إسرائيل استدعت قوات الاحتياط.. و"حزب الله" لن يعمل من لبنان

ترامب ينسحب من الاتفاق النووي.. وروحاني يردّ...

عواصم ووكالات –  الانباط :- مامون العمري

فرضت التطورات الدبلوماسية والعسكرية ذات الصلة بالاتفاق النووي الإيراني ودور إيران في سوريا، نفسها بنداً اضافياً على المشهد المحلي الخارج من الانتخابات والمنشغل بحسابات الربح والخسارة وتصفية الحسابات، في خطوة تشكّل انعطافة استراتيجية في السياسة الاميركية من شأنها أن تضع المنطقة امام كل الاحتمالات، وتجعل كل الخيارات مفتوحة.

 تداعيات قرار الرئيس الاميركي دونالد ترامب بالانسحاب من الاتفاق النووي مع إيران  تتابعها الانباط في عدد اليوم والقراءة التي من المحتملة ما بعد هذا القرار تحصد المزيد من ردود الافعال، نظرا لما سيترتب عليها من أحداث ونتائج محتملة.

 وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب أعلن، ليل أمس، قراره الانسحاب من الاتفاق النووي مع إيران والمعروف باسم "خطة العمل الشاملة المشتركة". وقال في كلمة له بالبيت الأبيض: "إنّ هذا الاتفاق لم يحقق السلام ولن يحقّق السلام.. ولن يمنع إيران من الحصول على القنبلة النووية". أكثر من ذلك، قرّر ترامب إعادة العمل بالعقوبات على طهران. منبّهاً الى انّ "كلّ بلد يساعد ايران في سعيها الى الاسلحة النووية يمكن ان تفرض عليه الولايات المتحدة ايضاً عقوبات شديدة". وقال: "لدينا اليوم الدليل القاطع على انّ الوعد الايراني كان كذبة".

 

هكذا نفّذ ترامب تهديده بالانسحاب من الاتفاق رغم التحذيرات الدولية، ما يثير مخاوفَ من فترة توتّر شديد مع الحلفاء الاوروبيين ومخاطر تداعيات أخرى في العالم، قد يكون من بينها لبنان.

 

وتسري العقوبات الجديدة فوراً على العقود الجديدة، وفق مستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون، الذي أعلن أنّ أمام الشركات الأوروبية ستّة أشهر كحدّ أقصى لوقف أنشطتها مع إيران. وإذ نفى بولتون أن يكون الانسحاب بداية لعمل عسكري ضد إيران، معلناً استعداد واشنطن لمفاوضات "موسّعة" في شأن اتفاق جديد معها. أمهَلت وزارة الخزانة الأميركية شركات اوروبا من 90 الى 180 يوماً لتجميد نشاطاتها الاقتصادية مع ايران.

 

 

طهران ترد

الرئيس الإيراني حسن روحاني ردَّ على قرار ترامب بالتأكيد أنّ بلاده ستبقى ملتزمة الاتفاق النووي الذي أبرَمته مع الدول الكبرى عام 2015، على رغم إعلان ترامب انسحابَ بلاده من الاتفاق. وقال: "إذا حقّقنا أهداف الاتفاق بالتعاون مع الأعضاء الآخرين به فسيظلّ سارياً (...) وبالخروج من الاتفاق تقوّض أميركا رسمياً التزامها تجاه معاهدة دولية". واعلنَ أنّ طهران مستعدة لاستئناف أنشطتها النووية بعد إجراء محادثات مع الأعضاء الأوروبيين الموقّعين الاتفاق.

 

واستبقت إيران إعلان ترامب بمحاولة طمأنة مواطنيها إلى انهم لن يعانوا مجدداً صعوبات كبرى واجهوها خلال فرض العقوبات المرتبطة بالملف النووي.

 

وحذر وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف الرئيس الأميركي، قائلاً: "إذا ارتكب خطأً وألغى الاتفاق، سيتوجّب عليه قبول حقوق الإيرانيين في ظل وضع أسوأ"، فيما شدد نائب وزير الخارجية عباس عراقجي على ان طهران "سترد على القرار الأميركي وفقاً لمصالحها الوطنية". ووجّه نواب إيرانيون رسالة إلى المرشد علي خامنئي ورد فيها أنهم لن يسمحوا لواشنطن بفرض "مطالبها غير الشرعية" على طهران، مشيرين الى أن مجلس الشورى (البرلمان) سيلزم الحكومة "الردّ بضراوة" إذا تجاهلت الولايات المتحدة حقوق إيران.

