وصمة عار في جبين العرب
وصمة عار في جبين العرب
بلال العبويني
الاحتفال الذي يقيمه الاحتلال الإسرائيلي بمناسبة نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس المحتلة، ليس أقل من وصمة عار تُلصق على جبين العرب والمسلمين الذين لم يكونوا جادين حقيقة في معارضتهم لقرار دونالد ترامب المشؤوم.
منذ البدء، قلنا إن ثمة من تماهى مع القرار لأنه ليس من أولوياته، وأن النية لم تكن خالصة للدفاع عن تهويد ما تبقى من قبلة المسلمين الأولى، في مقابل أولويات يصل بعضها إلى درجة الوهم في صناعة عدو جديد والتعامل مع الاحتلال الإسرائيلي على أنه مُنقذ ومُخلص من ذلك العداء.خرى يصل بعضها إلى درجة الوهم
القمة العربية الأخيرة التي سُميت بـ "القدس"، ما الذي حققته للمدينة المقدسة وما يحاك ضدها منذ ذلك الحين؟، هل استمع أحد إلى زيارات عنوانها العمل من أجل القدس وإقناع ترامب بالعدول عن قراره أو تأجيله على أقل تقدير؟.
لم يسمع أحد بالمطلق عن أي أمر حيال ذلك، وهو ما كان متوقعا، لأنه لو كانت هناك نية صافية للعمل من أجل ضمان عدم مواصلة ترامب تنفيذ وعده، لكنّا استمعنا إلى ربط توقيع المزيد من الصفقات المليارية مع أمريكا بتأجيل تنفيذ نقل السفارة كما اعتاد على ذلك الرؤساء الأمريكيون منذ أن صادق الكونغرس الأمريكي على القرار عام 1995.
يعلم الجميع أن الأردن يحمل الملف من ألفه إلى يائه، ومازال يحذر من مغبة القرارات الأحادية الجانب في الملف الفلسطيني برمته، فالقضية الفلسطينية قضية أردنية داخلية، والقدس بالنسبة إليه هي مفتاح السلام.
فهل قال أحد من العرب والمسلمين بذلك؟. العرب والمسلمون اعتبروا أن رفض 128 دولة قرار ترامب انجازا وانتصارا تغنوا به وانتهى، بل إن بعضهم دخل بمناكفات بينية للتأكيد على أنه صاحب الفضل بذلك التصويت رغم أن الجميع يعلم من وراءه.
لكن السؤال اليوم هل يضمن أولئك الذي احتفلوا بذلك الانجاز أن لا تلجأ أي من دول العالم التي صوتت لصالح قضيتنا عدم المشاركة بالاحتفال الذي يقيمه الاحتلال الإسرائيلي وبالتالي السير على خطى أمريكا بنقل السفارة إلى القدس المحتلة؟.
بالتأكيد لا أحد يضمن ذلك، لأن الإعلان الإسرائيلي يقول إن 30 دولة ستشارك، بالإضافة إلى شخصيات كثيرة تصل إلى 800 شخص، وأكثر ما يُخشى منه أن يكون من بينهم عرب، تحديدا بعد السماح لسفارة الاحتلال في القاهرة إقامة احتفال بمناسبة الذكرى السبعين على "نكبة فلسطين" وما قيل عن مشاركة مسؤولين مصريين بتلك المناسبة.
نقل السفارة إلى القدس المحتلة، وصمة عار على جميع العرب والمسلمين، وهو حدث يؤكد أن العرب والمسلمين لم يكونوا خالصي النية في الدفاع عنها، لأنها ليست أولوية لهم، بدليل ما نستمع إليه من تصريحات سياسيين ودبلوماسيين عرب عن أحقية إسرائيل في الدفاع عن نفسها وحقها في أن تعيش بأمن وسلام، وما نشاهده من مشاركة عرب باحتفالات ذكرى احتلال فلسطين.//