43 شهيدًا و1700 جريحا  بقمع الاحتلال "مليونية العودة" شرقي القطاع

 

 قامت غزة ولو تقعد

حكومة رام الله تطالب بتدخل دولي لوقف مجزرة الاحتلال بغزة

مؤكدة حق العودة الجامعة العربية تطالب بتوفير الحماية للشعب الفلسطيني ومقدساته

إضراب شامل بكافة الأراضي الفلسطينية اليوم حدادًا على أرواح الشهداء

عدد الشهداء هو الأعلى في يوم واحد منذ انتهاء الحرب الأخيرة قبل أربع سنوات

أردوغان: واشنطن بنقل سفارتها تعاقب الجانب الفلسطيني الراغب بالسلام

غزة –رام الله – القدس المحتلة – عواصم - وكالات

استشهد 43 مواطنًا وأصيب المئات يوم امس الإثنين برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي خلال قمعها "مليونية العودة" شرقي قطاع غزة.

وأفادت وزارة الصحة أن 1700إصابة بالرصاص الحي والاختناق وصلت إلى المستشفيات والنقاط الميدانية الطبية حتى الساعة 14:00، بينها 39 بحالة خطيرة و11 حرجة جدًا.

في السياق، نعت وزارة الداخلية والأمن الوطني أربعة من منتسبيها استشهدوا برصاص الاحتلال الإسرائيلي أثناء تأدية واجبهم الوطني في مسيرات العودة بذكرى النكبة.

وأكدت الداخلية مضيها في أداء واجبها تجاه شعبنا وحماية جبهته الداخلية، مترحمة على الشهداء الأبرار، متمنية الشفاء العاجل للجرحى.

وتصل فعاليات مسيرة العودة إلى ذروتها اليوم تاثلاثاء (15 مايو)، وسط دعوات لاجتياز السياج الأمني الفاصل بين القطاع والأراضي المحتلة.

ومنذ 30 مارس الماضي يواصل الفلسطينيون في قطاع غزة اعتصامهم السلمي قرب السياج الفاصل مع الأراضي المحتلة ضمن فعاليات مسيرة العودة وكسر الحصار.

مطالبة بالحماية الدولية

من جهته طالب المتحدث الرسمي باسم الحكومة يوسف المحمود بتدخل دولي فوري وعاجل لوقف المذبحة الرهيبة التي تقترفها قوات الاحتلال الإسرائيلي بحق أبناء الشعب الفلسطيني، خصوصًا في قطاع غزة.

وناشد المحمود في بيان صحفي، الحكومات العربية والإسلامية وحكومات الدول الصديقة، لبذل أقصى جهودها في التدخل لوقف إراقة دماء أبناء الشعب الفلسطيني، والوقوف إلى جانب القيادة الفلسطينية في التصدي للعدوان الاحتلالي الإسرائيلي.

وطالب المجتمع الدولي بكامل مؤسساته ومنظماته بالتحرك دون إبطاء وتوفير حماية دولية لأبناء الشعب الفلسطيني العزل، الذين تنفذ قوات الاحتلال بحقهم مذبحة رهيبة، وتستخدم أدوات القتل المحرمة دوليًا من الرصاص الحي إلى القصف المدفعي.

ادانة عربية

الى ذلك طالبت جامعة الدول العربية المجتمع الدولي بالتدخل الفوري لإنفاذ قراراته خاصة في توفير الحماية للمقدسات الإسلامية والمسيحية، وتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني في أرضه ومقدساته.

وأكدت الجامعة في بيان صادر عن قطاع فلسطين والأراضي العربية المحتلة لمناسبة الذكرى السبعين لنكبة الشعب الفلسطيني الاثنين أن "القدس الشرقية" هي عاصمة لدولة فلسطين، وهي جزء لا يتجزأ من الأرض الفلسطينية المحتلة عام 1967، وأن تلك الحقيقة لا يُغيرها قرار مُجحف، ولا ينتقص من شرعيتها أي إجراءات باطلة.

وطالبت المجتمع الدولي وجميع دول العالم المحبة للسلام بالضغط على "إسرائيل" (القوة القائمة بالاحتلال) بتنفيذ قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة، والعمل على إنهاء الاحتلال الإسرائيلي الذي بدأ عام 1967.