 

وشدد علي شمخاني، سكرتير المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، على أن بلاده "لن تقف ساكنة إذا بدأت الولايات المتحدة مواجهة معها"، كما أكد رئيس الأركان الإيراني الجنرال محمد باقري أن "لا تهديد يخيف" بلاده.

 

 

 

موسكو والاتحاد الأوروبي يعلقان

بدورها اعتبرت روسيا أن انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي مع إيران، يمثل تهديداً للأمن الدولي، مؤكدةً مواصلة الجهود للحفاظ على هذه الصفقة.

أما زعماء اوروبا رئيسة وزراء بريطانيا تيريزا ماي، والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، فأعلنوا اتفاقهم على مواصلة تطبيق التزامات دولهم بموجب الاتفاق النووي مع إيران. وقالوا في بيان مشترك: "إن فرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة تعرب عن قلقها وأسفها من قرار الولايات المتحدة بالانسحاب من خطة العمل المشتركة الشاملة الخاصة بتسوية البرنامج النووي الإيراني". وأكدوا "إننا نشدد بشكل مشترك على التزامنا خطة العمل الشاملة المشتركة، إن هذا الاتفاق لا يزال مهما بالنسبة لأمننا الجماعي".

 

وسارع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الى القول إن "فرنسا وألمانيا وبريطانيا تأسف للقرار الأميركي"، مضيفاً "سنعمل بشكل جماعي على إطار عمل أوسع يشمل النشاط النووي وفترة ما بعد عام 2025، وأنشطة الصواريخ الباليستية، والاستقرار في الشرق الأوسط، خصوصا سورية واليمن والعراق".

 

وتوقعت مفوضة الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني أن يواصل باقي المجتمع الدولي تطبيق الاتفاق النووي بعد إعلان ترامب، معتبرة ان "الاتفاق يحقق نتائجه، ويضمن ألا تطور طهران أسلحة نووية".

 

 

 

إسرائيل ترحب

من جهتها رحبت اسرائيل بقرار ترامب، إذ شكر رئيس حكومتها بنيامين نتنياهو لترامب قراره، واصفاً الاتفاق النووي في بيان مقتضب بأنه "وصفة للكارثة بالنسبة للمنطقة والسلام في العالم". وقال: "أن هذا قرار تاريخي يمهد لمرحلة جديدة من الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط. ومن شأن جبهة موحدة ضد النظام الذي يدعم الإرهاب ويزعزع الاستقرار، أن يقطع دابر العدوان الإيراني الذي يهدد منطقتنا والمجتمع الدولي بأسره".

 

وقبل دقائق من إلقاء ترامب خطابه، أمرت إسرائيل بتحضير الملاجئ ضد الصواريخ في الجولان، بعد رصد الجيش "نشاطاً غير عادي للقوات الإيرانية في سورية". ونشر الجيش أنظمة دفاعية، ووضع قواته في "حال تأهب قصوى، تحسباً لهجوم"، مشدداً على انه "مستعد لمواجهة سيناريوات مختلفة ويحذر من ان اي اعتداء على اسرائيل سيستدعي رداً شديداً".

 

 

 

يديعوت أحرنوت": إسرائيل استدعت قوات الاحتياط.. و"حزب الله" لن يعمل من لبنان

 

 

استنتج المعلق العسكري لدى صحيفة "يديعوت أحرنوت" الإسرائيلية، رون بن يشاي، من التقارير السورية، التي تفيد بأن إسرائيل هاجمت دمشق الليلة الماضية، بأن "الإيرانيين كانوا يحاولون طوال الوقت إطلاق صواريخ على أهداف داخل إسرائيل".

 

ولفت إلى وجود ما سماه "قلق إسرائيلي من مهاجمة المجموعات الإيرانية أهدافًا إسرائيلية على الأرض في مرتفعات الجولان"، موضحًا أن "إسرائيل تحبط النوايا الإيرانية؛ سواء عبر وسائل الإعلام أو من خلال الهجمات الوقائية".

