان علة عميقة الجذور كانت تكمن فينا عندما حولنا قضية فلسطين من قضية قومية تخص كل العرب الى قضية قطرية تخص الفلسطينيين وحدهم ، نعم لن تسامحنا فلسطين، ولن يسامحنا شهداؤنا ... نحن الآن نجني ثمار خيانة الأعراب لهم// .