كما طالبت بوقف انتهاكات الاحتلال ضد أبناء الشعب الفلسطيني والمتمثلة في الاستيطان، ومصادرة الأراضي، وتهويد المقدسات الإسلامية والمسيحية، وممارسة سياسة التمييز العنصري، وفرض القوانين العنصرية بما يشمل الفلسطينيين داخل الأراضي المحتلة عام 1948، وتصرفها في أملاك اللاجئين الفلسطينيين.

وقالت "تزامنًا مع هذه الذكرى، وفي ذات تاريخ نكبة الشعب الفلسطيني تفتتح الولايات المتحدة الأمريكية سفارتها في القدس المحتلة في خطوة استفزازية، واعتداء صارخ على مشاعر العرب والمسلمين.

واعتبرت أن نقل السفارة للقدس يمثل انتهاكًا جسيمًا لقواعد القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية وقطع للطريق أمام أي جهود دولية رامية لخلق فرصة مواتية للسلام، ما يؤدي إلى زعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة".

وأدان البيان العدوان والممارسات الإسرائيلية التي تشهدها مدينة القدس وخاصة المسجد الأقصى المبارك من عمليات الاقتحامات والتصعيد الخطير من قبل قوات الاحتلال وعصابات المستوطنين وتدنيسهم لحرمة المسجد والاعتداء على حُرّاسه.

وحذرت الجامعة العربية من خطورة هذا العدوان ومواصلة ارتكاب تلك الانتهاكات والاستهتار بإرادة المجتمع الدولي وقرارته.

وأكدت على حق الشعب الفلسطيني في العودة إلى دياره وممتلكاته، مشيدة بصموده، وتضحياته، ومواقفه الثابتة المتمسكة بحقوقه.

وجددت الجامعة دعمها الكامل لحق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، مؤكدة على المسئولية الدولية، والقانونية، والأخلاقية على جميع الدول التي التزمت بحل الدولتين لوقف التدهور الناتج عن الممارسات الإسرائيلية.

وذكرت بالمسؤولية الملقاة على الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن بحفظ السلم والأمن الدولي وصون القرارات الدولية التي لا تسقط بالتقادم، وعلى الدول المحبة والراعية للسلام.

وطالبتها بتحمل مسؤوليتها بالتحرك الفوري لاتخاذ خطوات جادة وحازمة لإجبار "إسرائيل" على الجنوح الى السلم والجلوس على طاولة المفاوضات، ووقف جميع الأعمال العدائية ضد الشعب الفلسطيني التي من شأنها القضاء نهائيًا على اي تسوية سياسية قادمة.

الاضراب العام

وأعلن منسق القوى الوطنية والاسلامية وعضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، واصل أبو يوسف أن اليوم الثلاثاء إضراب شامل في كافة الأراضي الفلسطينية حدادًا على أرواح الشهداء الذين ارتقوا في قطاع غزة، في مجزرة مروعة ارتكبها جنود الاحتلال الاسرائيلي.

وأكد أبو يوسف استمرار الفعاليات اليوم ، تنديدا بمجازر الاحتلال، وتأكيدا على التمسك بحق العودة للاجئين، ورفضا للقرارات الأميركية الاحتلالية الهادفة لتصفية القضية الفلسطينية.

وشددت القوى الوطنية والاسلامية، على أهمية محاسبة الاحتلال الاسرائيلي على هذه الجرائم، مطالبة المجتمع الدولي بتوفير الحماية لأبناء شعبنا أمام هذه الجرائم والمذابح.

وأكدت استمرار التمسك بحقوقنا وثوابتنا، مستندين إلى عدالة قضيتنا وتضحيات أبناء شعبنا الذي ينزف سيلا من الدماء في سبيل تحقيق كافة أهدافه.

وارتقى عشرات الفلسطينيين وأصيب ما يزيد عن 1900 آخرين بجراح متفاوتة في إطلاق جيش الاحتلال الإسرائيلي النار على المتظاهرين السلميين الذين شاركوا اليوم في مليونية العودة على السياج الأمني مع قطاع غزة.

اليوم الأشرس والأعنف

ووصفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية تظاهرات امس الاثنين على حدود قطاع غزة الشرقية بالأشرس والأعنف منذ سنوات، مشيرة الى أن عدد الشهداء هو الأعلى في يوم واحد منذ انتهاء الحرب الأخيرة قبل أربع سنوات.