 

 

ورجّح المعلق العسكري، أن الأهداف الذي تم مهاجمتها، هي "مخازن ومنصات للصواريخ، أخرجها الإيرانيون من المخبأ بغرض استخدامها، لكن إسرائيل لاحظت وهاجمت".

 

وسبق الهجوم الإسرائيلي المفترض، استدعاء محدود لقوات الاحتياط الإسرائيلية، وفتح الملاجئ في منطقة الجولان السوري المحتل.

 

وأكد أن "إيران اليوم؛ مع حاجتها لكل غرام من التعاطف والمساعدة من أوروبا وروسيا، هي بحاجة لعمل هجومي ضد إسرائيل يمكن أن يفاقم الوضع في الساحة الدولية"، لافتا أن "القوات الإيرانية والمجموعات التي تعمل باسمها في سوريا ضعيفة نسبيا، ولا يمكن أن تسبب بضرر حقيقي لإسرائيل".

ونوه أن "حزب الله لن يعمل من لبنان؛ لأن إيران تريد الاحتفاظ به كذراع استراتيجي في حالة قيام إسرائيل بمهاجمة منشآتها النووية، ولذلك، من المرجح أن تقوم طهران بالانتقام من إسرائيل عبر إطلاق الصواريخ".

 

وفي ظل هذا التوتر، قامت قوات الاحتلال بنشر منظومة القبة الحديدة، ونشر طائرات بدون طيار لمنع أي محاولة إيرانية لضرب "إسرائيل"، حيث يؤكد جيش الاحتلال أن رده على أي هجوم إيراني سيكون "خطيرا للغاية".

ردود الأفعال الدولية على انسحاب ترامب من الاتفاق النووي الإيراني

 

عقب إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب انسحاب بلاده من الاتفاق النووي مع إيران وإعادة فرض عقوبات اقتصادية على طهران مساء الثلاثاء.

وتوالت ردود الأفعال العالمية على هذا القرار بين مؤيد ورافض في الوقت الذي هدد فيه الرئيس الإيراني واشنطن.

فرنسا وألمانيا وبريطانيا

حثت بريطانيا وألمانيا وفرنسا الولايات المتحدة على عدم اتخاذ خطوات تعرقل تنفيذ الدول الأخرى للاتفاق النووي المبرم مع إيران.

وقال زعماء بريطانيا وألمانيا وفرنسا في بيان مشترك أصدره مكتب رئيسة وزراء بريطانيا تيريزا ماي "نحث الولايات المتحدة على عدم المساس بهيكل الاتفاق النووي وتجنب اتخاذ إجراءات تعرقل تنفيذه بالكامل من قبل الأطراف الأخرى الموقعة على الاتفاق".

وتحدثت ماي هاتفيا مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل بعد أن أعلن ترامب قرار الانسحاب وإعادة فرض العقوبات على إيران.

فرنسا

وأعرب الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون عن أسفه من قرار ترامب بشأن الاتفاق النووي مع إيران.

وقال ماكرون، إن فرنسا وألمانيا وبريطانيا يأسفون للقرار الأمريكي بالانسحاب من الاتفاق النووي الإيراني، وسنعمل بشكل جماعي على إطار عمل أوسع يشمل الأنشطة النووية فيما بعد العام 2025، والاستقرار في الشرق الأوسط خاصة سوريا واليمن والعراق.

 

 

ألمانيا

قال وزير خارجية ألمانيا هايكو ماس إن بلاده ستحاول الحفاظ على اتفاق إيران النووي برغم إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الانسحاب منه.

وقال ماس لمحطة (إيه.آر.دي) التلفزيونية "سنحاول الحفاظ على هذا الاتفاق المهم، الذي يضمن أن يكون الشرق الأوسط والعالم كله أكثر أمنا".

كما وصف مايكل روث نائب وزير الخارجية الألماني على تويتر قرار ترامب الانسحاب من الاتفاق النووي الإيراني بأنه "أخبار ليست جيدة من واشنطن".

وأضاف :"يجب على الأوروبيين الآن إنقاذ ما يمكن إنقاذه" من الاتفاق النووي الإيراني الموقع في العام 2015.

ودعا رئيس الوزراء الإيطالي باولو جنتيلوني اليوم الثلاثاء إلى الحفاظ على الاتفاق النووي الإيراني بعد قرار ترامب.

وقال جنتيلوني على تويتر "(الاتفاق) يسهم في تحقيق الأمن في المنطقة ويوقف الانتشار النووي" مضيفا أن إيطاليا ستقف بجانب حلفائها الأوروبيين في الحفاظ على التزاماتها.

 

الاتحاد الأوروبي

دعت مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي فيدريكا موغيريني المجتمع الدولي إلى الالتزام بالاتفاق النووي مع إيران رغم إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الانسحاب منه وإعادة فرض عقوبات على طهران.

وقالت موغيريني "إنني قلقة بشكل خاص بشأن إعلان الليلة بفرض عقوبات جديدة".

وقالت معلقة على الاتفاق المبرم بين القوى العالمية وطهران "إن الاتحاد الأوروبي عازم على الحفاظ عليه (الاتفاق). سوف نحافظ على هذا الاتفاق النووي بالتعاون مع بقية المجتمع الدولي"

الأمم المتحدة

دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الأطراف الأخرى الموقعة على الاتفاق النووي مع إيران إلى الالتزام بتعهداتها بعد إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سحب بلاده من الاتفاق.

وقال غوتيريش إنه قلق بشدة إزاء قرار ترامب.

وأوضح "من الضروري معالجة كل المخاوف المرتبطة بتنفيذ الخطة من خلال الآليات المنصوص عليها في الاتفاق. وينبغي معالجة القضايا التي ليس لها ارتباط مباشر بالاتفاق دون تحامل من أجل الحفاظ على الاتفاق وإنجازاته".

تركيا

قال متحدث باسم الرئيس التركي رجب طيب إردوغان إن قرار الولايات المتحدة الانسحاب من جانب واحد من الاتفاق النووي سيزعزع الاستقرار ويثير صراعات جديدة.

وقال المتحدث إبراهيم كالن على تويتر إن الاتفاق المتعدد الأطراف سيستمر مع الدول الأخرى وأضاف أن تركيا ستواصل معارضتها لكل أشكال الأسلحة النووية.

 

روسيا

قالت وزارة الخارجية الروسية في بيان إنها تشعر بخيبة أمل شديدة إزاء قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

وأضافت "لا توجد، ولا يمكن أن توجد، مبررات لإلغاء الاتفاق. الاتفاق أظهر فاعليته الكاملة".

وقالت "الولايات المتحدة تقوض الثقة الدولية في الوكالة الدولية للطاقة الذرية".

وذكرت الوزارة أن موسكو مستعدة لمواصلة التعاون مع الأطراف الأخرى بالاتفاق النووي كما أنها ستواصل تطوير علاقاتها مع إيران.

وأضاف يفجيني سريبرينيكوف النائب الأول لرئيس لجنة الدفاع والأمن بمجلس النواب الروسي إن قرار ترامب انسحاب بلاده من الاتفاق النووي الإيراني يضفي شكوكا على عملية السلام في شبه الجزيرة الكورية.

ونقلت وكالة الإعلام الروسية عن فلاديمير شيزوف المبعوث الروسي في الاتحاد الأوروبي قوله في سياق منفصل إن روسيا ستواصل جهودها للحفاظ على الاتفاق النووي.

أوباما

قال الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما الذي جرى في عهده إبرام الاتفاق النووي الإيراني إن قرار ترامب انسحاب واشنطن من الاتفاق "مضلل".

وأوضح أوباما في بيان "اعتقد أن قرار تعريض الاتفاق للخطر دون أي انتهاك من جانب إيران هو خطأ جسيم".

 

المجلس الأوروبي

قال رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك إن موقف ترامب تجاه إيران والتجارة الدولية سيقابل "بنهج أوروبي موحد".

وأضاف توسك إن زعماء الاتحاد الثمانية والعشرين سيبحثون المسألتين في اجتماعهم بالعاصمة البلغارية صوفيا خلال اليومين القادمين.