وقالت الصحيفة إن عدد المتظاهرين وصل إلى مستويات غير مسبوقة حيث قدّرت العدد بأكثر من 40 ألف متظاهر.

وحتى عصر امس، ارتقى 43 فلسطينيًا، وأصيب نحو 1700 آخرين، ليرفع العدد الإجمالي للشهداء إلى 91 وإصابة أكثر من 7000 آخرين منذ بدء مسيرات العودة الكبرى التي انطلقت أواخر مارس الماضي.

 

ادانة  دولية

واستنكر الاتحاد الأوروبي ومنظمة العفو الدولية امس الاثنين قتل قوات الاحتلال الإسرائيلي للمتظاهرين السلميين المشاركين في مليونية العودة شرقي قطاع غزة.

ودعت وزيرة الخارجية في الاتحاد الأوروبي فيديريكا موجيريني إلى "أقصى درجات ضبط النفس" بعد استشهاد 43 فلسطينيا بنيران جنود الاحتلال.

وقالت موجيريني في بيان "قتل عشرات الفلسطينيين من بينهم أطفال وأصيب المئات بنيران إسرائيلية خلال احتجاجات واسعة مستمرة قرب سياج غزة".

وأضافت "نحن نتوقع من الجميع التصرف بأقصى درجات ضبط النفس لتجنب مزيد من الخسائر في الأرواح".

أما منظمة العفو الدولية، قالت إن سفك الدماء على الحدود بين غزة و"إسرائيل" هو "انتهاك مشين" لحقوق الإنسان.

وقالت المنظمة التي مقرها لندن على تويتر: "نحن نشهد انتهاكا مشينا للقانون الدولي وحقوق الإنسان في غزة يجب وقف ذلك فورًا".

 

امريكا تعاقب الفلسطينيين

من جهته قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن الولايات المتحدة بخطوة نقل سفارتها للقدس "تعاقب الجانب الفلسطيني الذي أثبت مرات عدة رغبته الحقيقية بالسلام".

وشدد أردوغان في بيان له على أن الولايات المتحدة بقرارها نقل السفارة إلى القدس "انتهكت قرارات الأمم المتحدة، وأضرت بمصداقيتها لدى المجتمع الدولي، وخسرت دورها كوسيط لحل النزاع الفلسطيني الإسرائيلي، عبر هذه الخطوة التي تتعارض مع الشعور الإنساني بالحق والعدالة".

وأوضح أن الولايات المتحدة بنقلها لسفارتها، اختارت مواصلة موقفها الذي يضرب بعرض الحائط المبادئ الأساسية للقوانين الدولية، وإرادة المجتمع الدولي، والحقائق التاريخية والاجتماعية.

وأضاف "انقلوها (أي السفارة) بالصفة التي تشاؤون، فهناك 128 دولة بالأمم المتحدة أكدت أن القدس الشرقية عاصمة لفلسطين، وهذا موقفنا كعالم إسلامي".

واعتبر أن الولايات المتحدة كافأت أيضًا الحكومة الإسرائيلية التي احتلت أراضي الشعب الفلسطيني وانتهكت التزاماتها بحل الدولتين عبر فرضها الحصار وأنشطة مستوطناتها غير القانونية، وتحاول تقويض عملية السلام وتنتهك بشكل ممنهج قرارات الأمم المتحدة".

وأكد أن" التاريخ والضمير الإنساني لن يغفر الظلم الممارس تجاه إخوتنا الفلسطينيين".

وأشار إلى أن الطريقة الوحيدة لإيجاد حل عادل ومستدام للقضية الفلسطينية هي إقامة دولة فلسطين المستقلة بحدود عام 1967 وعاصمتها "القدس الشرقية".

وشدد أردوغان على أن تركيا ستواصل الوقوف إلى جانب دولة فلسطين وشعبها الشقيق ولن تتركه وحيدًا.

ودعا الحكومة الإسرائيلية إلى التحلي بالمسؤولية وضبط النفس حيال أحداث محتملة قد تقع في الأراضي الفلسطينية، مؤكدًا ضرورة إيلاء أقصى درجات الحذر من أجل عدم سقوط ضحايا في هذا اليوم الحرج، (ذكرى النكبة 15 مايو).