سوريا

قال الإعلام الرسمي السوري نقلا عن وزارة الخارجية إن سوريا "تدين بشدة" قرار ترامب الانسحاب من اتفاق إيران النووي وقالت إنه سيزيد التوتر في العالم.

محللون إسرائيليون: خيارات إيران لمواجهة إسرائيل محدودة

تباينت التحليلات الإسرائيلية حول طبيعة الرد الإيراني على قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أمس الاول  الثلاثاء، الانسحاب من الاتفاق الدولي النووي مع إيران، وفرض أقصى درجات العقوبات عليها، والذي تزامن مع شن إسرائيل ـ كما ذكرت عدة مصادر من بينها روسيا ـ عمليات قصف استهدفت مواقع عسكرية إيرانية في سوريا.

ووقع آخر الهجمات التي استهدفت مواقع عسكرية في سوريا الليلة الماضية، بعد إعلان إسرائيل تحركات عسكرية في سوريا، لكن لم تعترف إسرائيل بمسؤوليتها عنه، واتهمتها سوريا بذلك.

وذكرت صحيفتا "هآرتس" و"يديعوت أحرونوت" الإسرائيليتان اليوم، أن الهدف من عملية القصف كان تدمير صواريخ موجهة إلى إسرائيل، لكن الصحيفتين لم تذكرا مصدر المعلومة هذه، ونسبتاها إلى تقارير إخبارية لم تحددها.

وعن إمكانية رد إيران على سلسلة الهجمات التي تعرضت لها قواتها وقواعدها العسكرية في سوريا، كتب يؤاف ليمور في تحليل بصحيفة "يسرائيل هيوم"، أن انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي مع إيران، وانتهاء الانتخابات البرلمانية في لبنان، فتح الباب على مصراعيه للمواجهة، وقد تلجأ إيران إلى المليشيا التابعة لها في سوريا للقيام بهذا الرد، وذلك لتجنب الدخول في مواجهة مباشرة مع إسرائيل.

وأضاف ليمور أن الغارة الليلة الماضية قد تكون "ضربة إسرائيلية وقائية لإحباط المخططات الإيرانية، لكن الوضع على طرفي المواجهة هو مثل اللعب بالنار".

وأضاف: "الكرة الآن في ملعب إيران، فأي هجوم من طرفها سيعيدها إلى مربع الاتهام بأنها مصدر الشر في المنطقة، وسيبرر أي رد إسرائيلي، وسيعطي مصداقية لانسحاب ترامب من الاتفاق النووي معها".

بالمقابل، يرى يهودا بلونغا المختص في دراسات الشرق الأوسط وتحديدا سوريا ومصر، أن روسيا وسوريا وإيران ليست معنية بمثل هذه المواجهة.

ويفترض بلونغا المحاضر في جامعة بار إيلان كما نقلته عنه صحيفة "يسرائيل هيوم"، أنه "لن تقع مواجهة شاملة في المنطقة لعدة أسباب، من أبرزها أن روسيا غير معنية بإيران أصلا، فمثلا لم ترد موسكو على أي من الغارات الإسرائيلية على مواقع إيرانية في سوريا، لكن الكرملين غضب عندما استهدفت إسرائيل أهدافا تابعة للنظام السوري، وانتقدت موسكو إسرائيل بشدة وبشكل علني.

كما يرى الخبير الإسرائيلي أن حزب الله وإيران نفسيهما ليسا معنيين بالمواجهة مع إسرائيل، فبعد الإنجاز الذي حققه حزب الله في الانتخابات البرلمانية اللبنانية قبل أيام، سيعمل الحزب على تعزيز مكاسبه السياسية في بلده، وقد يخسر هذه المكاسب إذا أدخل لبنان في خضم مواجهة عسكرية بالنيابة عن إيران.

ويقدر بلونغا أن إيران قد تلجأ إلى رد محسوب جدا ضد إسرائيل، بناء على تجربة حزب الله بعد اغتيال إسرائيل القيادي في الحزب جهاد مغنية في يناير / كانون الثاني 2015، فقد رد حزب الله على قتل مغنية باستهداف جنود إسرائيليين على الحدود اللبنانية، فقُتل جنديان في الهجوم، واكتفى الحزب بذلك الرد، ويبدو أن إيران ستفكر بالطريقة ذاتها.

من ناحيته، يرى رونين بيرغمان في تحليل في صحيفة "يديعوت أحرونوت"، أن إيران على المدى القصير ستجد نفسها في وضع صعب دوليا، في ظل القرار الأمريكي الانسحاب من الاتفاق النووي، وستضطر إلى العمل بطرق دبلوماسية دفاعية، فهي ـ بحسب بيرغمان ـ وعلى عكس ما يظن البعض، حساسة تجاه الموقف الدولي منها، وهذا سيمنعها من إشعال حرب في الشرق الأوسط للانتقام لقتلى الهجمات التي تقول طهران إن إسرائيل نفذتها على قواعدها في سوريا.

أما على المدى البعيد، فيرى بيرغمان أن إيران ستخرج مستفيدة من الواقع الجديد الذي لن يكون لمصلحة إسرائيل.

ويفسر بيرغمان ذلك بالقول إن انسحاب الولايات المتحدة سيجعلها لاعبا هامشيا أخرج نفسه بإرادته من كل لعبة سياسية ممكنة في الشرق الأوسط تجاه إيران.

وأمس الاول الثلاثاء، أعلن ترامب انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق الذي عقدته الإدارة السابقة والدول الكبرى مع طهران، وتعهد بأن تفرض واشنطن "أعلى مستوى من العقوبات الاقتصادية على النظام الإيراني".

وفي 2015، وقعت إيران مع الدول الخمس الكبرى الدائمة العضوية في مجلس الأمن (روسيا والولايات المتحدة وفرنسا والصين وبريطانيا) وألمانيا، اتفاقا حول برنامجها النووي، قبل أن تعلن واشنطن أمس الانسحاب منه.

وينص الاتفاق على التزام طهران بالتخلي لمدة لا تقل عن 10 سنوات، عن أجزاء حيوية من برنامجها النووي، وتقييده بشكل كبير، بهدف منعها من امتلاك القدرة على تطوير أسلحة نووية، مقابل رفع العقوبات عنها.

 

كيف سيتأثر اقتصاد إيران بعودة عقوبات أمريكا

 

وفيما يلي نستعرض جوانبا بإقتصاد إيران ستتأثر بعودة مثل هذه العقوبات:

-  اتفاقيات بوينغ واير باص، حيث تعتبر الاتفاقيات التي وقعتها طهران مع الشركتين من أكبر الصفقات وأضخمها، حيث قالت شركة ايرباص في بيان لها تعقيبا على قرار ترامب: "ندرس الإعلان ونقوم بتقدير أنسب الخطوات التي تتماشى مع سياساتنا الداخلية وتتناسب مع أنظمة العقوبات وقوانينها."

  - صفقات معقودة مع كبرى الشركات الدولية على الصعيد الدولي وعلى صعيد النفط وأيضا على الأجهزة الإلكترونية، مثل صفقات عقدتها طهران مع شركة توتال النفطية وشركة فولكس فاغن الألمانية لصناعة السيارات وجنيرال الكتريك للأجهزة والمعدات الإلكترونية.

-  رحلات جوية ومجموعات الفنادق، حيث استفادت الشركات العاملة في هذا القطاع من رفع العقوبات عن طهران والترويج لإيران كوجهة سياحية، مثل تسيير شركات مثل الخطوط الجوية البريطانية وشركة لوفتهانزا الألمانية رحلات مباشرة من برلين ولندن إلى طهران، في حين تتأثر سلسلة فنادق عالمية مثل Accorالتي كانت أول من يفتح في إيران في العام 2015 بالإضافة إلى مجموعات فندقية أخرى مثل روتانا وميليا.

 - الاقتصاد الإيراني بشكل عام عاد للتعافي بصورة تدريجية بعد العام 2015 إلا أنه بقي هشا، وعودة العقوبات بما لا شك فيه سيزيد الوضع تعقيدا على عدد من الأصعدة من بينها تأثر الريال الإيراني الذي خسر 22 في المائة من قيمته أمام الدولار الأمريكي، وهو الأمر الذي يلقي بظلاله مجددا إن عادت العقوبات على إيران.